أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


باص أبو الياس الزرقاوي

بقلم : رشاد ابو داود
27-02-2023 12:29 PM

أتعمد أحياناً أن أسلك طريق الزرقاء عمان القديم . فهو شاهد على طفولتي وبداية شبابي. ولم يكن طريق الأوتوستراد قد أنشىْ أو خطط له أو حتى مجرد فكرة . كانت المنطقة التي أقيم فيها مجرد صحراء لا مجال للمرور فيها . أما الطريق القديم فكان يعمل عليه باصات أقل من أصابع اليد . الموقف الرئيسي أمام صيدلية الشعب أول شارع شاكر الذي يبدأ من وسط شارع الجيش قريباً من المخيم ويخترق المدينة الصبية الصغيرة حتى يصل الى أول الغويرية . وكان يشكل تقاطعات مع الشوارع الرئيسية وأكثرها أهمية وازدحاماً شارع السعادة عند تقاطع صيدلية مطالقة الأقدم في الزرقاء.
لم يكن موقفاً بالمعنى الحالي . فقد كان يتسع لباص واحد أمام صيدلية ومحل مجوهرات اسعيفان في الزاوية المقابلة لمطعم السلام . طبعاً مطعم فول و حمص وفلافل وساندويشات مع مقالي أو بدونها بقرشين ونصف . يتحرك الباص عندما يصل الآخر القادم من عمان . ومع أنه كان يحتل نصف الشارع الضيق الا أنه لم يكن يتسبب في أزمة مرورية أو حتى شكاوى من الناس . فلم يكن ثمة سيارات تمر من هناك ولا غير هناك في المدينة الا عدداً قليلاً جداً .
الكل كان يمشي . وربما لذلك كان الكل بصحة جيدة و لم يكن ثمة أمراض لا مزمنة ولا مستعصية . مستشفى الحاووز وعدد قليل من عيادات الأطباء و..الميرمية و الجعدة و والبابونج وحصى البان واليانسون ، كانت تكفي لعلاج أي مرض !
ربما يقول قائل أن عدد السكان كان أقل بكثير من اليوم و أن الطب لم يكن متقدماً كما الحال الآن وكان عدد الوفيات يتناسب مع عدد السكان لكن لم يكن في تلك الأيام وفيات بالجملة ولا وحش سرطاني يفتك بالبشر ولا قمح معدل جينياً يضاف اليه 'محسنات' تشوه وجه الرغيف الأسمر الذي كانت رائحته تشم عن بعد ، فاتحة الشهية لالتهامه مع حبة بندورة 'تُفغم فغماً' بدون شوكة و سكين وخيارة بدون تقطيع شرائح أو ما تيسر من حبات زيتون وكله من خير الأرض .
ما علينا ! تعددت الأسباب والموت واحد .
يصعد الركاب الى الباص ، من يصعد أولاً 'يحتل' المقعد الأمامي –ربما ليصل قبل الآخرين - . تمر عشر دقائق ، ربع ساعة . تتصاعد الأصوات ' يللا يا ابو الياس تحرك' ، ولا كأن أبو الياس هون . يعج على سيجارته ، ينفث دخانها في الباص . تتصاعد الأصوات أكثر . يلتفت الى الركاب والسيجارة في طرف فمه : ما بمشي ليمتلىء الباص . ولا يتحرك الا حين يعود اليه الكنترول ومعه ' الغلة' وما تبقى من بوليتات 'تذاكر' كانت ورقة صغيرة مطبوعاً عليها ثمن التذكرة واشياء أخرى اتذكر منها ' الزرقاء-عمان وبالعكس ' . وكان الآباء يعطوننا اياها نحن الأطفال فنفرح بلونها و بالحروف المطبوعة .
أبو الياس بوجهه الأبيض المحمر بفعل الشمس و شعره الأشيب أشهر سائقي تلك الباصات . كان حريصاً على مصلحة الركاب . وكلما كان يصعد راكب كان ينبهه بصوته الخشن ' أوع الجووورة' . والجورة كانت قاعدة 'الجير' محرك السرعة الطويل وقد اهترى جزء منها واصبحت تتسع لقدم راكب مستعجل . لكن ابو الياس لم يكن يستعجل الوصول الى عمان .
فعند عوجان كان يوقف الباص ليسلم على صديق له ، وفي آخر طلعة الرصيفة يقف مرة ثانية ليلف سيجارة ويشعلها بقداحته التي تعبأ بالكاز فيما الركاب يتذمرون . وعند الوصول الى عمان ..يهنىء الركاب بعضهم بالوصول بالسلامة !
كانت الباصات بطيئة بدون 'الباص الصريع' والطرق قليلة ونقطة الوصول معروفة . ليست كما اليوم ، المواصلات سريعة ، الطرق كثيرة ، لكن.. لا أحد يعرف ' لوين رايحين ' !!
صورة باص الزرقا القديم من صفحة الزميل الصديق محمود كريشان Mahmoud Aburassol

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012