أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين : وصمة عار أخرى تركيا .. تأهب بعد سلسلة هزات متفاوتة القوة وفاة الفنان المصري صلاح السعدني التعاون الإسلامي تأسف لفشل مجلس الأمن في قبول عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة أبو الغيط يعرب عن أسفه لاستخدام الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة النفط والذهب يرتفعان بعد أنباء عن التصعيد في المنطقة تأجيل اجتماع الهيئة العامة لنقابة الصحفيين لعدم اكتمال النصاب صندوق النقد الدولي: الاردن نجح في حماية اقتصاده الحكومة: تأخر طرح عطاء تصميم المرحلة 2 من مشروع الباص السريع الأردن يعرب عن اسفه لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة أجواء مائلة للدفء في أغلب المناطق حتى الاثنين وفيات الاردن الجمعة 19-4-2024 بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


ومن الطب ما قتل

بقلم : يوسف غيشان
23-06-2022 12:40 AM

قبل ثلاثة أرباع القرن، أو أكثر قليلا، قدم جدي لأبي، حياته فداء على مذبح البشرية، إذ كان يعاني من مغص شديد في المعدة وإمساك بالغ القساوة. عمي الذي كان أحد العسكر التابعين لكلوب باشا آنذاك، وكان يشاهد الإنجليز الذين يعالجون هكذا حالات عن طريق حقنة شرجية من الألمنيوم مع بربيش وجهاز ضخ يدوي من المطاط، حيث تملأ العلبة المعدنية بالماء والملح الإنجليزي الخاص بالموضوع، ويتم ضخها داخل الجسم عن طريق فتحة الشرج.

قرر عمي تطبيق ما تعلمه من طب دون الحاجة إلى تلاوة قسم أبقراط، فأجرى اللازم، مع فارق بسيط، أنه ملأ الحقنة، إضافة إلى الملح الإنجليزي، بالماء المغلي (ربما اعتقد أنه الأفضل لتمشية المعدة)، وما أن تسلل السائل الحار إلى مصارين جدي المبجل حتى قفز من الفرشة وهو شبه عار وخرج إلى الشارع يصرخ، حتى سقط أرضا. نقلوه إلى البيت مغمى عليه، ومات بعد أيام. مات دون ان يصرخ بعبارة ارخميدس: (يوريكا ...يوريكا) لما خرج عاريا من الماء عند اكتشافه لقانون السائل المزاح.

جدي قدم إسهاما عظيما للبشرية دون تبجح واكتشف قانون: (الماء الساخن يتلف المصارين) .... ومات بلا غثبرة ولا من يغثبرون.

وكان والدي قبل حادثة جدي (عودة)، قدم حاسة السمع على مذبح التضحيات، حيث التهبت أذناه حينما كان طفلا، وفقد السمع في قصة تراجيوكوميدية، لكن العالم اكتشف من هذه التجربة الفريدة ان الزيت في درجة الغليان يؤذي الأذن، وتوقف العلماء عن استخدامه في معالجة التهابات القنوات السمعية.

والدي الأطرش مات ولم يسمع بهزيمة حزيران بعد-فبعد شيخوخة منقوعة بالفقر قام بقلع أسنانه بالكماشة وأحيانا عن طريق ربط الضرس بخيط المصيص وربط طرفه الآخر بباب الدكان العملاق، وكانت مهمتي دفش الباب حتى يخرج السن بكل رباطة جأش. هكذا اكتشف والدي أن الكماشة وخيط المصيص والأبواب العملاقة يمكن تحويلها إلى أدوات جراحة ناجحة في الدول النامية.

وقد حاول والدي وجدي لأمي(معا) تقديم أخي أضحية على مذبح التقدم البشري حين حاولا إدخال حامض النيتريك (مية النار ما غيرها) الذي يستخدم في تبييض طناجر النحاس، حاولا إدخاله في مجال معالجة الحزازات وداء الثعلبة والصدفية وما شابهها. إذ صب الاثنان القليل من مية النار على ثعلبة صغيرة ظهرت في رأس أخي على غفلة من الوالدة. فقد الوعي لعدة ساعات، وتمت الاستعانة بالطب التقليدي (أطباء قسم ابقراط) إلى أن نجا بصعوبة مع حفرة عميقة في الرأس لم تستعد شعرها كاملا حتى الآن.

أنا من عائلة قدمت الكثير من الاضحيات على مذبح البشرية.

وتلولحي يا دالية.

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012