أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


المواطنة والهوية الوطنية

بقلم : د. فيصل غرايبة
07-07-2021 12:25 AM

تشكل المواطنة نقطة تلتقي عندها الحقوق والواجبات، وتتوازن فيها الالتزامات الخاصة بالدولة وبالمواطن الذي يحمل جنسيتها، ففيها تتساوى المصالح وتتحقق العدالة،وثمة متطلبات لتحقيقها هي «الدولة» و«المواطن» و«الحقوق» و«الواجبات»، ولتشكل حالة من الرضا. فهي مدعاة لتماسك النسيج الوطني، ودعوة لتضافر الجهود، وترسيخ للمنظومة القيمية المحركة للأغلبية الصامتة، تتجلى في تعزيز الثقة بين الدولة والمواطن، واستقرار المواهب الوطنية، وظهور القيادات وانتهاء التمايزات، ونتيجة لذلك التحرك نحو المستقبل.

فالمنظومة القيمية للمواطنة من العدل والمساواة والحرية والتعاون والمصداقية والأمانة والقيام بالواجبات والوفاء بالحقوق والمشاركة والانتماء، وتحقيق الرفاه والتحلي بالرشد والعقلانية والأداء المتفوق. وتبدو في الثقة والشفافية، وحق الحصول على المعلومات، والمساءلة والمكاشفة، وانتفاء تام للامتيازات ووضع آليات للاختيار والتعيين وهيئة مستقلة للانتخابات، ولمكافحة الواسطة والمحسوبية، وارتياح عام لقوانين ضريبة الدخل والمبيعات، وانعدام حالات التهرب الضريبي، مع انتفاء الأستقواء على الدولة، ووجود صحافة حرة ونزيهة، وعدم مبالغة الدولة في اللجوء الى جيوب المواطنين.

وللمواطنة أضلاع هي: الحريات والمشاركة والاستحقاقات والرفاه، بينما تواجه المواطنة اشكاليات العولمة والتعصب والتمييز والانغلاق والعنصرية والأكثرية والأقلية والتعددية. فالمواطنة هبة التاريخ للدول التي تبحث عن الوحدة الوطنية والخلاص النهائي من مساوئ التشرذم والكراهية والشك والريبة والصراع الأهلي البغيض.

ويؤكد الدكتور مهدي فكري العلمي في كتابه الجديد «مدونة المواطنة والهوية الوطنية': أن التزام الدولة بتطبيق المواطنة ومبادئها سوف يعزز ثقة المواطنين بالدولة وبالمستقبل، وهذه الثقة سوف تؤدي إلى الازدهار، والتنمية والتقدم. والمواطنة عبارة عن فرص جديدة للمواطن وأبنائه، يمكن من خلال اتاحتها أن يشعر هذا المواطن بأن هناك تنويعاً حقيقياً. كما أن وجود مؤسسات مجتمع مدني في الدولة، سمة من سمات التقدم والتطور في الدولة، وهو وجود يدل بوضوح على وجود قوى منظمة ضاغطة في المجتمع.

أما الهوية الوطنية فهي تلك المميزات التي تجعل شعبا من الشعوب متفردا بصفاته وخصائصه عن الشعوب الأخرى، وتتجلى أهميتها في الهوية الوطنية: تحقيق الاعتزاز الوطني والقومي، وتعزيز الانتماء للوطن، بالممارسات العملية والعقلية لترجمة الهوية، وتحقيق الطمأنينة عند المواطن، وشعور المواطن بالسعادة والفخر والمحبة، وتشجيع المواطنين على الإقبال على العمل والبناء.

ويؤكد د. العلمي أن الهوية الثقافية تعزز الهوية الوطنية، وتساهم في ترسيخها، إلا أنها لا تقوى على التغلب على الهوية الوطنية. ولنعرف ان لكل علم قصة عميقة الجذور في وجدان الشعب والأمة، اذ تدل الوان العلم الأردني على الأسود راية الدولة العباسية، والأبيض راية الدولة الأموية، والأخضر راية آل البيت، والأحمر راية الثورة العربية الكبرى. ويمثل المثلث الأحمر الذي يجمع الأشرطة الثلاثة السلالة الهاشمية. أما النجمة السباعية فتدل على فاتحة القرآن الكريم السبع المثاني ووجودها في وسط المثلث يدل على هدف الثورة العربية الكبرى، في وحدة الشعوب العربية.

(الرأي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012