أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


كمال زكارنة يكتب : اغتيالات وتصفيات ممنهجة

بقلم : كمال زكارنة
14-01-2023 02:48 PM

ما يجري في فلسطين المحتلة اليوم على يد جيش الاحتلال،فاق وتجاوز مصطلحات وقواعد ومعايير الارهاب والاجرام،وهو يصنع الآن ويبني ويشكّل نوعا جديدا من مفاهيم العنف والقتل، التي لم تدخل بعد قواميس الدموية البشرية، ولم يعرفها الآدميون عبر العصور الغابرة التي شهدت اعنف الحروب والصراعات والنزاعات والصدامات ،واستخدمت فيها كل انواع الاسلحة بدءا من البدائية الحجر والقوس والنشاب وانتهاء بالنووية.
جرائم القتل والاغتيالات والتصفيات التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد شباب فلسطين واهلها ،لا ترتقي فقط الى ابشع انواع الاجرام المحرم دوليا ،وتتعارض مع القوانين والمواثيق الدولية وحقوق الانسان،بل تذهب ابعد من ذلك بكثير،فهي عمليات ابادة جماعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى،يتم تنفيذها بشكل مخطط وممنهج ومبرمج ومدروس من قبل حكومة الاحتلال،بهدف تنفيذ مشروعها الكبير والاستراتيجي ..مشروع الضم والتهويد والترحيل والتطهير العرقي.
ان هذا النهج الاجرامي الارهابي الاحتلالي،يهدف الى كسر معنويات جيل الشباب الفلسطيني ودب الرعب في قلوب الفلسطينيين عموما،من خلال تكرار مجازر ومذابح ارتكبتها عصابات الاحتلال قبل خمسة وسبعين عاما ،يتفاخرون بها اليوم جنودهم الذين شاركوا فيها وما يزالون احياء،واقتلاع جذوة المقاومة الشعبية،وتصفية اكبر عدد ممكن من الشباب ،الذين يعتبرون بنظر الاحتلال مقاومين مفترضين او محتملين.
فقد اصبحت كل سيارة في فلسطين مستهدفة وتشكل خطرا على الاحتلال، ويجب قتل من فيها،وكل من يمشي في الشارع مستهدفا،ومن يعمل في حقله وارضه معرضا للقتل،وحتى الذي في فراشه لا ينجو من القتل ولا يضمن ان لا تخترق رصاصات الاحتلال غطاءه وجسده،هذه رسائل دموية يرسلها الاحتلال للشعب الفلسطيني والعالم،بأن على سبعة ملايين ونصف المليون فلسطيني الرحيل من فلسطين، قبل ان يتم ترحيلهم الى الحياة الاخرى امواتا.
اثنتا عشرة جريمة ارتكبها جيش الاحتلال خلال اربعة عشر يوما،اغتيالا ورميا بالرصاص دون سابق انذار، في فلسطين المحتلة، معظمها في جنين ونابلس،والعالم يستمتع بالمشاهدة ويسترخي،ولا يحرك ساكنا،وفصائلنا صارت مثل زمبابوي وموزمبيق وموريشيوس وجيبوتي وغيرها تصدر بيانات الشجب والاستنكار والادانة.
حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة،على يد جيش الاحتلال، يجب ان تتوقف،ولا يمكن الاكتفاء باصدار البيانات المخزية والمعيبة والمستهلكة ،ولا يعقل ان يكون الرد بغيرالنهج المماثل والمؤلم ،الى جانب اثارة واستنهاض الامتين العربية والاسلامية والعالم ،من خلال تحرك سياسي ودبلوماسي وقانوني ،وعدم التوقف نهائيا عن هذا الجهد.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012