كل الاردن | أ.د.عبدالله سرور الزعبي يكتب:الشباب بين المهارة والبطالة 3

الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024

أ.د.عبدالله سرور الزعبي يكتب:الشباب بين المهارة والبطالة 3 – 3

بقلم : الأستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي
31-03-2023 11:36 PM

وفقا لنموذج المسارات المهنية والنفاذية والتطور الوظيفي، الهادف إلى تخفيض نسبة البطالة ودفع عجلة الاقتصاد من خلال سد احتياجات سوق العمل من الفنيين والتقنيين والعمالة الماهرة، وذلك بإضافة مسار تعليمي مهني يوازي المسار الأكاديمي التقليدي. حيث يبدأ الطالب حياته الدراسية بعد الحضانة ورياض الأطفال بقضاء 12 عاماً في التعليم المدرسي منها 9 سنوات في التعليم الأساسي، ليصار بعدها الى التشعيب، بحيث يواصل 50 % من الطلبة دراستهم لمدة 3 سنوات في التعليم المسار الأكاديمي و25 % في التعليم المسار المهني و25 % في التدريب المهني.
بعد الانتهاء من التعليم المدرسي الأكاديمي والمهني، الذي يمكن الطلبة من الالتحاق في الجامعات أو الكليات الجامعية أو بسوق العمل، أما خريجو التدريب المهني يمكنهم الالتحاق في المسارات المهنية بالجامعات التقنية أو التطبيقية بعد مزاولتهم للمهنة لمدة لا تقل عن 4 سنوات في مجال التخصص.
الطلبة الحاصلون على الدرجة الجامعية المتوسطة يمكنهم الالتحاق في الجامعات من خلال التجسير (الذي يجب أن يتوقف) أو الالتحاق بالمسارات المهنية في الجامعات التقنية للحصول على البكالوريوس المهني، ويمكن لهم الالتحاق في برنامج الماجستير المهني بعد العمل لمدة لا تقل عن 3 سنوات في مجال التخصص لاكتساب المهارات المهنية التي تؤهلهم لذلك، ومن الممكن أيضاً استمرارهم في التعليم للحصول على الدكتوراة المهنية (من منطلق التعليم مدى الحياة).
إن جميع الشهادات والدرجات العلمية في كلا المسارين المهني والأكاديمي يفترض أن توطينها في المستويات المختلفة للإطار الوطني للمؤهلات الذي يتكون من 10 مستويات. ولهذه الغاية حصلت الجامعة على موافقة هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي في جلسة مجلس الهيئة المنعقدة بتاريخ 7/4/2021 لإدراجها في الإطار الوطني للمؤهلات.
إن نموذج المسارات المهنية والنفاذية والتجسير والتطور الوظيفي لحملة الشهادات المهنية سيؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة تؤهل الشباب لمهن المستقبل كما ستمكن المهنيين والفنيين من التعلم والتعليم مدى الحياة للارتقاء المهني والتقدم الوظيفي وإعداد كوادر بشرية لسوق عمل سريع التغير (الأمر الذي يلبي احتياجات أصحاب العمل الذين أشرنا لهم في بداية المقال)، ويحقق شعار التعلم والتعليم بهدف التشغيل لا التوظيف. وهذا ما أشار إليه معالي سمير مراد وزير العمل في كلمة له خلال رعايته المؤتمر الدولي للتعليم التقني تاريخ 19/12/2018 حيث قال إن جامعة البلقاء التطبيقية التقطت الإشارات الملكية السامية وسعت وما زالت لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتي يتابعها جلالة الملك وخاصة تطوير التعليم التقني باعتباره الطريق الوحيد للمساهمة في حل مشكلة البطالة وهو الطريق للنهضة الاقتصادية في القطاعات التنموية.
إن تنفيذ هذا البرنامج يحتاج إلى المهارات والكفاءات والمعارف المطلوبة من القائمين عليه للوصول بالملتحقين لأهداف الوظائف في عالم المستقبل وفي ظل التحولات الرقمية وعصر المعلومات المتغير والعولمة التي فرضت نفسها بقوة (رغم مخاطرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية)، مما تطلب البدء بتدويل التعليم، والسعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
إن العملية التعليمية تفرض تزويد الشباب بالمهارات العامة والمتخصصة والتي منها المهارات الحياتية والتواصل والتفكير الناقد والمسؤولية المدنية والقدرة على حل المشكلات وكذلك اللغوية منها (لهذه الغاية قمنا بإدخال برنامج كمبردج لتعليم اللغة الإنجليزية في جامعة البلقاء، الأمر الذي لقي معارضة من قبل البعض)، ومادة الريادة والابتكار والإبداع، والفلسفة، والقانون والمجتمع، والإعلام والمواطنة على ما أذكر وغيرها).
إن التجارب التي تعلمناها من خلال عملنا مع الكثير من المؤسسات الدولية والدعم المقدم منهم وخاصة الجانب الألماني (GIZ) والفرنسي (الداعمين وبقوة في ذلك الوقت لتطوير البرامج والتدريب ونقل المهارات) والكوري (الذي قدم دعماً ماليا رئيساً وإضافياً بلغت قيمته 6.415 مليون دولار من خلال (KOICA والإيطالي (الذي قدم دعماً بقيمة 15.5 مليون دينار) لجامعة البلقاء، وكذلك الجهات المحلية كالمبادرات الملكية السامية وشركة البوتاس العربية (لتحسين البنية التحتية والتكنولوجية) واستحداث كلية الذكاء الاصطناعي وتخصصات مهن المستقبل، من المفروض أن تحقق الهدف الذي أشار إليه الدكتور الوهادنة في مقاله جامعات القرن الحادي والعشرين.
بالإضافة إلى ما تحقق في البنى التحتية والتكنولوجية، كان التركيز منصباً لتحقيق حالة التوازن المالي للجامعة والتي وصلت له، الأمر الذي سهل علينا السير في طريق تأهيل الشباب وإعدادهم لاقتصاد المعرفة من خلال برنامج المسارات المهنية والتطور الوظيفي والبرامج المستحدثة (على الرغم من العقبات وضغط الراغبين بالبقاء بحالة السكون والمشككين، على الرغم من وجود الوسائل الكافية للتوثيق)، مؤمنين أن عملية نقل المعلومات وإدارة تخزينها وإعادة تحليلها في غاية الأهمية لقراءة الواقع والتنبؤ بالمستقبل، الأمر الذي يتطلب اتقان مهارات تكنولوجيا المعلومات، والمهارات المهنية التخصصية المختلفة التي تحتاجها مهن المستقبل.
إن برنامج المسارات المهنية والتطور الوظيفي إذا ما قدر له أن ينفذ وفقاً للخطة المرسومة له، فإنه من المفترض أن يحقق فعلياً أهداف التنمية المستدامة عن طريق تأهيل الشباب وإعدادهم لمتطلبات وظائف القرن الواحد والعشرين التي يجب أن تحققها الجامعات وبمتابعة حثيثة من أصحاب القرار.

الغد