أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


خيانة

بقلم : شحادة ايو بقر
16-12-2021 02:49 PM

موجع مؤلم ومحزن أيضا ان نسمع كلمة ' خيانة ' تتكرر بحق حكومة المملكة الأردنية الهاشمية ' أية حكومة، عندما يتعلق الأمر بموضوع يتصل فلسطين وقضيتها التي هي في مراكز قلوب الأردنيين كافة وكابرا عن كاببر.

الأردنيون ومنذ فجرهم شعبا وقيادة وحكومة وجيشا، هم في نظر الصهاينة العدو رقم واحد، ومخططهم الصهيوني ما زال يعمل وبخبث على اجتثاثنا من جذورنا ومعهم اعوانهم وعملاؤهم وخونتهم وما أكثرهم في هذا الزمن الاغبر.

لم ولن يكون للخيانة مكان في قاموسنا. يوما من الايام، نحن الذين حاربناهم وقاتلناهم في سائر فلسطين وهزمناهم في كرامة العز وقدم اباؤنا واجدادنا الأرواح رخيصة استبسالا شريفا في القدس وجنين وطولكرم وكل فلسطين الحبيبة وفي الكرامة والجولان، وتلك قبور رجالنا الشرفاء شواهد عز تقول أننا قاتلناهم حيث ثقفناهم.

لم يشهد الصهاينة الانجاس ببطولات جيش نازلهم بشجاعة لا نظير لها حتى الشهادة غير جيشنا العربي الأردني الباسل البطل، ولم يذكر تاريخهم الاحتلالي أبطالا اذاقوهم مر الويل غير أبطالنا.

نعم، مر وقاسي جدا لفظ ' الخيانة' عندما يجري التأشير به ولو من باب التحوط والغضب نحو شيء في بلدنا، وهو ظلم مرفوض يثير في نفوسنا الاحباط والمرارة والتقزز والاسى معا.

لا مكان للخيانة عندنا، ومن قد يشكك فليسأل التاريخ كله عنا، فالخيانة في شريعتنا فعل جبان خسيس نذل حاشا لله ان يكون من سجايانا حتى الرمق الاخير من حياتنا.

نعم، نمقت التطبيع المجاني كما نمقت الغزاة المحتلين الغاصبين، ونومن بحتمية زوالهم، وكنا اول من قاتل واخر من وقع سلاما رسميا معهم بعد أن تخلى الجميع عن البندقية، وصار الأردن الرئة التي يتنفس منها الأشقاء المرابطون تحت الاحتلال البغيض، ومع ذلك هناك من يرفع شعار إلغاء سلامنا الرسمي معهم لاقفال تلك الرئة المتنفس لشعب يعاني العذاب تحت الاحتلال النجس.

نرفض التطبيع، ولكن نريد من كل العرب رفضه، وسنكون وجيشنا جميعا في الطليعة اذا ما جيش العرب جيوشهم كما كانوا من قبل لتحرير القدس وفلسطين، ونرفض التعامل مع الصهاينة حتى في كل ما يخص مصالحنا الوطنية، اذا ما قررت منظمة التحرير العودة إلى السلاح ووقف التنسيق، وسيجدوننا أصدق واكبر عون ونصير لهم من أجل طرد الغزاة سراق الأوطان.

نعرف ان هذا لن يحدث قريبا، ونتابع كيف يتبرطع الصهاينة سعداء بالتطبيع، ونأسى ونتاسى نحن الذين ندرك غدرهم وتطلعاتهم ومخططهم، ولهذا، فإن مجرد التأشير بكلمة خيانة صوب اي منا، يستثير الدم في عروقنا، نحن الذين ما خنا ولا هنا ولا ترددنا في قتال منذ العام ١٩٣٦.

نحن الشرف والشرف نحن، والأردن الشعب والقيادة والحكومة والجيش والشجر والحجر، أسمى من الشرف حقا لا تزلفا ولا رياء ولا إدعاء كما قد يفعل غيرنا.

عارضوا الحكومة وانقدوا سياساتها على قواعد وطنية حقة، ولكن لا تجري على ألسنتكم قط كلمة خيانة ولو عرضيا بحقها او بحق أردني أو أردنية ايا كان ، فهي جريمة بحق الشرفاء يعاقب عليها الله خالقنا دنيا وأخره.

كل شيء وكل أثر في الأردن شريف نظيف عبر التاريخ كله، وبالذات عندما تكون البوصلة هي القدس وفلسطين، فلنحترم بلدنا وحكومة بلدنا الصابر المصابر الذي يجامل ويناور احيانا، ولكن على طريقة مكره اخوك لا بطل، وسط إقليم مضطرب تتقاطع فيه السياسات والمواقف المستجدة ولم يعد يسمع منا نصيحة ولا رأيا كما كان من قبل. الله من أمام قصدي.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012