|
|
|
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
حروب المياه ( 1 )
بقلم : اسماعيل الشريف 02-05-2021 01:08 AM «العربي الجيد الوحيد، هو العربي الميت»، باتريك سرينغ. هذه العبارة جزء من رسالة بعثها الدبلوماسي الأمريكي «باتريك سرينغ» إلى المعهد العربي الأمريكي، ثم نشرتها صحيفة الشرق الأوسط عن صحيفة الواشنطن بوست، فاضطر بعدها الدبلوماسي للاستقالة، ثم أخذها عنه المتطرف الصهيوني «جوش بوزينستن» حين قال: أعزائي اليهود، اقتلوا العرب الآن، العربي الجيد الوحيد هو العربي الميت. مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي - الذي له من اسمه نصيب، فهو أكثر ما يكون مركز دراسات وأبحاث - يُصدر تقاريرَ تحمل درجة عالية من السرية، يضعها أمام المؤسسات الأمريكية المختلفة لمساعدتها على رسم سياساتها واتخاذ قراراتها. أحد هذه الدراسات الحديثة بعنوان: «وبدأت أزمة المياه العالمية»، وتقول هذه الدراسة: إن العالم قد بدأ بالدخول في أزمة مياه، والسؤال ليس إذا كان العالم يواجه المشكلة بقدر ما هو حجم المشكلة، ومتى ستظهر بشكل واضح ملموس؟ في الوقت الحالي فإن 600 مليون نسمة يعانون من شُح المياه، وبعد سنوات قليلة سيصبح الرقم مليار ونصف؛ أي 20% من سكان الأرض، وسيؤدي ذلك إلى خطر على استقرار النظام العالمي، فدول عديدة ستسقط في بئر الدول الفاشلة وستعمها الفوضى، وسترتفع أسعار الغذاء بشكل كبير، وسيؤثر على استخراج الطاقة التي تحتاج إلى مياه مما سيؤدي إلى تباطؤ في الاقتصاد العالمي، والنتيجة ستكون مشاكل اجتماعية كبيرة، وقد تنشأ حروب عديدة. والأزمة لن تشمل فقط منطقتنا، ولكن بدأت تُلمس في دول كبيرة كالهند والصين وحتى الولايات المتحدة، وأسبابها عديدة من تلوث وتغير مناخي وسحب جائر وتسرب مياه شبكات المياه. وواحدة من الأسباب الأساسية تتعلق بالإنسان من زيادة عدد سكان الأرض، والأهم هو زيادة الطبقة الوسطى، فملايين البشر انتقلوا من الفقر إلى الطبقة الوسطى، ففي عام 2000 كان مليار وأربعمائة مليون شخص ثم أصبحت المليار وثمانمائة مليون عام 2009 ووصلوا في العام الماضي إلى الثلاثة مليارات شخص. وهذا سيشكل ضغطًا إضافيًّا على المياه؛ فالنظام الغذائي للفقراء يعتمد على الحبوب والخضروات، فيما يعتمد النظام الغذائي للأغنياء على اللحوم التي تستهلك مياها أكثر، فإنتاج كيلو من اللحم يحتاج إلى 34 ضعف مياه من إنتاج كيلو ذرة، ومعنى زيادة الطبقة الوسطى هو زيادة طاقة وزيادة استهلاك مياه. تكاد تشتم من التقرير العنصرية والنرجسية في طرق التصدي لهذه المشكلة، ولعل ذلك يشرح سبب نزوح الملايين من سوريا ومقتل مئات الآلاف الآخرين؛ ففي غمرة انشغالنا بخريفنا وفي قتلنا بعضنا فمياهنا تُسرَق، فالصهاينة يسرقون مياه الضفة الغربية والجولان وجنوب لبنان، وتركيا بنت السدود لتخفض حصة كل من سوريا والعراق، وإثيوبيا قاربت على مليء سدها الذي لن تكون مصر بعده هبة النيل، ونحن نشتري جزء من مياهنا من الصهاينة ، فإذا كان ما يجري في منطقتنا هو مخطط، فقد نجحنا بتطبيقه بحذافيره، سيشهد التاريخ عن أمة أفنت نفسها بيديها، أعتقد أن الخطر الحقيقي ليست الطائفية بقدر ما هو العطش القادم. ( يتبع )
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق