المنبوذون في مونديال قطر !

الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024

المنبوذون في مونديال قطر !

بقلم : رشاد ابو داود
28-11-2022 10:49 AM

لست من هواة كرة القدم ، لكني تابعت مونديال قطر بكل ما أوتيت من فرح . فرح يتيم لا أشقاء له في هذا الزمن العربي الرسمي الحزين . كان الناس يتابعون مهارة اللاعبين و نتائج المباريات وأنا أتابع مهارة التاريخ حين يكتب أن بطولة العالم لكرة القدم تجري لأول مرة في دولة عربية اسلامية .
ولأول مرة تلعبها دولة عربية 'صح' وتحقق هدفاً دولياً في مرمى من صوروا العرب أنهم ' ارهابيون ، متخلفون ، مخربون ، مجرمون ، قتلة ' . التنظيم كان مثالياً ، الاستعدادات كاملة ، التكنولوجيا كانت حاضرة وكذلك كان حاضراً كل العالم مجبراً بعد أن انتزعت قطر استضافة مونديال 2022 سواءً بالحضور المباشر أو عبر الشاشات . أما أبرز الحاضرين فهم : الاسلام و فلسطين .
وبذلك تحقق أول هدف .
ثم توالت الأهداف . أحدها أن قطر أجبرت من يريد الحضور على أن يحترم ثقافة وتقاليد البلد العربي الاسلامي المضيف . لا خمور ، لا عنصرية و لا ..مثلية .
كل ذلك بأسلوب حضاري ناعم . وعندما احتج بعض الحاضرين على منع البيرة في الملاعب قالت لهم ، خارج الملاعب لا نمنع أحداً ، تفضلوا . ونحن لسنا استثناءً فمعظم دول العالم تفعل ما نفعل بالنسبة للخمور في الملاعب . وعندما احتج المشجعون المكسيكيون وارادوا بيرة مكسيكية قيل لهم ، هو نوع واحد فقط وعندما تعودوا الى بلادكم 'تمكسكوا' كما شئتم !
أما العنصريون الذين جاؤوا بلباس الحروب الصليبية ليقولوا للعرب المسلمين 'ها نحن عدنا' كما قال الجنرال الفرنسي غورو الذي احتل دمشق واضعاً قدمه على قبر صلاح الدين محرر القدس من الصليبييبن ' قم يا صلاح الدين ها قد عدنا'. فقد منعوا من الدخول الى أحد الملاعب .
وتلك 'العاهرة' البريطانية كشفت عن صدرها بالكامل أمام الكاميرات بشكل وقح عند فوز بلادها على ايران في تجد للهوية العربية الاسلامية و لأخلاقيات البلد المضيف . وما كان من السلطات القطرية الا أن طردتها شر طردة.
ألمانيا كانت فضيحة الفضائح في المونديال . فقد رفعت لواء المثليين – الشواذ- في العالم على الصعيدين الرسمي و الكروي . على الصعيد الرسمي ذاك التصرف المشين الذي تصرفته وزيرة الداخلية الألمانية حين دخلت الملعب كاللص لحضور مباراة بلدها مرتدية 'جاكيت' أحمر ثم خلعته لتظهرعلى يدها شارة دعم المثليين في تحايل على التعليمات القطرية بعدم اظهار أي شيء يشي بدعم المثلية باعتبارها منافية للدين و للطبيعة البشرية .
وعلى الصعيد الكروي جاءت تلك اللقطة لأعضاء الفريق الألماني واضعين أيديهم على افواههم تعبيراً عن أن الدولة رفضت اظهار أي اشارة للمثليين .
وكان قادة منتخبات انجلترا وويلز وبلجيكا وهولندا و سويسرا والمانيا و الدنمارك خكططوا لارتداء الشارة في المونديال .
أما 'المنبوذون' في المونديال فكانوا الاسرائيليون . فقد كان موقف موفدي المحطات الاسرائيلية مضحكاً وهم ينقلون لمحطاتهم مياشرة ما يتعرضون له من رفض لوجودهم و لوجود 'دولتهم' على أرض فلسطين . فعندما كان أحد المذيعين يقترب من مشجع عربي لاجراء مقابلة ويعلم العربي انه من 'اسرائيل ' يبتعد عنه و يقول : تقصد فلسطين لا شيء اسمه اسرائيل .
ونقلت صحيفة ' يديعوت أحرونوت ' عن مراسليهم في المونديال قولهم ' بعد عشرة أيام في الدوحة نشعر اننا مكروهين هنا ، غير مرغوب فينا في الشارع يلحق بنا فلسطينيون و أردنيون وسعوديون وايرانيون و قطريون ومغاربة وسوريون و مصريون ولبنانيون وتونسيون ' يرفعون العلم الفلسطيني ويرددون ، بره بره اسرائيلي بره .
وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من مواقف الشعوب العربية لدولة الكيان ما حدا بأحد المراسلين قوله 'لقد كذب علينا نتنياهو بقوله اننا طبعنا مع اربع دول عربية مؤخراً ولدينا علاقات دبلوماسية مع أربع أخرى ' لكننا تأكدنا أننا مرفوضين من كل الشعوب العربية .
ونحن نقول لهم : ولن تكونوا أبداً مقبولين !!