أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا نقابة الصحفيين تدعو لحضور اجتماع الهيئة العامة غدا الجمعة 30 شاحنة تحمل 100 طن مساعدات تدخل معبر رفح لقطاع غزة مجلس الامن يصوت الليلة على مشروع قرار بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة عودة مطار دبي لطاقته الكاملة خلال 24 ساعة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


إسرائيل وإيران: فى المجال النووى

بقلم : د . عبدالله الأشعل
03-12-2021 11:49 PM

يشهد العالم حاليا أكبر مظاهرة تكشف شكل العلاقات الدولية فى الشرق الأوسط وهى المسرح العام للملف النووى الإيرانى فقد كانت إيران الشاه جزءا من الاستراتيجية الأمريكية فأصبحت إيران الشاه حليفة لإسرائيل ضد العرب فلما قامت الثورة الإسلامية فى إيران انتقلت إيران إلى مصاف الأعداء فى واشنطن وعند من يخضع لسلطانها .
إيران الشاه بدأت برنامجها النووى عام 1957 وكانت تساعدها الدول الغربية وترضى عنها واشنطن ولكن إيران الثورة ليس مسموحاً لها أن تستخدم الطاقة النووية ومنذ اكتشاف المشروع النووى الجديد امتعضت ثلاثة أطراف هى واشنطن والسعودية وإسرائيل وهي الاطراف الاساسية التي تصدت للثورة الاسلامية لانها قلبت المعادلة الاقليمية واثرت تاثيرا فادحا علي مصالحهم .
وقد فرضت واشنطن وأوروبا عقوبات صارمة على إيران بحجة كبح الطموح النووي الايراني ، والسبب الحقيقي هو ان ايران الثورة اصبحت لاعبا يتقاطع مع المصالح الحيوية لهذه الاطراف ولذلك تعددت الرؤي حول علاقة العقوبات بالنووي وهوالخوف من تحول مشروعها النووى السلمى إلى عسكرى مما يهدد الهيمنة النووية الإسرائيلية وحتى لو تسلحت إيران نووياً من الناحية العسكرية فهذا لايخالف القانون الدولى ولا ميثاق الأمم المتحدة ومصداقا لذلك أنضمت إيران إلى اتفاقية منع الانتشار النووى وقبلت برقابة وكالة الطاقة الذرية على مشروعها ومنشآتها.
أما إسرائيل فرفضت الانضمام إلى الاتفاقية ولم يسائلها أحد لماذا تعترض واشنطن على حيازة إيران للسلاح النووى أو الطاقة النووية ولماذا تتحرش إسرائيل بإيران فى جميع القطاعات وتمارس بحرية كاملة أعمالا إجرامية ضد إيران والغرب سعيد بهذه الجرائم فالعقوبات غير قانونية وتسلح إيران النووى حتى فى المجال العسكرى مشروع وليس محظورا فى القانون الدولى خاصة وأن تملك إيران للسلاح النووى وكذلك إسرائيل ليس له فائدة فى كسب النفوذ أو تهديد الدول المجاورة لأن السلاح النووى يستحيل استخدامه فأين المصلحة الأمريكية فى الاشتباك مع إيران ولماذا يؤيد الغرب تسلح إسرائيل ويرفض تسلح إيران؟ طرح عدد من الأسباب التافهة أولها أن إيران تكرر تهديدها لإبادة إسرائيل ولذلك تخشى إسرائيل من السلاح الإيرانى المفترض .
الثانى أن إسرائيل تمتلك السلاح النووى ولكنها دولة متحضرة وجزء من الغرب أما إيران فهى دولة متخلفة وجزء من الشرق المتخلف.
السبب الثالث أن إيران يتمدد نفوذها السياسى وتشتبك مع إسرائيل فى ساحات كثيرة لذلك فحيازة إيران للسلاح النووى يدعم التمدد السياسى فى المنطقة لإيران.
السبب الرابع هو أن الصناعة النووية الإيرانية تلوث الخليج أما صناعة إسرائيل فإنها تلوث منطقة النقب المجاورة لمصر ومادامت مصر فى معاهدة سلام مع إسرائيل فإن تلوث مصر بمخلفات نووية اسرائيلية أمرمقبول عربياً في هذه المرحلة.
السبب الخامس هو أن قوة إسرائيل مضافة إلى قوة الغرب ويمكن الاستعانة بها لحماية الخليج أما قوة إيران فإنها قوة معادية.
