أضف إلى المفضلة
الخميس , 13 شباط/فبراير 2025
شريط الاخبار
الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الخطيرة في غزة والضفة الغربية قناة كان: إسرائيل ستدخل المساعدات وحماس ستفرج عن 3 أسرى الأمير الحسن: الرباط الأردني النافذة الوحيدة المتبقية على الأوضاع المزرية تحت الاحتلال رئيس الوزراء الفلسطيني: لا نريد تهجيرا فمصر للمصريين والأردن للأردنيين ترمب يوجه خطابا إلى الأردنيين ... "اقولها من قلبي أنتم محظوظون جدًا بالملك عبدالله" ولي العهد يبحث في واشنطن فرص تعزيز التعاون مع وزير الطاقة الأمريكي البيت الأبيض يكشف تفاصيل جديدة عن لقاء الملك وترمب الملك يلتقي رئيس مجموعة البنك الدولي في واشنطن "نقابة الصحفيين" تدعو الزملاء والمؤسسات الإعلامية للمشاركة في استقبال الملك بي بي سي: قمة خماسية بمشاركة الاردن لمناقشة خطة ترمب استقبال شعبي حاشد في انتظار الملك عند عودته من العاصمة الأميركية الملك والرئيس المصري يجددان التأكيد على موقفهما المشترك الرافض لتهجير الفلسطينيين نتائج الفرز الأولي لعدد من الوظائف القياديَّة - رابط الملك يلتقي في واشنطن قيادات من الكونغرس الأمريكي طهبوب نقلا عن وزيرة التخطيط: لا داع للقلق بشأن المنح ولا أحد يستطيع لي ذراع الأردن
بحث
الخميس , 13 شباط/فبراير 2025


الماء والكهرباء وعمرو ابن كلثوم

بقلم : د . محمود عبابنة
27-11-2021 11:19 PM

بكامل الدهشة والانتشاء استمعت الى وزير المياه الأردني وهو يعطي إيضاحاً عن موضوع اتفاقية إعلان النوايا مع دولة الاحتلال حول موضوع الازدهار الأزرق والأخضر 'الماء والكهرباء'، وهما مترادفتان تحيلان الى مترادفتيّ 'النفط مقابل الغذاء'، كما تذكرنا نبرة التحدي المقدامة للوزير في إشارته الى دولة العدو وقولهِ بلهجةٍ حازمة: '.....الكهرباء مقابل الماء'، وهذه أيضاً تذكرنا بمقولة 'الأرض مقابل السلام'، التي شاعت في أعقاب حرب حزيران عام 1967، وبقي الزعماء العرب يهددون بها إسرائيل ويرددونها في خطاباتهم أمام الرأي العام وفي المحافل الدولية، ومفادها أن إسرائيل لن تنعم بالسلام والأمن والأمان إلا بإعادة الأرض السليبة، وبعد حوالي خمسة عقود فازت إسرائيل بكلا الأرض والسلام وبالإبل أيضاً، ولم تترك لنا إلا حق الشتم والتهديد والدعاء عليها بالويل والثبور في خُطب الجمعة وليلة القدر المباركة.

التصريح الذي نطق به الوزير وممثل الحكومة الموّقع على اتفاقية إعلان النوايا بعد 24 ساعة من علمه بها – على حد قوله -، كان حازماً وشجاعاً ويحبس الأنفاس، ومفادهُ 'إنْ قطعتم عنا المياه، وشعرنا بالعطش فسنقطع عنكم الكهرباء ونعيدكم الى عصر الظلام'.

في الحقيقة لا نعرف كيف نستطيع أن نزوق في خطاباتنا، إنها ليست مسألة متعلقة باللغة فقط، بل تتعلق بحالة الكبرياء والمكابرة التي تعشعش في نسيجنا التراثي وثقافتنا منذ ما قبل الإسلام، ففي مقامة مكابرة الماء لا يفوتنا أن نذكر قول الشاعر العربي عمرو ابن كلثوم:
' ونشرب إن وردنا الماءَ صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطيناً '

النُخب العربية الحاكمة وفي مجالسهم الخاصة يوجهون سهام نقدهم وتبرمهم من شعوبهم المغلوبة على أمرها، زعماً بأنها تجأر بالشكوى من كل شيء، ويتهمون هذه الشعوب بعدم إدراك الواقعية السياسية، وينسون أن هذه الشعوب تجرعت المر والذل معنوياً، حتى وصل الأمر الى تجريعهم جرعات الماء الذليلة الملموسة، ويزيد من مرارتهم ما يُدلي به خبراء المياه والجيولوجيا، عندما يصرحون أن الأردن يقبع على بحراً من المياه يكفي الأردن لمدة 500 عام، كما يشيرون الى عذوبة مياه البحر الأحمر الممتد على شواطئنا، ويقولون بغصةٍ عطشى: لماذا لا نستقدم المياه من السعودية الشقيقة، أو نزيد من طاقة الناقل الوطني المنوي استكماله من العقبة الى عمان؟!

وليكن إعلان خطاب النوايا مع العدو مقصوراً فقط على انشاء مزرعة توريد الكهرباء وتزويد دولة الاحتلال بها، مقابل ثمن الغاز الذي سيتقاضونه.

قد لا يكون هذا الحديث مقبولاً من كبار المسؤولين أو الفنيين، لكن هذا ما يدور في عقول الناس ولسان حالهم يردد مقولة عنتر ابن شداد:
' لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعز كأس الحنظل '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012