أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


أين الادارة الامريكية من مذبحة نابلس ؟

بقلم : كمال زكارنة
23-02-2023 05:37 PM

التصعيد مستمر ومتواصل منذ تشكيل الحكومة الاسرائيلية،والعمليات العسكرية مستمرة في جميع المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ولا تتوقف،وينتج عنها عشرات القتلى والجرحى والمعتقلين الفلسطينيين،ولذلك فان الاراضي الفلسطينية تتجه نحو الانفجار،بعد ان وضعتها حكومة الاحتلال على صفيح ساخن يغلي ،ووصلت الاوضاع الى حافة الانفجار،ما ينذر بتفجر الانتفاضة الثالثة وحرب مفتوحة في جميع الاراضي الفلسطينية.
المفارقة العجيبة،انه عندما قام شاب فلسطيني بالثأر لمذبحة مخيم جنين التي ارتكبها جيش الاحتلال ،وراح ضحيتها تسعة مواطنين فلسطينين،وقتل ذلك الشاب تسعة مستوطنين في القدس المحتلة،هرع وزير الخارجية الامريكي بلينكن الى الاراضي الفلسطينية فارعا دارعا مجنونا،حاملا خططا امنية واخرى للتهدئة ،كل ذلك من اجل حماية الاحتلال وتضامنا معه،ومؤازرة له على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني،واعلانا واضحا من الادارة الامريكية وتأكيدا لوقوفها مع الاحتلال واستعدادها للقتال معه ضد الشعب الفلسطيني،وفرضت ضغوطها على الدول العربية والسلطة الفلسطينية ،وتم سحب المشروع العربي المقدم لمجلس الامن الدولي بادانة الاستيطان الاسرائيلي فيي الاراضي الفلسطينية المحتلة ووقف اعمال الاستيطان،مقابل ما اسموه بالتهدئة والزام الجميع بوقف التصرفات احادية الجانب،فماذا جرى،قامت اسرائيل باجتياح نابلس وقتلت احد عشر فلسطينيا وجرحت مئة وعشرة،وقبلها قتلت العديد من الفلسطينيين في مناطق مختلفة،ولم تلتزم ببند واحد من الاتفاق الذي توسطت الادارة الامريكية لانجازه ورعايته،فماذا كان من الادارة الامريكية غير التعبير عن القلق وادارة الظهر للفلسطينيين والعرب عموما،ولم نسمع كلمة واحدة من بلينكن.
المؤكد والمعروف ان الحكومة الاسرائيلية مهما كانت تركيبتها،انها قبل الاقدام على عمل بهذا الحجم ،مثل اجتياح نابلس او غيرها،تقوم بابلاغ الادارة الامريكية وأخذ موافقتها على ذلك،او على الاقل الحصول على الضوء الاخضر منها،ويالتالي فان الادارة الامريكية شريك مباشر وتتحمل المسؤولية الكاملة عن كل ما تقوم به حكومة الاحتلال والمستوطنين في فلسطين المحتلة.
العودة الى مجلس الامن الدولي اصبحت اليوم ضرورة حتمية،والمطالبة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني والاراضي الفلسطينية ،يجب ان يكون مطلبا عربيا وفلسطينيا ،ومن خلال جامعة الدول العربية،اذ لا يمكن السكوت على كل الاعمال الاجرامية التي يقوم بها الاحتلال في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
نتنياهو يكرر نفس السيناريو،فقد زار الاردن وتعهد امام جلالة الملك عبدالله الثاني بعدة التزامات ،وما ان أدار ظهره وغادر عمان حتى نقضها كلها وخالفها جميعها،وما كاد يجف حبر اتفاق التهدئة بوساطة ورعاية امريكية حتى ارتكب مجزرة نابلس،هذا شخص غير موثوق وغير صادق ولا يفكر مطلقا بشيء اسمه سلام،فهو سراب حقيقي ولا فائدة من الجري خلفه وملاحقته سياسيا وتفاوضيا.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012