أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024
الأربعاء , 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024


في ذكرى الشهيد وصفي التل

بقلم : عبداللطيف الرشدان
30-11-2022 01:37 PM

خاض وصفي عباب البحر مقاتلا في جيش الإنقاذ والدفاع عن عروبة فلسطين غير آبه بالنتائج وفي جرأة مماثلة خاض وصفي حربا مع الفاسدين ومزق اوتارهم وكان في ذلك مثلا وقدوة ليعلم الفاسدين النزاهة والاستقامة، فعاش فقيرا ومات فقيرا بل مدينا بآلاف الدنانير لمؤسسة الإقراض الزراعي، ولم يترك خلفه الا بيتا متواضعا في سفوح جبال صويلح، ذلك البيت الذي لم يصله الهاتف في ذلك الوقت مما اضطره لدفع ثمن اعمدة الهاتف من جيبه بالتقسيط على راتبه، وكان يرفض العطايا والهدايا لزهده َوعدم انغماسه في حب المال.

ناصر الحريات العامة وحق القول والتعبير وحرية الكلمة فأحرق الملفات الأمنية للسياسيين واعدمها.

كان شجاعا ومقداما َمتواضغا ومتزنا وصاحب نظرة عميقة تجسدت في الحب الحقيقي للوطن وأهله فأخذت الزراعة نصيبا كبيرا من اهتمامه ولم يابه لتهديدات السفير الأمريكي بقطع مساعدات القمح عن الأردن واهاب بالمزارعين من جنوب الوطن إلى شماله لزراعة القمح وكانت النتيجة فائضا في الإنتاج أغنى الأردن عن الحاجة إلى اية مساعدات من ماد القمح.

حارب الغلاء وارتفاع الأسعار لانه كان مواطنا عاديا يحس بمشاعر المواطنين ويراعي احاسيسهم ويشعر بمعاناتهم فجسد الانتماء الحقيقي للوطن وحب الناس وصفق له الصغير قبل الكبير شكرا وامتنانا على الخلاصه وحبه للوطن.

كان جريئا في اتخاذ القرارات لا تهزه الرياح َوكان يعبر عما يجول في خاطره من قناعات راسخة تجاه الوطن فعارض الدخول في حرب حزيران لعام سبعة َستين لانه كان يدرك ان المعركة خاسرة، وهذا ما اكدته الأحداث بسقوط الضفة الغربية في براثن الاحتلال الصهيوني الماكر.

كان قريبا من الوطن وأهله ويتحسس أوجاعهم ويتلمس همومهم ويحل مشاكلهم وبادر إلى زيارة كل قرية اردنية مستمعا لأهلها واضعا الحلول الفعلية بعيدا عن الأوهام والوعود الكاذبة وكلام الاستهلاك واضاعة الوقت.

حاربه الأقزام الذين لا يروق لهم حسن الصنائع فوقف سدا منيعا في وجوههم، وحين كان يشعر انه لم يستطع الوصول إلى مبتغاه يتخلى عن المنصب بسهولة ويسر لان المنصب لم يكن يعني له سوى الخدمة العامة بعيدا عن المصالح الذاتية وكسب المال وجنى الزعامة وحب السيطرة، فعاش عفيفا زاهدا ومات كذلك في موقف جريء يتجلى فيه حب الوطن وحب فلسطين.

هل يعتبر أولئك الراصدين من قصة وصفي أم على قلوب اقفالها؟.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012