أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


سنوات التهرب السياسي في الاردن

بقلم : علي السنيد
30-03-2021 05:54 PM

بإسف بالغ انظر الى سنوات التهرب السياسي الذي مارسناه في الاردن عن سبق اصرار واضعنا فرصة ان ننتقل ديموقراطيا ولتستقر المؤسسات الدستورية بدلا من ان نبقى ندور في حلقة مفرغة من رمي المسؤولية وتقاذفها بين اطراف ومكونات عملية الحكم.

وقد وصلت مكونات الداخل الوطني الى درجة من الجفاء ونحى الخطاب السياسي الى اليأس من جهة و الى التشاتم وتبادل الاتهامات من جهة اخرى دون اتفاق على الاولويات التي نعبر من خلالها الى الوضع السياسي الامن.

وذلك مرده الى اننا لم نحسم خيارنا الديموقراطي رغم مرور عدة عقود من عمر الدولة الاردنية وتباين تجربة الحكم فيها، ولكوننا ما زلنا نهرب الى الامام في كل منعطف ولا نقبل بأن تقاد العملية السياسية من خلال توازنات الشارع المعبرة عن المجتمع.

وواضح ان سلسلة القوانين التي شرعت بدعوى الاصلاح في مرحلة ما بعد الربيع العربي انما جاءت لتطويق تداعيات هذه المرحلة في الاردن وليس للتجاوب معها، ولمنعها من ان تتكرر ثانية، وهدفت الى تجريم العمل السياسي الاردني ووضعه في دائرة الشبهة، والمس بحريات المواطنين وارعابهم من العمل السياسي. وهو ما اثر على حركة الاحزاب .

وتم اجهاض النقلة التي كان يمكن ان نحدثها من خلال التوجه نحو الحكومات البرلمانية، ولقي للاسف قانون الانتخاب الذي كان بشر به بكونه اصلاحيا ابان حكومة النسور - وعارضناه في حينه لانه جهوي- ذات مصير جملة من القوانين التي سبقته وادى الى نفور الناس عن التصويت واحجام قوى المجتمع المدني عن المشاركة الفاعلة وبذلك انهى اية امال بتطوير الحياة السياسية في الاردن. وظل الماثل للعيان من مخلفات تلك المرحلة قوانين مكافحة الارهاب، وقانون الجرائم الالكترونية وقانون محكمة امن الدولة. فضلا عن التعديلات الدستورية التي برر لها للتوطئة لمرحلة الحكومات البرلمانية.

وربما ان مجمل الاصلاحات السياسية فشلت كونها غير مدعومة بارادة سياسية هذا فضلا عن تراجع الشارع وانكفائه متأثراً بمجريات الوضع العربي. وليس ادل على ذلك من الطريقة غير المفهومة التي اتخذتها صيغة الحكومة البرلمانية عندنا والتي جرت من خلال المشاورات في الديوان الملكي واسفرت في حينه عن التنسيب بالدكتور عبدالله النسور رئيسا لهذه الحكومة ، وكان هو نفسه رئيس الحكومة التقليدية القائمة، وكنت قد قاطعت هذه المشاورات في البرلمان السابع عشر، وقلت في بيان منشور في الاعلام ان هذا ليس شكل الحكومة البرلمانية المعروفة في الديموقراطيات والتي لن نخترعها اردنيا، وهي تتشكل من خلال توليه الكتلة البرلمانية او الائتلاف البرلماني الذي يملك الاغلبية البرلمانية مهمة تشكيل هذه الحكومة، وذلك بطلب من رأس الدولة، وهو ما يحول بقية مكونات البرلمان الى معارضة، وهكذا تتداول عملية الحكم على قاعدة الاغلبية والاقلية البرلمانية، وتتنافس برامج الحكم، وينتقل هذا التنافس الى الشارع من خلال آليات العمل السياسي الشعبي المعروفة ، وعلى رأسها الاحزاب.

وكان الهدف من هذه المشاورات كما اشرت في حينه ليس اكثر من توريط البرلمان وتحميله مسؤولية سياسات الحكومة التي كانت تتهيأ لقرارات غير شعبية وبالفعل ظل البرلمان في حالة استنزاف متواصلة وظل يفقد رصيده في الشارع، وفشل في ان يكون معبرا اصيلاً عن الشعب الاردني، وحاميا له، ووكيلا شعبياً كما تقتضي روح المسؤولية الوطنية.

وبعد مجيء التعديلات الدستورية التي الحقت صلاحية تعيين قادة الاجهزة الامنية بالملك مباشرة ، وهو المخلى من التبعة والمسؤولية بموجب احكام الدستور . وكنت عارضتها وتقدمت بمقترح نيابي لشطب التعديل الدستوري برغم النصائح التي حذرتني من ذلك وقد اصريت على المقترح الذي لم يصوت له سوى خمسة نواب .
قيل ان هذه التعديلات تستهدف الانتقال الى عتبة الحكومات البرلمانية، وجرت التعديلات ولم ننتقل الى شيء .

ثم تركنا صيغة المشاورات البرلمانية لعدم جدواها وتم تعيين عدة حكومات بدونها وهكذا بقينا نتخبط سياسياً، ولم نحسم خيارنا الديموقراطي، واليوم يطرح مجددا تغيير قانون الانتخاب الذي ساهم بعزوف الاردنيبن عن المشاركة في الانتخابات . وياتي ذلك في ضوء اننا ما زلنا نخشى ان نتخذ اية خطوة سياسية حقيقية تعطي املا للاجيال القادمة. او لها القدرة على تغيير قواعد اللعبة السياسية وبما يعالح مكامن وهنات العملية السياسية الجارية في الاردن واثرها على واقع الناس اليومي المعاش.
وانا اعتقد باهمية تغيير القانون ولكن على قاعدة ان يضع الاساس الحقيقي للدخول الى مرحلة الحكومات البرلمانية كما هي في واقع الديموقرطيات في العالم . وكي لا نبقى نحرث في البحر.

نائب سابق

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012