أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الفرح الممنوع

بقلم : د . منذر حوارات العبادي
03-01-2023 03:16 PM

خلال ليلة رأس السنة الميلادية لهذا العام قررت من باب الفضول وحب المعرفة أن أدخل عالم الشباب وأحاول اكتشاف بعض تفاصيل جانبه السعيد وبداية العام الجديد فرصة يتجمع فيها هؤلاء ليعبروا عن فرحهم، توجهت مباشرة الى منطقة العبدلي الجديد حيث ساحة البوليفارد المكان السنوي لهذه التجمعات وما ان تجاوزت دوار الداخلية وإذ بي اتوقف ليس لأي سبب تقني بل واجهني صف طويل من السيارات المتوقفة تماماً توقعت في البداية أنه مجرد حادث أدى إلى هذا الأمر إستمر الوضع لما يزيد عن النصف ساعة والسير لا يتحرك ابداً بعد ذلك بدأ بالحركة بشكل شديد البطء كنت ألمح الإشارة الضوئية وهي تقلب ألوانها ما بين الأحمر والاصفر والاخضر دون أي تأثير يذكر على تحرك السيارات، بعد نصف ساعة أخرى تجاوزت الإشارة الضوئية تسارعت الحركة قليلًا في النهاية وصلت الى المدخل الأول للعبدلي قام شرطي المرور بتحويلي إلى مدخل آخر ومنه دخلت .
عندما دخلت المنطقة هالني حجم الفوضى والارتباك واللا تنظيم فأرتال السيارات المكدسة على الجانبين وعدد كبير من السيارات التي لا تكاد تتحرك وحركة المارة بدون اي تنظيم في مشهد يوحي بأننا أمام معركة وليس احتفال بالإضافة إلى اعداد كبيرة من أفراد القوى الأمنية تغلق الطرقات وتحاول ضبط الموقف لكن دون جدوى، كنت أحاول التملص من هذه المعيقات فقد أصبح هدفي الوحيد هو الخلاص من هذا الموقف فقد أفقدني الغضب الشديد الذي انتابني فكرتي الأساسية وقررت العودة إلى المنزل دون تحقيق غايتي المنشودة لكن في رحلة العودة استغرقت الطريق ما يزيد عن الأربعين دقيقة في مسافة لا تحتاج إلى أكثر من عشر دقائق أو أقل .
خلال هذه الليلة أضعت ثلاث ساعات ونصف الساعة وأنا حبيس السيارة لم أفعل اي شيء آخر سوى الانتظار كنت أشعر بالأسف والأسى على هذا الوضع الذي على الشباب أن يتجاوزوه حتى يستطيعوا اقتناص لحظة من الفرح ولا أخفيكم أن جزءا من ذلك الأسى كان نتيجة الإحساس بالخيبة وربما الفشل فقبل أيام كنا والعالم نشاهد أحداث كأس العالم في قطر حيث كانت الأعداد بمئات الآف لكننا لم نلمح أي شكل من الإزدحام ولم نلحظ حتى مجرد الملاحظة أي رجل أمن يطلب من المارة تحديد وجهتهم لم نشاهد أي شجار، المشاركين والمتابعين كانوا في منتهى السعادة كان ذلك جلياً على وجوههم قد يقول قائل إنه المال وإنا أقول أن منطقة العبدلي هي منطقة خاصة مترفة بالمال لكن في قطر كانت إدارة المال والناس في أوجها أما هنا فإدارة الأدوات في أدنى مستوياتها فلا المكان الذي يصبح كثكنة عسكرية ولا الناس الذين يحاولون التنمر على ذلك فيفتعلوا الفوضى ولا الجهة المنظمة والتي تفكر فقط في استثمار اللحظة للربح يشكلون بيئة مناسبة للفرح .
وصلت منزلي على مسافة عشر دقائق من نهاية عام وبداية عام جديد وأصدقكم القول أني كنت أبدو قاتماً من الداخل وغاب التفاؤل أو بعضه الذي كنت أعاني منه وأنا هنا أقصد كلمة أعاني نعم لقد عُدت مقهوراً لإني بإختصار ذهبت بالأمر أبعد من ذلك فالفشل في إدارة مناسبة في مكان محدود يعني الفشل في إدارة أشياء كثيرة وكبيرة، حتى أنني بدأت أتساءل في داخلي هل ثمة قراراً بمنع الفرح ؟ لم أجد الجواب كل ما وجدته أن مناسباتنا يخنقها دوماً الإزدحام والفوضى والإجراءات الأمنية المبالغ بها دون مبرر، فمتى نعي أن لحظة الفرح تطفىء نيراناً من الغضب وأن دولاً تمرست في صناعته فلماذا لا نتعلم منها ؟

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012