أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


الوحدة الشعبية وازنة للوحدة الوطنية.. وتؤكد حق العودة

بقلم : عبدالناصر الزعبي
19-05-2012 11:52 AM


الأردنيون لا يرغبون بالمساس بمشاعر الفلسطينيين، لاعتبارات كثيرة.. منها: طيبة الإنسان الأردني وطبعه الكريم. ثم إن شعورهم بالرابط الأخوي العربي والإسلامي فيما بينهم.. معززا بخصوصية التوأمة الأردنية، وفطرتهم الوحدوية، مما جعلهم معنيون بالمشاعر الفلسطينية بقدر عنايتهم بسلامتهم كلهم.. عبر سني النضال الفلسطيني.

وعندما نجد تحذيرات الساسة من مخاطر المساس بما يسمى 'الوحدة الوطنية' بداعي 'السلم الاجتماعي' والترهيب من الحرب الأهلية، هو؛ دليل على عدم قدرة كل الأطراف تحديد ما يريدون من مفردات سليمة، تشير ببراءة لمخاوفهم دون إلحاق أي ضرر بأمنهم القومي والوجودي المصيري.. فتختلط علينا المصطلحات التي تمررها تيارات التوطين المتصهينة لدى الشعبين العظيمين.. لتجعل من ارض الحشد والرباط أرضا للتجارة والعمارة فقط.

الحديث الأردني الفلسطيني حول الهوية الشخصية والوحدة الوطنية التي لا تتعارض مع مصوغات السلم الاجتماعي هو حديث صحي بوجود إسرائيل التي تبحث عن تفعيل وسائل القضاء على الطرفين الذين اغفلا وحدة مصيرهما أمام المشاريع الصهيونية المرحلية التكتيكية أو على المدى البعيد.. الإستراتيجية منها.
ولثبوت إرادة الخلط ــ الخبيثة و الممنهجة ــ لمفاهيم ومصطلحات 'الوحدة الوطنية' و'الوحدة الشعبية' ولخطر سوقنا إلى مقصلة المشروع الصهيوني الاستراتيجي سوقا!! بإقصاء مفهوم مصطلح 'وحدة المصير' عن المسار السياسي بين الشعبيين، وتأسيس المشاريع السياسية المتحركة.. بحيث يجب أن لا يخدعنا مشروع إسرائيل التكتيكي والمسمى 'الوطن البديل' على انه المشروع النهائي. لان إسرائيل لن تقف عند حدود منعتنا أو تراخينا.. حتى تحقق ـ بضنها ـ مشروعها الأكبر ودولتها الكبرى بين النهرين. ثم يجب أن نتذكر أن أراضي الأردن مقدسة لإسرائيل لن تفرط بها لصالح الوطن البديل المزعوم.
وهنا يجب أن نتذكر دائما أن إسرائيل لا تريد البديل للفلسطينيين، بل تريد أن تجتثهم وتوأدهم أحياء. وبمفهوم الوطن البديل الخادع، تريد إسرائيل تكتيكيا أن توهم الأردنيين بعداء الفلسطينيين وجحودهم لهم وتكالبهم على الأردن.. وتريد بضنها أن تسلب ما تبقى من إرادة الصمود الفلسطيني وتجعلهم يتعلقون بمشروع الخلاص الوهمي. وضنا منها: تكون جعلت الشعبين التوأمين عدوين لدودين فيقتتلا.. وتقدم هي الحل لاحقا بان تضع يدها على الأرض والعرض، فهذا الكيان اجتثاثي، استيطاني احتلالي توسعي.

ولان الشعبين التوأمين.. يوجد فيهم من عاش فترة لا تنسى، ويتذكر مشاهد التآخي، ويعرف وشاج اللحمة التاريخية، خصوصا عند حصول النكبة أو اللجوء أو عند النزوح الجماعي.. لهذا سأخبركم حكاية حصلت: فجدتي خبزت لشهرين متتاليين لعشرة اسر فلسطينية لاجئة استقرت في حاكورتها.. وحينها لم تتقبل جدتي مشاركة النازحات ليخبزن معها ويساعدنها.. حرصا منها على احترام ضيفاتها وكرما منها، وبقيت اللاجئات تشاركها النوم بالدار، التي أخلاها جدي، لينام مع اللاجئين الذكور في الحاكورة، حتى رحلوا إلى المخيم، ومنذ أكثر من أربعين عاما لم تنقطع خلالها زياراتهم الودودة له حتى توفاه الله. ورغم ما جرى لجدي بحوادث أيلول في السبعين من القرن الماضي عندما قتل ابنه وطفلين لأخيه بحادث لغم زرع على درب مزرعته، وحينها منعت جدتي أبي ــ لوازعها الديني ــ من الانتقام لأخيه بقتل المارة من المنظمة بقولها له: 'والله لو كنت عالمة بأنك تعرف من هو قاتل أخيك، بشكل محدد، ولم تنتقم له، لقطعت الثدي الذي أرضعك، ولكنك لا تعرف من القاتل، فلا يجوز لك الانتقام من برئ'، ولاتزان جدي.. أدرك تماما أن حوادث السبعين كانت صراع قيادات وليست صراع شعبي، وأدرك أنها فتنة خبيثة أقحموا فيها الشعبين، فلا ناقة لهما فيها ولا جمل، ولم يكن المقصود القتال بين الشعبين بقدر ما كانت عبث بوحدة شعبين، وسلمهما الاجتماعي الذي غيب.. لمأرب تيارات، نازعت فيها الحسين ملكه. وللأسف لا زلنا مطية لمصطلح الوحدة الوطنية الذي يفت عضد السلم الاجتماعي، لمجانبته الصواب الكامن بالوحدة الشعبية، الوازنة للوحدة الوطنية، والتي تحفظ الحقوق، وتقيم الواجبات، وتؤكد حق العودة.. على الدوام، وتزيل الألغام من مسارنا النضالي النهضوي الوحدوي وتؤسس لمشروعنا التحريري.

لا يوجد ما يعيب أن يكون هناك ميثاق وطني أردني يؤسس على مخرجات المؤتمرات الوطنية الأردنية التاريخية بالإضافة للميثاق الوطني الأردني لعام 1993م ليشتمل على بند يتكاتف مع البند الخامس في الميثاق الوطني الفلسطيني الذي صاغته القوى والشخصيات الوطنية الفلسطينية قبل عقود لتعزيز صمودهم ووحدتهم الوطنية الضرورية في مواجهة أطماع العدو الصهيوني الغاشم.
فان الهوية الواضحة للشخصية الوطنية الفلسطينية تشكل عنصر الممانعة والمقاومة الطبيعيتين لأي مشروع توسعي احتلالي اجتثاثي، وهذا يتطلب من الأردنيين أنفسهم ــ لتعزيز الموقف الفلسطيني الكفاحي ــ أن يُعرفوا الهوية الشخصية الأردنية على أساس اللون العربي الأردني والتمايز القطري، كونه مطلب مصيري للأمن القومي الأردني، وللوجود الفلسطيني على ارض فلسطين التاريخية.
ولعمقنا القومي العربي نريد للفسيفسائية العربية المتشكلة من الأوطان العربية بألوانها وبنكهاتها وتكامليتها أن تؤكد الوحدة الشعبية للأوطان العربية كلٍ بهوية شخصيته الوطنية ولونه العروبي لتشكيل فسيفسائية لا تقبل الجمال إلا مكتملة، بحيث تجمعها الوحدة الشعبية، وتمايز ألوانها الوحدة الوطنية.

مهم أن نتذكر دائما الهوية العربية والإسلامية التي تتعرض لهجمة يهودية منذ تطهير المدينة المنورة وخيبر منهم، فلا زالوا يعودون إلينا بمشاريعهم الصهيونية، التي يتضح فيها الصراع الوجودي الراسخ في أذهان أتباع الحركات والديانات اليهودية، الذين كرسوا وجدانهم لاجتثاث العروبة والإسلام، كما دأبت الصهاينة على تأكيدها ذلك غدرا تارة كما في العراق، واحتلالا تارة أخرى، كما في الصورة الفلسطينية الموجعة.
وأصبحت مشاهد هتك وإجهاض المشاريع النهضوية العربية المتكررة منذ الحرب العالمية الأولى، سوى تأكيدا على أن الدم العربي والمسلم، له نفس الطعم والمذاق لدى العدو الأزلي والغاشم، فالصهيوني لا يفرق بين دمائنا ويريدها كلها بعدما أحلها لهم حبرهم.. ليحققوا ضنا منهم مشاريعهم الحاقدة، بعيدة المنال، والتي أبقت على دمنا منهمرا وعلى مشاريعنا النهضوية معطلة.

لهذا يتوجب أن نوزن مصطلح 'وحدة المصير' ونضعه للعيان شاهدا لوجهتنا السياسية. فالعطاء الذي قدمته كل المنظمات الفلسطينية.. وتزامنت معه التضحيات العربية في المجهود الحربي والعسكري والسياسي والاجتماعي، يحتاج إلى توجه أردني حقيقي لاستكمال الدور الذي بدء مشواره الشهيد كايد عبيدات، مرورا بمن بعده حتى اليوم.

فتعالوا إلى كلمة سواء.. ولنرفع ملف العلاقة الأردنية الفلسطينية فوق الطاولة فلا نبقيه تحتها.. لندفن أحقادنا المبثوثة ونعظم أواصر وحدتنا ولحمتنا.. ولنثق أن الوحدة الشعبية وازنة للوحدة الوطنية بالحقوق والواجبات.. ولنكون جنبا إلى جنب في مواجهة صهيون وليس وجها لوجه في يد صهيون وأعوانها.. ودعونا نؤسس لمسار العمل السياسي على إستراتيجية وحدة المصير.
ففي هذا ضمانة للسلم الاجتماعي، الذي ننشد تحققه بنزع لغم الأصول والمنابت والوحدة الوطنية.. بعدما أرقتنا مخاوف الحرب الأهلية وأقلقتنا مخاوف أصحاب الفكر والنبوءة السياسية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-05-2012 10:45 PM

jordan is palestine

2) تعليق بواسطة :
20-05-2012 10:21 AM

لا تنظر الى دموع عينيه

انظر الى فعل يديه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012