أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


موسى العدوان يكتب : حلمي باشا اللوزي . . الفارس الذي ارتقت روحه إلى رحاب الله . . !

بقلم : موسى العدوان
20-03-2022 11:36 PM

في فجر يوم السبت الموافق 19 / 3 / 2022 ارتقت روح الفارس النبيل حلمي باشا اللوزي ( أبو بشار ) إلى رحاب الله محفوفة بالدعاء له بالرحمة والغفران. ذلك الرجل الذي عُرف بطيب المعدن، وحسن الخلق والمعشر، كما الوفاء لأصدقائه ولكل من عرفه.
كان حلمي من أوائل الضباط، الذين أسهموا في بناء القوات المسلحة في أوائل الخمسينات، عندما عمل ضابطا في سلاح المدفعية الملكي، حيث كان هذا السلاح يستقطب خيرة ضباط القوات المسلحة، الذين يمكنهم العمل بطرق حسابية يدوية، لرصد مواقع أهداف العدو وإيجاد ارتفاعاتها السطحية، تمهيدا لقصفها بقنابل المدفعية، قبل أن يتم استخدام أجهزة الحاسوب في مثل هذه المهام في وقت لاحق.
في بواكير عسكريته، كان حلمي نموذجا لضابط الميدان، من حيث العمل ولياقته البدنية وحسن مظهره. ولهذا رسمت له صورة زيتية على لوحة بمساحة حائط الغرفة في نادي ضباط القوات المسلحة في الزرقاء، تبين الصورة صاحبها مرتديا لباس الميدان، موجها منظاره الميداني نحو مناطق العدو راصدا حركاته، لكي يمطره بوابل من نيران المدفعية، قبيل ساعة الصفر، تمهيدا لمهاجمته من قبل قواتنا لبرية.
لقد هدفت القيادة العامة من وراء هذه الصورة المعبّرة، أن تغرس في نفسيات الضباط، الامتثال بصاحب الصورة في توقه لمواجهة العدو، والاعتناء بلياقته الدنية كضابط يستطيع مواجهة المشاق في ميدان القتال. فكان كل من يرتاد نادي الضباط في حينه يتساءل : لمن هذه الصورة التي تبعث على التحفّز والاعتزاز ؟ فيأتيه الجواب: إنها للضابط المدفعي حلمي اللوزي . . !
في عام 1976 أنهيت المدة المقررة لي كمعلم في كلية الأركان الأردنية برتبة مقدم، وكنت ارغب بأن أعود إلى وحدات الميدان. فما كان من العميد الركن حلمي اللوزي ودون معرفة قريبة، أن طلب من رئيس هيئة الأركان نقلي إلى مديرية التخطيط والتنظيم، التي يرأسها في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، لأعين رئيسا لشعبة التخطيط والتنظيم. لم أكن مرتاحا لهذا الموقع في بداية الأمر، لأنني كنت أكره الخدمة في الوحدات المركزية.
ولكن بعد فترة قصيرة تبين لي صواب اختاره لي، حيث تعرفت في هذا الموقع على السياسة العامة لتنظيم وتسليح القوات المسلحة، وكيفية تحضير الإيجازات لكبار زوار القوات المسلحة من عسكريين ومدنيين وسياسيين، إضافة لمعرفة الكثير من المعلومات التي كنت أجهلها.
وبقيت في موقعي لمدة سنتين إلى أن خلفته كمدير للتخطيط والتنظيم، بعد أن عين هو قائدا للفرقة الرابعة. فكان له الفضل في تصويب مسيرتي العسكرية. استمرت علاقتي الودية والمهنة مع حلمي باشا، في المناصب العسكرية والمدنية التي تولاها كل منا في موقعه وحتى آخر أيامه.
حلمي باشا ( أبو بشار ) كان نموذجا للمدير والقائد الفذّ، الذي يحظى باحترام رؤسائه ومرؤوسيه، لما كان يتمتع به من شخصية لطيفة محببة وحازمة. لم يُعرف عنه أن امتد يده لمال حرام، ولم تتلطخ سمعته بالفساد خلال خدمته الطويلة، في المناصب العسكرية والمدنية، وفي حياته الخاصة فقد ربى أبناءه وبناته على الأخلاق الفاضلة وعمل الخير، فانتقل هذه الأيام إلى جوار ربه راضيا مرضيا.
ولا يسعني وأنا استذكر سيرة حلمي باشا العطرة، إلا أن أترحم عليه، وأرجو الله أن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يسكنه جنات النعيم، إنه سميع مجيب الدعاء.
التاريخ : 20 / 3 / 2022

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012