أما اتفاق فيينا فقد رأه أوباما أنه يحد من تحول إيران النووية من السلم إلى الحرب وهذا لصالح إسرائيل ولذلك عندما أبرم اتفاق فيينا 2015 رفعت واشنطن العقوبات ضد إيران ولكن الرئيس ترامب بناءا على ضغط خليجى إسرائيلى قرر الانسحاب من طرف واحد من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات غير القانونية على إيران ووضع شروطاً لعودة واشنطن إلى الاتفاق
الشرط الأول: تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى درجة لا يسمح معها بتحول إيران إلى قوة نووية عسكرية تهدد إسرائيل .
الشرط الثانى: توسيع دائرة الشركاء ويقصد بهم دول الخليج ولولا ان إسرائيل ترفض الاتفاق مع إيران لكانت قد انضمت إلى أطراف الاتفاق .
الشرط الثالث: تخلى إيران عن نفوذها السياسى فى المنطقة.
الشرط الرابع: عدم رفع كل العقوبات.
الشرط الخامس: إزالة مشروع القوة الصاروخية الإيرانية.
الصورة واضحة وهى تحالف الغرب ضد إيران والتسامح مع إسرائيل ولكن إيران تصر على أن تعود واشنطن إلى الاتفاق دون شروط.
والحقيقة أن النفوذ السياسى لإيران فى المنطقة سببه فساد السياسات العربية والغربية وأن الصناعات الصاروخية الإيرانية مشروعة فمن حق أى دولة أن تتسلح كما تشاء ولولا أن التسلح الإيرانى يخيف إسرائيل ويقضى على احتكارها للقوة فى المنطقة لما تصدى الغرب لإيران علما بأن القوة الإيرانية تخدم المشروع الإقليمى الإيرانى وفى الطريق تخدم المقاومة والحقوق الفلسطينية.
أما القوة الإسرائيلية فهى ضد المصالح العربية ولصالح الظلم وانتهاك القانون وارتكاب الجرائم والجور على الحقوق الفلسطينية فالمسألة فى نظرنا تتخطى فكرة التسلح من أجل دفع المشروع الإقليمى للطرفين ويجب أن ينظر المواطن العربى إلى المشروعين نظرة تخدم المصلحة العليا العربية فالصناعة النووية الإسرائيلية والإيرانية كلاهما يسبب تلفاً للبيئة ولذلك فإن موقف مصر كان دائما مبنيا على ضرورة إخلاء الشرق الأوسط كله من أسلحة الدمار الشامل بما فيما السلاح النووى.
فهل إسرائيل منزعجة حقا من إيران النووية رغم علمها بأن إيران لاتستطيع أن تستخدم السلاح النووى فى المنطقة.
أشك فى ذلك لأن إسرائيل تريد الهيمنة على المنطقة وترى أن إيران عقبة فى سبيل ذلك ويجب على العرب أن يفيقوا من غفلتهم وألا يستخدموا أداة فى المشروع الصهيونى ضد المصالح العربية.
والاولى بالعرب أن يتفاهموا مع بعضهم على تنظيف المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وأن يتعاونوا على الحفاظ على البيئة فى المنطقة العربية وأن يتفاوضوا مع إيران لحل المشاكل العالقة ولا يجوز لهم أن يعادوا إيران لمجرد عداء إسرائيل وأمريكا لها.
وأخيراً العقوبات تنتهك القانون الدولى بجميع فروعه والتحالف السياسى ضد إيران بمناسبة مشروعها النووى ليس مفهوما كما أن العرب دخلوا طرفاً فى صراع لايعنيهم فالسؤال هل ينجح صمود إيران فى مواجهة المعسكر الآخر فى رفع العقوبات والتمتع بميزات الطاقة النووية السلمية وهل يصل ضغط إسرائيل إلى حد إفشال مفاوضات فيينا وهل تستطيع إسرائيل فعلا ضرب المنشئات النووية الإيرانية دون مساندة واشنطن ودون اندلاع حرب إقليمية واسعة وهل صحيح أن تحرش إسرائيل بإيران يمكن ينقلب إلى حرب بين الطرفين وتباد بها إسرائيل كما تزعم؟!

كاتب ودبلوماسي مصري

رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012