أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


لا يدخل الجنة مخلوق بعمله وانما برحمة الله

بقلم : علي سعادة
14-05-2022 12:21 AM

يقول العارفون بالله، إنه لا لن يدخل مخلوق الجنة بعمله، وإنما برحمة الله التي وسعت كل شيء، فضيقها المخلوق بما يناسب هواه وجهله.
وأكثر دعاء لجأ إليه الأنبياء هو 'ألحقني بالصالحين' وقد فهم النبي سليمان ذلك حين دعا ربه 'وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين'. التأدب هنا واضح، فهو يطلب أن يدخله الله في عباده الصالحين، لكن كلمة 'برحمتك' جاءت استدراكا ولحظة توقف وخضوع واعتراف بأنني لن أدخل في عبادك الصالحين إلا برحمتك.
كأنه يقول، ألهمني أن أشكر نعمتك التي مننت بها عليَّ، من تعليمي منطق الطير والحيوان، وجيش من الجن والأنس والطير، والريح مسخرة لي، ووضعت بين يدي خزائن الأرض، وكل ذلك لا يعادل دعائي 'وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين'، أريد أن أكون قربك ومن أوليائك الصالحين.
وسليمان الذي منحه الله من الملك ما لم يمنحه لأحد واستجاب لدعائه 'قال رب أغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي'، فجاء الرد من سبحانه 'هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب'، أي أعطي من شئت من الملك الذي آتيناك، وامنع ما شئت، لا حساب عليك في ذلك، لن نسألك.
لكن النبي سليمان لم يأمن إغواء النعمة والملك والقوة، واعتبر الأمر اختبارا وامتحانا هل ينجح فيه أم يقع؟ لم يركن إلى الدنيا لذلك عاد واستدرك واعترف لصاحب الفضل 'هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر' .
أأشكر بذلك اعترافا بنعمته سبحانه عليَّ أم أكفر بترك الشكر؟ هل أتواضع أمام هذا الملك الذي 'لا ينبغي لأحد من بعدي' أم يصيبني الكبر والغرور والاستعلاء على الخلق؟
ثم جاء الدعاء والرجاء الذي تكرر في القرآن الكريم على ألسنة الأنبياء والأصفياء والأولياء 'وألحقني بالصالحين'، ليس بعملي المتواضع لكن 'برحمتك'.
'وألحقني بالصالحين' دعاء جامع لكل خصال الخير في الدنيا والآخرة لأن اللفظ يعم ويشمل جميع الصالحين من الأنبياء والصديقين والشهداء.
أذن لا أحد يدخل الجنة بعمله وإنما برحمة الله، لذلك لا يركن أحد إلى أنه ضمن الجنة بعمله، وبالتالي يصاب بالخيلاء فيبدأ في وضع قائمة بمن سيدخلون النار، مع أن هذه ليست مهمته ووظيفته في الكون.
يقول المفكر علي شريعتي : 'خير لك أن تقضي وقتك بالسعي لإدخال نفسك الجنة على السعي في إثبات أن غيرك سيدخل النار'.
لم تضمن الجنة بعد، لذلك لا تحاول حرمان الآخرين من رحمة الله التي بدونها لن يدخل النبي سليمان الذي قيل له 'هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب'، ومعه باقي الأنبياء، ضمن الطائفة المنتقاة من الله سبحانه وهي 'الصالحين' إلا برحمة الله.
جاء قوم إلى النبي الكريم وقالوا له :'إنا أصبنا ذنوبا عظاما' ولم يرد الرسول عليهم وتركهم بعض الوقت، فنزلت أية 'وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة'.
تخيل أن الله يقول، أنه كتب على نفسه الرحمة، أوجبها وألزم نفسه الكريمة بها، تفضلا منه وإحسانا وحتى لا يقنط أحد من رحمته ومن الدعاء، فكانت وعده الحق .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012