أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


بعد قصة الراية والعصفور .. مراجعة محطاتنا التاريخية

بقلم : د. بكر خازر المجالي
29-12-2022 04:11 PM

يمكن القول باننا نلمس تراجعا كبيرا في الاهتمام بالتاريخ الأردني، وحتى تراجعت المؤلفات والبرامج التاريخية، ربما لطغيان حالات أخرى سياسية واقتصادية واصبحنا في حالة 'الكف النفسي' أي ان لدينا من الحالات التي نكف بسببها عن التفكير بغير التفكير في واقعنا السياسي والاقتصادي ومشاكلنا، وأيضا لحدوث قضايا الإرهاب مثلما حدث في الحسينية والتي سيطرت على التفكير والشعور، وهنا لا يمكن تقبل بعض الإجراءات التي تقل قوة في تأثيرها عن هذا الحدث الاجرامي.

ولكن نجد انفسنا امام معادلة معقدة الأطراف وايضا معقدة وسائل المساعدة، ونجد هنا توهانا فكريا واستنتاجات فيها من الشطط الكثير. ونلقي ما بدواخلنا على بعض الإجراءات، فلم يكن الاضراب مهما بلغت قوته بأقوى من الحادث الإرهابي وان كانت النتيجة القضاء على الوكر الإرهابي، ويكثر الحديث عن الأسلوب والأسباب والانتهازية، وفقر التثقيف والتوعية ونقص برامج التنمية، وبالتالي تنامي جيوب الفقر وفراغ العقلية الجمعية من الوطنية والانتماء، فتلتقي هذه مع توفير البيئة المناسبة لان يعشش الإرهاب وفنونه القاتلة.

في خضم هذا السيناريو يطلع علينا تغيير راية الثورة العربية الكبرى من على فئة الدينار ليوضع مكانها العصفور الوردي الذي اعتمد كطائر وطني للأردن، وترك الامر تساؤلات عدة، اغلبها تساؤلات مشروعة بمنأى عن بعض السخريات والفكاهات، وهذه مدعاة للتساؤل: اذا هناك في الأصل نقص في ثقافة الثورة العربية الكبرى بموضوعها المجمل فما معنى انتزاع احد رموزها الرئيسية بهذه السهولة؟ وبالتالي فتح الباب للتندر والتهكم خاصة ممن هم أصلا أصحاب الاجندات والثقافة الوطنية الضحلة.

ولا يوجد في الأردن أي معلم يتعلق بالثورة العربية الكبرى الا راية الثورة الشامخة في العقبة امام بيت الشريف الحسين بن علي وقلعتها، وبالتالي كل من هو في العقبة او أي زائر لها ستكون نظرته الى هذه الراية مختلفة بعد نزعها أصلا عن الدينار الأردني، وسيكون هناك تساؤل هل هو البداية لنزع التراثيات الوطنية في مواضع أخرى؟ وهل نحن امام إعادة كتابة التاريخ الوطني بمنهج جديد بثقافة مادية؟

هل سيتصور أي مشاهد للراية في العقبة، ان بتصورها والعصفور الوردي هو في مساحتها كلها؟ اذا ان هناك تساؤلا من بداية رفع الراية قبل حوالي العشرين سنة عن معاني هذه الراية مع غرابة التفسيرات البعيدة عن جوهر الثورة العربية الكبرى، فهل يأتي نزع الراية عن الدينار الأردني ليؤكد لأصحاب الاجندات نهاية مشروع النهضة والثورة؟

نحن نتحدث من باب الحرص على عدم المساس بالتراثيات الاصلية بل ان نبذل كل الجهد لتعظيم الدراسات والتثقيف حولها، وان نعزز مؤسسات المجتمع المدني والمناهج لتسير في هذا الاتجاه خاصة في حالة الحاجة الى الثقافة الوطنية في مكافحة الفكر التكفيري والتطرف.

وهنا الحاجة الأكبر لان نراجع تاريخنا، بمعنى الدعوة الى صحوة تاريخية، وتنمية تاريخية ليدرك كل مواطن انه جزء من تاريخ طويل وعميق ارساه الأوائل بجهادهم واستشهادهم وهم يرفعون رايات الثورة والرايات الأردنية، فاذا كنا بقرار لا نعرف اصله بإلغاء راية الثورة واستبداله بطائر تواجده في جزيرة سيناء فهو 'طائر سينائي' وليس بطائر اردني، وان تواجدت اعداد قليلة جدا في رم والبتراء وضانا، وأقول ذلك على معرفة واقعية عشتها خلال اعدادي لفلم عن الطائر الوردي عام 2001، وكنا نطارد في هذه المناطق الثلاث الطائر الوردي لتصويره خاصة بعد البحث المستفيض عن خصائصه وان الطائر الوردي الجميل هو الذكر فقط اما انثاه فهي بلون سكني.

نأمل تعزيز تراثيات تاريخنا الأردني وتكثيف الدراسات حول تاريخنا، فلا معنى لوجودنا بلا تاريخ واصالة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012