أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب الضمان: إتاحة الانتساب الاختياري التكميلي لمن علق تأمين الشيخوخة خلال كورونا مدعوون للتعيين في وزارة الصحة - أسماء
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


حمايةٌ دوليّةٌ لفلسطينيّ الـ48 من الدكتاتوريّة: فلسطين موطننا وإسرائيل ليست دولتنا

بقلم : زهير اندراوس
27-05-2022 06:22 AM

المُحلِّل السياسيّ المُخضرم، ناحوم بارنيع، من صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة ليس مُشتبهًا بكونه يساريًا، لأنّه مبدئيً لا يُمكِن لهذا أوْ ذاك أنْ يكون صهيونيًا، وفي الوقت عينه يساريًا، لأنّ الصهيونيّة واليسار يسيران في خطٍ مُتوازٍ لا يلتقي أبدًا، وكتاباته، وبارنيع صهيونيّ حتى النُخاع، عمّا يجري وسيحدث بإسرائيل، ليس نابعًا لا سمح الله من غرامِه بالعرب والفلسطينيين، بلْ من مُنطلق حرصه على بقاء إسرائيل دولةً “ديمقراطيّةً ويهوديّةً ولبراليّة”، وفق مفاهيمه التي نرفضها جملةً وتفصيلاً.
***
بارنيع، الذي فقد نجله في عملية الحافلة 18 بالقدس، (25.02.1996)، يرى أنّ “نتنياهو تغيّر، نتنياهو القديم تصرّف بموجب القانون، وفق قواعد اللعبة، واحترم المنظومة القضائيّة والمؤسسات الاجتماعيّة القائمة، أمّا نتنياهو الجديد، فيعمل على إحداث انقلابٍ، والنقاش الذي يقوم مؤيّدوه بتأجيجه في وسائل التواصل الاجتماعيّ هدفه التآمر بغية القضاء على البنية التحتيّة للمؤسسات في إسرائيل، وعوضًا عن ذلك إقامة نظام حكمٍ جديدٍ بدله”، على حدّ تعبيره.
***
المُحلِّل الإسرائيليّ المُخضرم شدّدّ على أنّ “نتنياهو ليس الوحيد الذي تغيّر، بل تغيّر التوجّه العّام للإسرائيليين الذين باتوا يكرهون النظام الديمقراطيّ، لأنّه بحسبهم مُعقّد، ومُتساهل، ومُنضبط، ويأخذ بعين الاعتبار العرب بالكيان، دون حاجةٍ لذلك”، مُضيفًا في الوقت عينه أنّه “في إسرائيل هناك نقاش مُستمر منذ سنواتٍ طويلةٍ حول الأراضي الفلسطينيّة (التي تمّ احتلالها في عدوان يونيو 1967 والمعروف عربيًا بالنكسة)، ولكن هذا الخلاف ليس هو العامِل المُوحِّد للإسرائيليين الذين يؤيّدون نتنياهو، إنمّا العامل المُوحّد هو الهوية، والشعور بالوحدة، وحدة المصير وكره الآخر”، كما أكّد في تحليله المنشور بصحيفة (يديعوت أحرونوت) يوم 23 من شهر أيّار (مايو) الجاري.
***
توقعّات بارنيع وعددٍ من الخبراء الإسرائيليين تؤكِّد المؤكّد: بما أنّنا نعيش في موطننا فلسطين، وليس في دولتنا إسرائيل، نُلاحِظ ونشعر على مدار الساعة بأنّ العنصريّة الصهيونيّة، التي باتت بمثابة رياضةٍ وطنيّةٍ، يُمارِسها الصهاينة من جميع شرائح المجتمع تقريبًا، استشرت في السنوات الأخيرة، وهي تسير بخطىً حثيثةٍ نحو الفاشية الكريهة والمقيتة، لذا فإنّه في هذه الأجواء الصعبة، المصحوبة بالتحريض الأرعن والسافِر ضدّ العرب والفلسطينيين، وبشكلٍ خاصٍّ ضدّ الفلسطينيين في مناطق الـ48، وهم أصحاب الأرض الأصلانيين، يتحتَّم علينا أنْ نأخذ على محملٍ من الجّد التحليلات التي تُنشَر بالإعلام العبريّ وبحسبها فإنّ رئيس المعارضة ورئيس الوزراء السابِق، بنيامين نتنياهو، يؤسس لانقلابٍ لدى عودته للحكم، وبرأينا المُتواضِع سيرجع لديوان رئاسة وزراء الكيان في الانتخابات العامّة التي بات أكيدًا أنّها ستجري قريبًا جدًا، إذْ أنّ استطلاعات الرأي التي أُجريت مؤخرًا أكّدت بشكل حازمٍ وقاطعٍ أنّ نتنياهو وحزبه (ليكود) سيفوزان بالضربة القاضيّة، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام عودة نتنياهو لديوان رئاسة الوزراء، الذي يقع، للمفارقة، في شارع (بلفور) بالقدس، ربّما لتذكيرنا بوعد (بلفور) المشؤوم، الذي صدر عن الحكومة البريطانيّة في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) 1917، لإعلان دعم تأسيس “وطن قوميّ للشعب اليهوديّ” في فلسطين، أيْ أنّ مَنْ لا يملك أعطى لِمَنْ لا يستحِّق.
