أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا نقابة الصحفيين تدعو لحضور اجتماع الهيئة العامة غدا الجمعة 30 شاحنة تحمل 100 طن مساعدات تدخل معبر رفح لقطاع غزة مجلس الامن يصوت الليلة على مشروع قرار بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


كفى للاخطاء الطبية

بقلم : د . عبير الرحباني
15-09-2021 11:05 PM

في عام 2010.. قمت بكتابة مقال نشر في جريدة الدستور الأردنية بعنوان: (كفى للاخطاء الطبية).. وحتى يومنا هذا من عام 2021 ونحن ما زلنا نعاني من الأخطاء الطبية ومنها المميتة.

وهذا يعني أنها تحولت إلى ظاهرة بدأت تتفشى بشكل كبير في مجتمعنا ولم يتم معالجتها حتى الآن..

لا انكر ان هناك تقصيراً كبيراً من قبل وزير الصحة الذي تحدث وقال بأن بإمكانه معالجة الأوضاع والاختلالات وغيرها من الأمور المتعلقة بالقطاع الطبي.

وعلى الرغم من ذلك.. وعلى الرغم من الأخطاء الطبية المتكررة والتي أودت مؤخراً بحياة الطفلتين غني ولين نتيجة الإهمال والاستهتار.. اقول :

ليس وحده وزير الصحة الذي يتحمل المسؤولية بغض النظر سواء أكان وزيراً للصحة ام للتعليم ام اي وزير آخر.. على الرغم من التقصير الواضح..

لكن عندما نجد ان معظم الأطباء يقفون مع بعضهم البعض ضد شكاوى الناس والمرضى.. وعندما نجدهم يرفضون فكرة ان يقوم اي مريض بتقديم شكوى نتيجة اي خطأ طبي.. وعندما يفتقدون للرقابة الذاتية.. وعندما يكررون اخطاءهم الشخصية سواء في العلاج ام في غرفة العمليات..

فهل الوزير سيكون مراقب على كل طبيب؟؟؟ فلو كل طبيب احترم مهنته وكان لديه القليل من الضمير الحي.. وتحمل المسؤولية اتجاه نفسه واتجاه مهنته واتجاه المريض واتجاه القسم الذي اقسمه أمام نفسه وامام الله اتجاه هذه المهنة المقدسة لما تكررت تلك الاخطاء الطبية المميتة..

ان الاخطاء الطبية التي ينتج عنها حالات وفيات.. لا يكون فيها نقص الأطباء سبباً رئيساً.. ولا يكون فيها هيكلة الإدارات في القطاع الطبي سبباً رئيساً.. ولا التسلسل الوظيفي الطبي.. ولا نقص الكوادر والتخصصات سبباً رئيسا.. لأن التخصصات الكبيرة وأصحاب الخبرة كانوا موجودين منذ سنوات.. ومع ذلك كنا نعاني الاخطاء الطبية المتكررة..

وأعتقد بأن مستشفى البشير وغيره.. فقد قام بزيارته اكثر من مرة جلالة سيدنا وشدد على الرقابة.. وشدد على الاهتمام به.. واهتم بتدبير أحدث الأجهزة لهذا المستشفى وغيره من المستشفيات ..

لكن يبدو أن الخلل المباشر والرئيس يكمن في الاطباء أنفسهم الذين يتعاملون مع حالات المرضى بصورة مباشرة.. والخلل يكمن في الأشخاص الذين يستلمون إدارة المستشفيات..

لم اسمع حتى الآن باي طبيب وقف مع اي مريض او اي حالة وفاه نتيجة الأخطاء الطبية ودافع وقال كفى للاخطاء الطبية..

لم اسمع ولم المس حتى هذه اللحظة بأن هناك طبياً طالب بحلول جذرية ووقف ضد الأخطاء الطبية بصورة رسمية ..

اتدرون لماذا!!! لان هناك الكثير من الأطباء لا يثقون بانفسهم وبادائهم المهني... ويعجزون كل العجز عن تشخيص المرض الذي هو أهم من علاجه.. ويتوقعون ان تصدر منهم الاخطاء الطبية في اي لحظة .. ويخافون على قطع أرزاقهم.. اكثر مما يخافون على أن يكونوا سبباً في قتل الأرواح.. وأكثر من خوفهم على المحاسبة في التقصير أمام الله..

لو ان هنالك مسؤولية حقيقية وضمير حقيقي لوجدنا ان القطاع الطبي هو أول من وقف ضد الأخطاء الطبية المتكررة..

فالخلل ليس بنقص الكوادر الطبية.. ولا بنقص الخبرات فحسب.. او غيرها من الأمور الأخرى.. ان الخلل الرئيس يكمن في استهتار وغياب الضمير.. وغياب الرقابة الذاتية وفقدان الجانب الإنساني عند الكثير من الأطباء ومن قبل معظم من يدير المستشفيات والذين يتعاملون مع الحالات المرضية بصورة مباشرة وبطريقة اللانسانية والاستهتار الكبير ..

والخلل ليس في عدم توفر الأجهزة .. بل بعدم توفر أجهزة العقل وغياب تشغيلها بشكل صحيح

الخلل في أجهزة الكثير من عقول الاطباء والممرضين.. وفي أجهزة معظم العقول التي تدير أجهزة المستشفيات وتعمل في غرف العمليات.. وعاحزة عن إدارة عقولها بشكل سليم..

نحن لا نعاني أزمة حكومة فحسب.. بل نحن نعاني أزمة شعب.. وأزمة مواطن وأزمة موظف وأزمة مهنة كل بحسب مواقعه نحن لا نعاني أزمة ثقة.. بل ايضاً أزمة ضمير.

كفى للاخطاء الطبية عنوان كتبته ونشرته منذ اكثر من أثنى عشر عاماً وما زلت أكرره حتى هذا اليوم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012