أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


وعد بلفور

بقلم : عبداللطيف الرشدان
06-11-2021 02:17 PM

في القرن الثامن عشر كان اليهود يعيشون على شكل جماعات مشتته في شرق آسيا وبعض الدول العربية وفي أحياء في دول أوروبا اطلق عليها اسم الجيتو وكانوا مكروهين من شعوب تلك الدول لمكرهم وخداعهم واثرتهم وكانوا ينشدون وطنا لهم. وفي عام ١٨٩٧ وفي مؤتمر بازل الذي عقد في سويسرا أنشئت المنظمة الصهيونية العالمية على يد الزعيم الصهيوني ثيودور هرتزل الذي توفي في عام ١٩٠٤ ليخلفه حاييم وإيمان الذي تجمعه صداقة ومصلحة مع حكام بريطانيا آنذاك وخاصة رئيس الوزراء البريطاني ليونيد جورج فقد ساعده وايزمن في استخراج مادة الاسيتون من الأشجار والتي كانت تستخدم في صناعة الذخائر كما أن جورج كان يسعى لكسب ود الصهاينة لدعم موقفهم في الحرب العالمية الأولى من خلال الجاليات اليهودية في أمريكا والتي كانت ذات نفوذ لحث أمريكا على الوقوف بجانب بريطانيا في الحرب.

وقد كان اليهود جادين في إثبات حقهم في أرض فلسطين تاريخيا كونهم سبق وأن سكنوها لسنوات خلت ولهم وجود فيها في بداية القرن العشرين على الرغم من انهم لم يكونوا يشكلون من سكان فلسطين سوى ثلاثة في المئة مقابل ٦٥٠ الف من الفلسطينيين والعرب.

وعلى أثر ذلك وجه وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور رسالة إلى الزعيم الصهيوني في بريطانيا ليونيل روتشيلد يتعهد فيها بالمساعدة على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وبعد احتلال بريطانيا لفلسطين وفرض الانتداب عليها سعت بريطانيا بكل جهدها مع دعم الدول الغربية إلى تحقيق هذا الهدف وشجعت الهجرات اليهودية إلى فلسطين وامدتهم بالسلاح والمال إلى أن أعلن عن قيام الكيان الصهيوني في فلسطين في عام ١٩٤٨.

واذا كانت بريطانيا هي التي أعطت هذا الوعد وعملت على تنفيذه بدعم الغرب واعتراف العالم بالكيان الصهيوني فإن المصيبة العظمى ان العرب لم يكونوا جادين في محاربة الصهاينة ومنعهم من إقامة كيانهم بل ان بعضهم ساهم بأسلوب او بآخر في تسهيل هذه المهمة.

وأما الحروب التي وقعت بين العرب وإسرائيل فلم تكن سوى حروب شكلية أمام الشعوب استنزفت الطاقات وذهبت بالرجال إلى الهلاك وادت إلى مزيد من احتلال الأراضي العربية وصولا إلى السلام المزعوم.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012