***
في خضمّ هذه التطورّات، نؤكِّد أنّ هذا الانقلاب الذي يعّد له “ملك إسرائيل”، نتنياهو، هدفه تحويل نظام الحكم لديكتاتوريٍّ، والقضاء على ما تبقّى من مؤسساتٍ في دولة الاحتلال، والرجل العنصريّ بامتياز والمُحرِّض الرئيسيّ مع علامة الجودة، أيْ نتنياهو، سيستهدِف فلسطينيي الداخِل بالدرجة الأولى، فقد أعّد مشروع قانون بموجبه يُحكَم بالسجن الفعليّ ثلاثة أشهر لِمَنْ يرفع علم فلسطين، وآخر ينُصّ على هدم بيت عائلة مُنفِّذ العملية الفدائيّة وطرد عائلته خارج حدود فلسطين التاريخيّة، وقوانين أخرى غايتها تضييق الحيِّز، الضيِّق أصلاً، على عرب الـ48، وتمّ الكشف عنها في مقابلةٍ أدلى بها للقناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ (19.05.22)، النائب بالكنيست ميكي زوهار، (ليكود)، وهو من أقرب المُقرّبين لنتنياهو، الأمر الذي دفع المُحلِّل بصحيفة (هآرتس) العبريّة، روغِل ألفِر إلى القول الفصل في تحليلٍ نشره إنّ قوانين السيادة اليهوديّة التي يقترحها زوهار هي عمليًا قوانين عزل عنصريّ (أبرتهايد) ضدّ “العرب في إسرائيل، كما قال.
***
إزّاء هذا التنامي الخطير، واستباقًا للأحداث، يتحتّم على قادة فلسطينيي الداخل، جميعهم دون استثناء، الترفّع عن الخلافات السياسيّة والعقائديّة وحتى الشخصيّة، واتخاذ قرارٍ جماعيٍّ، سيحظى بطبيعة الحال بتأييد الكلّ الفلسطينيّ في الداخل، يقضي بتدويل قضية عرب الـ48، الذين بات عددهم داخل ما يُطلَق عليه الخّط الأخضر، أيْ في إسرائيل، حوالي المليونييْن، ومُطالبة ما يُسّمى بالمجتمع الدوليّ بتوفير الحماية لهم من المخططات العنصريّة التي يعكِف المُتهّم بتلقّي الرشاوى وخيانة الأمانة والاحتيال، أيْ نتنياهو، على تمريرها حال عودته لمنصب رئاسة الوزراء.
***
وَجَبَ التنويه بأنّ ما ذُكِر أعلاه، لا يجعل الحكومة الحاليّة بقيادة “حمامة السلام” (!)، نفتالي بينيت، مقبولة أوْ أقّل عنصريّةً وبطشًا، وهي الحكومة التي تحظى بتأييد الشقّ الجنوبيّ من (الحركة الإسلاميّة) في أراضي الـ48، والتي يتزّعمها النائب العربيّ في الكنيست الإسرائيليّ، د. عبّاس منصور، الذي أكّد في مؤتمرٍ لصحيفة (غلوبس) الإسرائيليّة وباللغة العبريّة أنّ “دولة إسرائيل وُجِدت يهوديّةً وستبقى يهوديّةً”، (21.12.2021)، وغنيٌّ عن القول إنّه لم يتراجع قيد أنملة عن تصريحه الخطير.
***
ملاحظة شخصيّة: أنا عربيّ الهوى، فلسطينيّ الانتماء، مُستقِّل سياسيًا، لا أنتمي ولا أتبع، مُباشرةً أوْ التفافيًا، لأيّ تنظيمٍ أوْ حزبٍ أوْ فصيلٍ في الداخل الفلسطينيّ، و/ أوْ في فلسطين التاريخيّة و/ أوْ في الوطن العربيّ، كما أنّني لا أُشارِك من منطلقاتٍ مبدئيّةٍ في انتخابات الكنيست الإسرائيليّ أوْ في انتخابات الحكم المحليّ. أحمِل الجنسيّة الإسرائيليّة من منطلق “مُكره أخاك لا بطل”، لأنّ رفض الجنسيّة التي فُرِضت علينا قسرًا بعد النكبة، يعني تحوّلي وأبناء شعبي بالداخل، إلى لاجئين. نعم، قد يُفسّر الأمر من قبل البعض بأنّ حمل الجنسيّة الإسرائيليّة هو خطيئة لا تُغتفر، ولكن البديل أنْ أكون لاجئًا، وأنْ أُبعَد عن وطني، لأنّ فلسطين موطني وإسرائيل ليست دولتي، ومُواصلة القبض على الجمر والتشبث بالأرض، يُحتّم عليّ وعلى أبناء شعبي بالداخل التنازل الإجباريّ، فالانسحابات التي تحفظ الكرامة الوطنيّة هي بحدّ ذاتها انتصارات.

كاتبٌ عربيٌّ- فلسطينيٌّ من قرية ترشيحا، شمال فلسطين.' رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012