أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


الماء والكهرباء وعمرو ابن كلثوم

بقلم : د . محمود عبابنة
27-11-2021 11:19 PM

بكامل الدهشة والانتشاء استمعت الى وزير المياه الأردني وهو يعطي إيضاحاً عن موضوع اتفاقية إعلان النوايا مع دولة الاحتلال حول موضوع الازدهار الأزرق والأخضر 'الماء والكهرباء'، وهما مترادفتان تحيلان الى مترادفتيّ 'النفط مقابل الغذاء'، كما تذكرنا نبرة التحدي المقدامة للوزير في إشارته الى دولة العدو وقولهِ بلهجةٍ حازمة: '.....الكهرباء مقابل الماء'، وهذه أيضاً تذكرنا بمقولة 'الأرض مقابل السلام'، التي شاعت في أعقاب حرب حزيران عام 1967، وبقي الزعماء العرب يهددون بها إسرائيل ويرددونها في خطاباتهم أمام الرأي العام وفي المحافل الدولية، ومفادها أن إسرائيل لن تنعم بالسلام والأمن والأمان إلا بإعادة الأرض السليبة، وبعد حوالي خمسة عقود فازت إسرائيل بكلا الأرض والسلام وبالإبل أيضاً، ولم تترك لنا إلا حق الشتم والتهديد والدعاء عليها بالويل والثبور في خُطب الجمعة وليلة القدر المباركة.

التصريح الذي نطق به الوزير وممثل الحكومة الموّقع على اتفاقية إعلان النوايا بعد 24 ساعة من علمه بها – على حد قوله -، كان حازماً وشجاعاً ويحبس الأنفاس، ومفادهُ 'إنْ قطعتم عنا المياه، وشعرنا بالعطش فسنقطع عنكم الكهرباء ونعيدكم الى عصر الظلام'.

في الحقيقة لا نعرف كيف نستطيع أن نزوق في خطاباتنا، إنها ليست مسألة متعلقة باللغة فقط، بل تتعلق بحالة الكبرياء والمكابرة التي تعشعش في نسيجنا التراثي وثقافتنا منذ ما قبل الإسلام، ففي مقامة مكابرة الماء لا يفوتنا أن نذكر قول الشاعر العربي عمرو ابن كلثوم:
' ونشرب إن وردنا الماءَ صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطيناً '

النُخب العربية الحاكمة وفي مجالسهم الخاصة يوجهون سهام نقدهم وتبرمهم من شعوبهم المغلوبة على أمرها، زعماً بأنها تجأر بالشكوى من كل شيء، ويتهمون هذه الشعوب بعدم إدراك الواقعية السياسية، وينسون أن هذه الشعوب تجرعت المر والذل معنوياً، حتى وصل الأمر الى تجريعهم جرعات الماء الذليلة الملموسة، ويزيد من مرارتهم ما يُدلي به خبراء المياه والجيولوجيا، عندما يصرحون أن الأردن يقبع على بحراً من المياه يكفي الأردن لمدة 500 عام، كما يشيرون الى عذوبة مياه البحر الأحمر الممتد على شواطئنا، ويقولون بغصةٍ عطشى: لماذا لا نستقدم المياه من السعودية الشقيقة، أو نزيد من طاقة الناقل الوطني المنوي استكماله من العقبة الى عمان؟!

وليكن إعلان خطاب النوايا مع العدو مقصوراً فقط على انشاء مزرعة توريد الكهرباء وتزويد دولة الاحتلال بها، مقابل ثمن الغاز الذي سيتقاضونه.

قد لا يكون هذا الحديث مقبولاً من كبار المسؤولين أو الفنيين، لكن هذا ما يدور في عقول الناس ولسان حالهم يردد مقولة عنتر ابن شداد:
' لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعز كأس الحنظل '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012