أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 27 أيلول/سبتمبر 2023
شريط الاخبار
ذكرى مولد سيد الخلْق.. احتفال بآخر الرسالات السماوية وتمام الدين إغلاق مصنع غذائي وتوقيف 6 بائعي مشتقات نفطية في المفرق نتنياهو: لا دولة يهودية ما لم نغلق الحدود مع الأردن الملك يحث على تطوير عمل ديوان المحاسبة (بترا) تختتم برنامجا تدريبيا حول الإعلام الرقمي وإنتاج المحتوى مجلس الوزراء يعقد جلسة عقب صدور الإرادة الملكيَّة بالموافقة على إجراء تعديل على الحكومة الملك يفتتح "استوديوهات الأردن" المتخصصة لصناعة الأفلام أردوغان : نتنياهو قد يزور تركيا قريبا وسنتعاون مع إسرائيل في التنقيب عن الغاز بالمتوسط الأردنية تطلب تعيين عشرات المدرسين من حملة الدكتوراة والماجستير (تفاصيل) الصحفي الأمريكي هيرش يكشف تفاصيل مثيرة جدا عن الجريمة المثالية الكاملة التي نفذتها واشنطن إرادة ملكية بالموافقة على إجراء تعديل على حكومة الدكتور الخصاونة " بترا " تنظم ندوة عن قانون الضمان الاجتماعي انخفاض الفاتورة النفطية للمملكة بنسبة 18.6% خلال 7 أشهر في منشور لها..الرياطي تعارض توزير النواب وتذكر الخصاونة بالعقبة إحالة شخص بث مخاوف عن المطاعيم إلى الجرائم الالكترونية
بحث
الأربعاء , 27 أيلول/سبتمبر 2023


حديث الطاولات والرسائل على الخاص

بقلم : د . هايل ودعان الدعجة
29-12-2021 01:38 PM

اما وقد اصبحت السياسة والخوض فيها، الشغل الشاغل للمواطن الاردني، وقد فرضت نفسها في كل زوايا المشهد الوطني ومساحاته، فقد كان امرا طبيعيا ان تستحوذ على اهتماماته واولوياته، حتى لا تكاد تكون هناك فرصة او مناسبة الا وكانت حاضرة، مطلقة العنان لاجنداتها وموضوعاتها لبسط حضورها كمادة للحديث والنقاش والمداولة على حساب ( مادة ) المناسبة الاصلية. الامر الذي يعكس حجم الاهتمام ( الشعبي ) بالسياسة وموضوعاتها التي يتم تداولها بعيدا عن الروايات الرسمية التي دائما ما يشكك ولا يثق بها المواطن، تماهيا مع فقدانه الثقة اصلا بمؤسسات الدولة، التي غالبا ما يغلف رواياتها الغموض وعدم الوضوح خاصة حيال الملفات والقضايا الوطنية الهامة والحساسة، التي يتم التعاطي معها بعيدا عن القنوات الدستورية والشرعية كاتفاقية الغاز واعلان النوايا مع الكيان الاسرائيلي مثلا.

واذا ما اضفنا الى ذلك الاشكاليات والتجاذبات والتساؤلات التي رافقت زج المشهد الوطني بمصطلحات جدلية وخلافية على غرار الهوية الوطنية الجامعة والعقد الاجتماعي والدولة المدنية وغيرها، وكذلك استهداف هوية الدولة وخصوصيتها وثوابتها ومكوناتها المجتمعية، واشغال الشارع الاردني بها، بعيدا عن الملفات والقضايا الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها من القضايا التي يفترض ان تحظى بالاولوية على الاجندات الوطنية، فسنجد انفسنا امام حالة ضبابية تساعد على تكوينها مثل هذه الاجواء مجتمعة، بصورة تجعل المواطن يعيش تحت انطباع او اعتقاد بأن الجهات الحكومية والرسمية تخفي عنه شيء ولا تصارحه بالحقيقة، فأخذ ينتابه شعور بالخوف والقلق على مستقبله وهويته ووطنه. خاصة مع دخول بعض النخب السياسية على الخط، وهي تدلي بارائها وطروحاتها وتشارك الشارع الاردني قلقه وخوفه جراء حالة التخبط والارباك التي تغلف الاداء الحكومي والرسمي في التعاطي مع القضايا الوطنية كالمياه والطاقة والاقتصاد والتعليم والصحة والاصلاح السياسي والهوية الوطنية وتكرار فتح الدستور والعلاقات مع الكيان الاسرائيلي وغيرها من القضايا.

الامر الذي قد يدفع بعض المواطنين ويشجعهم على عدم الالتفات الى اللغة الرسمية في تفسير ما يجري حولهم، طالما انها تخلو من الشفافية والمكاشفة والصراحة والوضوح، فيلجأون الى استبدالها باللغة الشعبية وممارستها عبر منصات التواصل وطاولات المناسبات الاجتماعية، واذا اقتضت الضرورة فمن خلال الرسائل على الخاص التي غالبا ما تحمل لغة غير معهودة في التعبير عن مواقفهم من القضايا المطروحة والمثارة، وذلك بغض النظر عن صدقيتها وحقيقتها، طالما اختاروا التسلح بادوات اعلامية ( مشاع ) لنقل مواقفهم وتعليقاتهم ورواياتهم واحيانا تهويلها وتضخيمها والانحراف بها الى مآرب اخرى بحجة البحث عن الحقيقة التي - حسب ما يعتقدون - قد اخفتها الجهات الرسمية .. وبما ان مثل هذه اللغة الشعبية مفتوحة على كل الاحتمالات ( واللهجات )، فلا عجب ان تذهب بعيدا في تفسيراتها وكتاباتها حد اختلاق رواية مختلفة تماما عن الرواية الاصلية، قد تتجاوز فيها الخطوط الحمراء، وتصبح مصدرا للشائعات واطلاق الاتهامات ونشر الافتراءات. مراهنة على وجود بيئة شعبية حاضنة لها، تساعد على رواجها واعادة نشرها وتداولها بين المواطنين..
كل ذلك لاننا كجهات رسمية اخترنا التعاطي مع التحديات والقضايا الوطنية الهامة ( والحساسة ) التي تهم الوطن والمواطن بسرية وغموض، بعيدا عن المشاركة الشعبية ودون اظهار الحقائق ووضع المواطن بصورتها.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012