|
|
|
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
التسلل إلى أفريقيا
بقلم : محمد سلامة 01-08-2021 05:55 AM قبول الإتحاد الأفريقي بمنح إسرائيل صفة عضو مراقب فيه، يؤشر على تسلل غير طبيعي داخل بيت جرى اختراقه أمنيا وسياسيا وديبلوماسيا،والخطوة اللاحقة تتمثل في العضوية الكاملة، وبما يفتح الطريق لأن تكون دولة الاحتلال عضوا في منظمات وهيئات اقليمية. تسلل غير طبيعي..لماذا؟!،لأن الإتحاد الأفريقي وفق شروط الإنضمام إليه، أن تكون الدولة وجغرافيتها ضمن القارة الأفريقية، وكما هو معلوم فإن موقع دولة إسرائيل جغرافيا هو في آسيا، والتسلل مرتبط باهداف واجندات سياسبة وأمنية خطيرة على مستقبل الإتحاد ودول القارة كلها. صفة المراقب هي الخطوة الأهم كونها تمثل مدى قياس قوة الاختراق السياسي، والتسلل غير طبيعي لأنه يضع إسرائيل في صلب قرارات الإتحاد وبما يضعف قواه السياسية مثل مصر ونيجيريا والجزائر والمغرب واثيوبيا، وبنفس الوقت يفتح الباب أمام الخطوة التالية وتتمثل بالعضوية الكاملة، وهذا يدفعنا إلى القول أنها (أي دولة إسرائيل) ربما تتسلم ذات يوم رئاسة الإتحاد الأفريقي..والسؤال ماذا عن موقف الدول العربية والإسلامية الأفريقية وماذا عن غيرهما؟!. --إسرائيل..ماذا تريد من التسلل؟!، تريد منافسة تركيا على سواحل البحر الأحمر وفي مواقع أخرى ومنافسة الصين وابعاد إيران وبذات الوقت تتطلع إلى دور سياسي لها تحقق فيه أهدافها من التسلل، وانخراطها بالعمل السياسي والامني والاقتصادي ينهي عزلتها الإقليمية ويؤسس لمسار تاريخي جديد تكون إسرائيل جزءا فيه وفي موقع القيادة وعلى حساب العرب والافارقة معا ،هذا إلى جانب تطلعها لفتح أسواق القارة الأفريقية أمام بضائعها وسلعها ومنتجاتها، وصناعاتها العسكرية وغير ذلك الكثير. الأرقام المتداولة تشي بأن حجم التبادل التجاري بين إسرائيل ودول القارة الأفريقية تجاوز السبعة مليارات دولار، وأن إثيوبيا استوردت أنظمة مضادة للطائرات لحماية سد النهضة، كما أن هناك دول أفريقية تتوافق وإسرائيل على قبول التعاون الأمني بما يعني مستقبلا أن تستضيف هذه الدول قواعد عسكرية إسرائيلية، على غرار القواعد العسكرية التركية والفرنسية وغيرهما، ومما لا شك فيه أن حضور إسرائيل بالقارة الأفريقية سوف يدفعها بمواقع قيادية وفي الصفوف الأولى نظرا لعلاقاتها مع أوروبا وأمريكا ونفوذها على الساحة الدولية، وامتلاكها التكنولوجيا الحديثة،وقوة عسكرية لا يستهان بها وإمكانيات اقتصادية متطورة، فهي الآن في نوافذ وشواطىء البحر الأحمر والخليج العربي ومضيق باب المندب وفي السواحل الأفريقية الممتدة حتى الصومال. إسرائيل تجيد التسلل والتسجيل في مرمى الخصوم وعينها على ركوب موجة التنافس الإقليمي كقوة صاعدة في وجه تركيا وإيران، وبدرجة أقل منافسة التجارة الصينية والاسلحة الروسية في دول القارة الأفريقية، وتدريجيا سوف نلمس تسللات لها في منظمات إقليمية، وما بعد لن نسمع عن عدوانيتها وصلافة سياساتها، وبكل تأكيد سوف يكون ذلك على حساب دورنا العربي وحضورنا السياسي والاقتصادي في القارة الأفريقية والعالم.
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق