أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا نقابة الصحفيين تدعو لحضور اجتماع الهيئة العامة غدا الجمعة 30 شاحنة تحمل 100 طن مساعدات تدخل معبر رفح لقطاع غزة مجلس الامن يصوت الليلة على مشروع قرار بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة عودة مطار دبي لطاقته الكاملة خلال 24 ساعة وظائف شاغرة في وزارة الاتصال الحكومي - تفاصيل بالتزكية .. هيئة إدارية جديدة لنقابة تجار المواد الغذائية - اسماء الأمن يحذر من الغبار ويوجه رسالة للمتنزهين القوات المسلحة تنفذ 7 إنزالات جوية بمشاركة دولية على شمال قطاع غزة - صور الأردن: مخططات مقيتة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم بالأقصى توقيف موظف جمارك بتهمة اختلاس 48 ألف دينار كفالة 12.8 ألف سيارة منذ بدء تطبيق قرار الكفالة الإلزامية على المركبات مكافحة المخدرات تتعامل مع 6 قضايا نوعية وتلقي القبض على 7 أشخاص - صور العقبة الخاصة تحذر من موجة غبارية قادمة من شمال غرب مصر
بحث
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


ما يزال العراق يصارع ذاته

بقلم : د . منذر حوارات العبادي
18-10-2022 04:26 PM

ليس من السهل تتبع المشهد العراقي، فهو حافل بكل ما هو غير متوقع فالأضداد فيه تتوزع بشكل ثنائيات متصارعة وكأنه مفاعل نووي تتساكن فيه الذرات منتظرة صاعق التفجير، فالشيعي يتصارع مع الشيعي والسني كذلك ولا يبتعد الأكراد عن هذا المنطق وتتصارع فيه كل هذه الأطراف مع بعضها البعض دون هوادة، وهذا الوضع حوله من مصدر قلق لجواره يحاولون استرضاءه بشتى السبل إلى غنيمة تحاول جميع الدول استحواذها أو الحصول على نصيبها منه، وفي داخله شكل آخر من الطائفية والصراعات السياسية والحزبية فالسلطة بالنسبة لكل هؤلاء ليست حالة سياسية يتنافسون عليها لخدمة البلد بل هي حصة يحاولون اقتسامها كلٍ حسب ما لديه من قوة وقنابل ودعم خارجي لذلك فالصراع السياسي فيه صفري إما الفوز بكل شيء او خسارة كل شيء وهذا يتنافى مع منطق السياسة البرغماتي.

رغم كون البلد يتمتع بنظام ديمقراطي على المستوى النظري، إلا أن الأمور فيه تسير خارج المسارات الديمقراطية ففي كل دول العالم يُعرف منذ لحظة إعلان النتائج من هو رئيس الحكومة أو الدولة إلا في العراق فليس بالضرورة ان الفائز بالصناديق هو من سيشكل الهيكل القيادي في الدولة فدون ذلك عقبات كبيرة فشرط الصناديق ليس هو المحدد الأول والأخير، بل على النتائج أن تمر على ثنائيات أخرى تتألف هذه المرة من الإقليم مع الولايات المتحدة فلا بد من رضى هؤلاء حتى يتم اعتماد الرئيس وبعدها يتم العودة إلى المكونات الداخلية وفي الاختناق الأخير لم يخرج الأمر عن صراع بين رجلين المالكي والصدر وبين دولتين الولايات المتحدة وإيران، صحيح أن كلا منهما منشغل باستحقاته إلا أن العراق لم يغب أبداً عن هذه الاستحقاقات وإن كانت إيران قد قدمت بعض التنازل في ملف رئيس الجمهورية إلا أنها ضمنت من جهة أخرى موقع رئاسة الحكومة وهو الأهم بالنسبة لها، وما حصل يثبت أنه في لعبة عض الأصابع يفوز الأكثر صبرا والأقل انفعالا وهذا أعطى المالكي الأولوية وهو الذي استغل بدهاء أخطاء خصومه وجيرها من دون تردد لصالحه وفاز في النهاية.

ولا يبدو أن الأمور تسير نحو الاستقرار فالواقع يشير إلى أن المكونات السياسية الجديدة لا ترضي الشارع العراقيـ وبالتالي قد يفضي هذا الاستحقاق الدستوري إلى فوضى في الشوارع والتي عايشها العراق خلال المرحلة السابقة وهذه تنذر بعواقب وخيمة، وذلك يدل على أن العراق ما يزال أسير الأزمات فمنذ غزته الولايات المتحدة وأنهت الدولة فيه وتلتها إيران وأنهت فيه مفهوم الوطن والمواطنة وحولته إلى دول من الطوائف والاثنيات المؤلفة بدورها من أقطاب متعددة في داخلها ليس فيها من يستطيع حسم الموقف لصالحه والهيمنة على الجميع، لذلك تبدو الفوضى هي سيدة الموقف ومع ذلك ستبقى دون الحرب الأهلية على الأقل حتى الآن لأن نظام التوافق المبني على المحاصصة يجعل الأطراف تخشى كثيراً على مكاسبها لذلك سيبقى التصعيد نحو الحرب هو خيار الطرف الخاسر لكل مكاسبه وهذا ما يُخشى منه في حال تم إقصاء تيار الصدر وأعوانه بشكل كامل أو غيره من الفصائل بالذات داخل المعسكر الشيعي، وهذا الواقع سيزيد من اعتماد الأطراف المتصارعة على الدعم الخارجي مما سيبقي العراق مخنوقاً في سجن صراعاته الداخلية وقيوده الخارجية وإبتزازته وهذا سيطيل انتظار العراقي على قارعة الأمل عل وعسى أن يأتي يوم تنفرج فيه الأمور ويتخلص فيه من لعبة الابتزاز الداخلية والخارجية في نفس الوقت.

'الغد'




التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012