أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


حقائق التاريخ العربي .. قراءة جديدة للوقائع والمفاهيم

بقلم : د. فيصل غرايبة
16-06-2021 04:53 AM

تحتاج إعادة قراءة التاريخ العربي قراءة تأمليّة استخلاصيّة، إلى جهد كبير وتتبع متشعب ومتداخل.

وتصبح هذه القراءة أقل عناءً عندما نكتشف أن الدين والقبيلة واكراهات الاقتصاد الصحراوي في هذه المسارات تشكل مضمونها الأساس، وهذا ما طبقه المؤرخ الدكتور سليمان علي البدور في كتابه الجديد «حقائق التاريخ العربي في قراءة جديدة للوقائع والمفاهيم»، الذي كان قراءة تأملية يطبق فيها منهج الاستقواء الاستخلاصي، تمر بمختلف المنعطفات المصيرية التي تخللت تاريخ العرب، ومن منظور محايد وموضوعي، حرصاً منه لكي تكون مضمونة النتائج، فهي قراءة للموروث السياسي والاجتماعي العربي، قراءة شاملة غير متحيزة، لما يتوافر من الحقائق دون مجاملة، عندما اعتمدت على أقدم وأفضل المصادر التاريخية والدينية المعتمدة في الجامعات العريقة، وخاصة عند اعتمادها كثيرا على «ابن اسحاق» «ت: 151ه/ 768 م» في ما يتعلق بالسيرة النبوية، مثلما اعتمدت على الواقدي وهو المحقق الأمين والمدقق الموثوق، وعلى «الطبري»، وهو من أعظم المؤرخين العرب، وكذلك «البلاذري» في كتابه «فتوح البلدان»، عدا عن رجوعه إلى «القرآن الكريم»، ومن ثم على «صحيح البخاري ومسلم»، إذ هما في طليعة كتب السنة.

بدأ في تتبع الظهور التاريخي للعرب وبروز هويتهم لأول مرة في المكان والزمان، ثم استعرض الكيانات السياسية العربية قبل الإسلام في شمال الجزيرة، وأتبعها بقراءة تأملية للنبوة ودولة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ثم تتبع حروب دولة الدعوة ونتائجها السياسية والاقتصادية.

ثم تناول التجربة الديمقراطية الأولى في التاريخ العربي الإسلامي، تلك التي طبقت أثناء خلافة الصحابيين الجليلين أبي بكر وعمر، وأفضى إلى فتوح الدعوة وفتوح الدولة ثم استقرأ الجذور التي أدت الى تحول الدولة العربية الإسلامية إلى إرث عائلي بتأثير أيديولوجية القبيلة، واستقواء إرهاصات السقوط الذاتي للدولة العربية التي حكمت باسم الإسلام، حيث كانت العصبية القبلية واضطهاد الموالي المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى من عرب وغير عرب، من أهم الأسباب التي أدت الى ذلك السقوط، مما مهد لاستقراء الحالة العامة في ظل الخلافة الأسمية وما بعدها، من ذلك نشوء دول الجزء الغربي داخل إطار الخلافة، مما مهد للسيطرة التركية على العالم العربي، ومن ثم لانحسار هوية العرب الأقحاح في ظل بروز الهويات غير العربية، مما أتاح للباحث المؤرخ أن يناقش محددات التاريخ العربي، بما في ذلك نهاية ما اعتبره مسارات خاطئة ومحطات كارثية. وختم الدكتور سليمان علي البدور كتابه «حقائق التاريخ العربي» والذي شكل (قراءة جديدة للوقائع و المفاهيم) بصورة مستخلصة لهذا التاريخ، بدأ بالقبيلة فكراً وهوية وانتهاء بثوب مستعار للدولة الحديثة.

(الرأي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012