أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024


اعتذار

بقلم : محمد داودية
11-11-2021 04:03 AM

كتبتٌ يوم أمس مقالة، في ذكرى تفجيرات فنادق عمان، عنوانها «56 مسلما ومسيحي واحد»، هم الذين استشهدوا في تلك التفجيرات الارهابية الوحشية، للدلالة على أن الإرهاب يستهدف الإنسان، دون تحديد دينه أو عرقه أو لونه أو جنسه.

وغفلت عن ذكر الشهيدة الكركية المسيحية، لانا فهد الصياغ، بسبب جهلي وعدم معرفتي، بأنها استشهدت في تلك التفجيرات.

ذهبت لانا فهد الصياغ إلى فندق راديسون ساس، للاحتفال بصديقتها وزميلتها في شركة أورانج، العروس ناديا العلمي، فاستشهدت لانا في ذلك الأربعاء الأسود، مع أخواتها وإخوانها المسلمين الأردنيين والعرب الـ 55، ومعهم العازف المسيحي الأندونيسي.

الشهيدة لانا فهد الصياغ ليست كوتا مسيحية، ولا هي من الأقليات !

الأقلية والأكثرية في الأردن، ليسوا المسيحيين ولا الشركس ولا الشيشان ولا الأكراد ولا التركمان، الأقلية هم الأغنياء -اللهم لا حسد-، والأكثرية هم الفقراء -اللهم لا شماتة-. الشهيدة لانا فهد الصياغ، تتمتع بالمواطنة والهوية الأردنية، المٌعمّدة بالدم، وقد برهن استشهاد لانا الكركية، في عرس ناديا العلمي، الأردنية النابلسية الفلسطينية، على أن أفراحنا واحدة، وأن مصائبنا واحدة، وأننا نستقوي بالتنوّع ونعُدُّه من عناصر القوة والمنعة، ومن الأصول الثابتة المتعاظمة (Assets).

من حق الشهيدة لانا فهد الصياغ، على وطنها وعلى أهلها الأردنيين كافة، أن ننصفها وأن نستخلص العِبر، التي لن تنتهي، من استشهادها في عرس زميلتها المسلمة.

ذات يوم، أرسل لي عربي مقيم في المملكة العربية السعودية «ينوّرني !!» بأنه لا يجوز مشاركة المسيحيين الاحتفال في أعيادهم ولا حتى طرح أو رد السلام.

أجبته إننا في الأردن، النظيف -تقريبا- من لوثات التمييز على أسس دينية أو إقليمية أو جندرية أو عرقية، لا نكتفي بالسلام المتبادل ولا بتبادل المشاركة في الاحتفالات، بل نتبادل التبرع بالدم، ونستشهد معا في المواجهة مع الإرهاب، ومع الغزوة الصهيونية.

ويجدر أن أنوه إلى اتصال الصديق الأب رفعت بدر، الذي نبهني إلى إغفالي الشهيدة لانا فهد الصياغ، ودلني على اخطائي.

يرحم الله شهداءنا في المواجهة مع الإرهاب، وشهداءنا كافة، ويحسن اليهم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012