أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


تموز المقبل خطير

بقلم : كمال زكارنة
15-06-2022 11:23 AM

بتنا نتشاءم وننصدم ونغوص في القلق الى حد الرعب،كلما قرر رئيس امريكي زيارة الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية وفلسطين المحتلة،لأن كل زيارة لكل رئيس ينتج عنها هضم اضافي للحقوق الفلسطينية وتراجع للقضية الفلسطينية ،وتعزيز ودعم ومساندة ومساعدات جديدة للاحتلال،واتفاقات امنية وسياسية وعسكرية واقتصادية والتزامات وتعهدات امريكية اضافية لصالح الاحتلال.
ماذا يحمل بايدن في جعبته الى الشرق الاوسط في الايام الاربعة التي تتوسط الشهر المقبل،اثناء زيارته المرتقبة للمملكة العربية السعودية والاراضي الفلسطينية المحتلة واللقاءات التي سيجريها مع العديد من قادة الدول العربية.
جعبة بايدن بكل تأكيد لا تختلف عن جعبة سلفه ترامب ان لم تكن نفسها،فلا يوجد فيها متسع لأي حق عربي او فلسطيني،وكل ما بداخلها يلبي الرغبات والمطالب والاحتياجات والمصالح الامريكية والاسرائيلية فقط لا غير.
سوف يبحث بايدن عن كميات اضافية من النفط والغاز ومصادر الطاقة لتعويض النفط والغاز الروسيين والاستغناء عنهما كليا ،على حساب زيادة الضخ من دول الخليج العربية،كما سيعمل على ابرام عقود عسكرية واقتصادية بتريليونات الدولارات لدعم الاقتصاد الامريكي،وسوف يضغط للحصول على مزيد من المرونة لصالح التطبيع مع الاحتلال والقيام بخطوات عملية بهذا الاتجاه من قبل دول عربية خليجية مهمة ومؤثرة،كما سيعمل على دمج الكيان المحتل مع دول المنطقة اقتصاديا وامنيا وعسكريا وبالتالي سياسيا وفي جميع المجالات الاخرى،ويجعل من الاحتلال المنقذ والحامي والحارس لبعض الدول من الخطر الايراني المزعوم ،ولن يقصر في تقدم كل اشكال الدعم والمساندة للاحتلال في جميع المجالات وخاصة العسكرية والامنية والاقتصادية وغيرها،وسوف يكمل ما بدأه سلفه ترامب لكن بقفازات الحرير،اما القضية والحقوق الفلسطينية فسوف تبقى على الرف ولن ينفض الغبار عنها ، بل على العكس ربما يحاول طمسها ودفنها ان استطاع.
للعلم بايدن اخطر بكثير من ترامب،لأن الاخير كان واضحا وصريحا ومكشوفا منحازا الى جانب الاحتلال الى درجة التطرف الذي فاق اليمين الاسرائيلي المتشدد،اما بايدن فانه لم يخلع ثوب الافعى الاملس الذي يرتديه ويخفي بداخله اشد انواع السموم واكثرها فتكا وقتلا،عندما يتعلق الامر بالحقوق الفلسطينية والعربية،والدليل على ذلك،انه ينفذ ويطبق كل شيء على الارض فورا لصالح اسرائيل،بينما يرفع شعارا خاويا في الفضاء عن تأييده لحل الدولتين،دون اتخاذ اي اجراءات او خطوات عملية.
اين وعود بايدن الانتخابية،قنصلية امريكية في القدس الشرقية،مكتب منظمة التحرير في واشنطن،شطب المنظمة من قوائم الارهاب الامريكية،الدعم المالي للاونروا والسلطة الفلسطينية ،حل الدولتين، وغير ذلك الكثير الكثير.
الدول العربية ليست مضطرة ولا مجبرة للتنازل عن فلسطين،وتكرار اخطاء عامي 47 و 48 من القرن الماضي،وليس مطلوبا منها اكثر من ربط عملية دمج الاحتلال بالمنطقة بالانسحاب من الاراضي المحتلة عام 67 واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
كل ما يجري هو تمهيد وتوطئة للسيطرة الاسرائيلية الكاملة على اقتصاد وامن المنطقة بالكامل،والتوسع الجغرافي الذي تسعى اليه في اطار المشروع الصهيوني التاريخي والاستراتيجي،على حساب الشعب الفلسطيني والاراضي الفلسطينية.
خلال زيارة بايدن سوف تتكشف الكثير من الحقائق والمشاريع والبرامج التي تصب في مصلحة الاحتلال ولا احد غيره.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012