أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


لا.. خدمة بعد البيع !

بقلم : رنا حداد
31-01-2022 02:45 PM

الشركات التي تثق جدا بمنتجها، تسوق له مستخدمة عبارة «تتوفر لدينا خدمة ما بعد البيع».

غالبا، هي عبارة تشجع المستخدم..

وتجعله يقبل مطمئنا واثقا وبباله تلقي خدمة صيانة أو مراجعة ومتابعة واهتمام بعد شراء سلعة ما وانتهاء صفقة البيع.

إلى هنا قد تبدو الأمور مريحة و جميلة، حتى يصل إليك الفنيون، حين تطلبهم، طبعا ان وصلوا! ثم أنهم قد يطلبون منك أموالا إضافية مقابل الخدمة، او أنهم لا يحسنون صنع الخدمة، يحدث هذا وأكثر، حتى نصرف النظر أو نفقد الأمل، وربما نضطر لشراء منتج جديد «وعوضنا على الله».

تغفل الشركات ومقدمو الخدمات عن أهمية بناء جسر ثقة مع المستهلك، بعد بيعه المنتج، ضاربين عرض الحائط بمبدأ تجاري مهم؛ هو علاقة البائع مع المشتري، والتي تبدأ فعليا بعد التسليم، وأهمية المتابعة خلال الفترة التي يعمل فيها المنتج.

العلاقة فعليا لا تقوم على «وعود» بل على تنفيذ الوعود وسلوك البائع بعد البيع.

اغلب الظن، أن إدارات هذه الشركات ومزودي الخدمات، ينشغلون بتعظيم مصالحهم، واقصد إتمام صفقات البيع، دون النظر الى مصلحة العميل وديمومة الثقة، يغفل هؤلاء عن جزئية مهمة جدا، فيما إذا كانت العلاقة مع العميل تتحسن أو تتدهور، بعد البيع.

التواصل بعد التسليم، من الأهمية بمكان ليس فقط للحصول على أفكار حول المنتج أو التصميم، بل أيضًا للتعرف على العملاء والاستجابة لهم بطرق عميقة وثابتة لبناء علاقات تدوم وتبني جسور الثقة والأمان.

وقريبا من عالم التجارة والبيع والشراء، نحن أيضا لا نضع بعين الاعتبار أن كثيرا من العلاقات الإنسانية قد تتوقف وتتعطل ثم تصيبنا منها عقدة نفسية ليس لأننا لم ننفق فيها جهدا كافيا، بالعكس، أنفقنا فيها كل الجهد وكان الاجدى أن نحتفظ بنسبة، كبائع وكمشتر، ننسى ان نحتفظ بهامش ما بعد التسليم، تسليم قلوبنا واعمارنا واوطاننا.

ويبدو أن هناك حاجة إلى تدريب نفسي لهذا النوع من الالتزام بعملنا في مرحلة «ما بعد التسليم» التي تشبه خدمة ما بعد البيع.

إلى ذلك الحين.. لا تهدر المزيد من الوقت وانت تنتظر «اجابات» على خدمة ما بعد البيع، فقسم الصيانة..مشغول وحياتك مشغول.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012