أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


ننقع تقارير المحاسبة ونشرب ميتها..

بقلم : ابراهيم قبيلات
17-12-2020 12:18 PM

كما جرت عليه العادة، أصدر ديوان المحاسبة تقريره 2019م، وكالعادة أيضا انشغل فيه الأردنيون وصحافتهم 24 ساعة كاملة، ثم انطفأت الإثارة، كما سبق وانطفأت في الأعوام 2019م، و2018م، و2017.

ما يثير الحنق أن لا قيمة مضافة في صفحات التقرير سوى أنه سيكون بمقدور باعة الترمس والبليلة والفول على 'العربايات' لف منتجهم بورقتين أو ثلاثة؛ منعاً 'لتدليف' المياه المالحة على المشترين، ومجاناً..ما قيمة كل ما نقرأ من تجاوزات طالما أن المخالفين يواصلون القفز على أحبال التنفيع.

الفاسدون يدركون هذا، ولهذا هم لا يكترثون بما يقال، ويكتب، وكأن لسان حالهم يقول: سينسى القوم بعد ساعة، وننسى بالفعل.

كالعادة يكشف التقرير سنوياً عن تجاوزات وعلى عين الدولة، تراه الجهات المسؤولة من دون أن تتحرك لوقفه، هل هذا يعني ان التجاوزات والجرأة على المال العام وصلت حدا لا تستطيع الدولة إيقافه؟.

هل حقاً أصبحت أموال الاردنيين مستباحة ومنهوبة الى حد لم يعد من المغري قراءة ما أدرجه التقرير من مخالفات اعتدنا عليها، وصارت جزءا من مكتسباتنا وثقافتنا اليومية؟.

ما يدعو الى اللطم هو التأكيدات الرسمية بعد صدور كل تقرير، بان دولته سيلاحق ما ورد في التقرير وفحصه، بنداً بنداً، و'زنقة زنقة'.

هذا ما أفصح عنه كل رؤساء الحكومات منذ صدور اول تقرير، فيما تواصل شرايين الفساد ضخ المنافع والامتيازات للفاسدين ومحاسيبهم دون توقف.

ما أشبه اليوم بالبارحة، هذا ما قاله أردنيون وهم يستمعون الى رئيس الوزراء بشر الخصاونة وهو يقول: 'ملتزمون بتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة'.

تذكروا 'فوراً' ما سبق وقاله رئيس الوزراء، السابق، الدكتور عمر الرزاز: 'سنتعامل مع ملاحظات تقرير ديوان المحاسبة بجدية'، وقبله هاني الملقي عندما قال: 'سنتابع تقرير ديوان المحاسبة بتفصيل وحزم'.

وكالعادة جنّي الفساد وسرطاناته في البلاد، تقفز من جسد إلى جسد، والجميع يشتكي من أثاره وأعراضه، لكن لا أحد يراه رأي العين، وإن رأيته سرعان ما يختفي..سبحانك ياربي بمكانك.

لهذا لا يتغيّر شيء، ولن يتغيّر، المسؤول لا يسأل، ولم يكترثوا بنا ونحن نمارس غضبنا إلكترونيا وفي أحسن الحالات يكون مشفّراً؛ خشية قانون الجرائم الالكترونية.

سنبقى نرى التجاوزات والفساد، وسنبقى في كل عام نقول ما قلناه في العام الذي سبقه، وكأن المقصود من أوراق هذه المخالفات الإدارية والمالية ان نراها ونموت غيظا أمامها، فالفاسد يجلس في 'عرينه'، ويقول: أنا هنا إن كنت تطيق أو لا تطيق.. أنا هنا وأعلى ما بخيلكم اركبوه؛ فنركب الكيبورد ونصهل على الفيس وتويتر.'نيسان الاخباري'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012