أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


أ . د . عبدالله سرور الزعبي يكتب : المجتمع بين التضليل والحقيقة

بقلم : الأستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي
10-04-2023 01:57 AM

التطور التكنولوجي المتسارع ومرحلة التحولات الرقمية المواكبة للثورة المعرفية والمعلوماتية، وغيرها، سهلت الانتشار السريع لعمليات التضليل وخداع المجتمعات.
الكم الهائل من المعلومات المتاحة والتطبيقات التكنولوجية القادرة على انتاج اي محتوى اعلامي، يحتاج الى قدرة عالية من التفكير والتميز والتحليل لإطلاق الاحكام على مصداقيتها، ما يفتقده معظم افراد المجتمع، وخاصة اذا ما تم اطلاق المعلومات على شكل عواصف من الهجمات الاعلامية، التي لم تعد تتطلب انشاء مواقع الكترونية او شركات متخصصة، بل يكفي توفير عدد من الهواتف الذكية، والتي أصبحت أسلحة جاهزة بيد الكثير من افراد بعض المجتمعات غير الواعية لنتائج استخدامها، ولخلق غبار اعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بهدف الضغط احياناً على القيادات الضعيفة. مثل هذه الاساليب أصبحت ذات تأثير كبير على بعض أصحاب القرار المرعوبين اصلاً من ردود الافعال على قراراتهم، وهم على يقين في كثير من الاحيان ان اتخاذها يصب في مصلحة المؤسسة او الدولة.
انفلات ما يسمى بأعلام شبكات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت أسلوب حياة بالنسبة للشباب وخاصة العاطلين عن العمل وبعض الباحثين عن الشهرة، وافتقار الاعلام المهني الى الحرية والنزاهة وعدم القدرة للوصول الى المعلومة الصحيحة، والتي يتم اخفاؤها أحيانا عن قصد او غير قصد، يدفع الكثير من المواطنين للتكهن والتحليل، ما يتيح المجال الى ما يسمى بالأعلام الرديف او اعلام المعارضة ان يقوم بمهام التحليل والخروج على المجتمع بفيديوهات ونشرات يصعب التمييز أحياناً بين الحقيقي منها والمضلل، خاصة عندما تكون البيئة المجتمعية مهيئة لتقبل المعلومات المشوهة والصادرة احياناً عن أصحاب المصالح بطريقة مباشرة او غير مباشرة وبغض النظر عن المستوى الوظيفي لهم.
من الملاحظ ان الكثير من اعمال التضليل وتشويه الحقائق التي تنشر عبر وسائل التواصل والشبكات الإعلامية، تتم احياناً برعاية من بعض الشخصيات النافذة في المجتمع، والتي تتستر تحت ثوب الوطنية والفضيلة وبما يقدموه من وصايا عشرية او غيرها ونصائح متكررة للشباب وغيرهم، قادرين وبسهولة من خلال الهجمات الإعلامية من تحطيم اعظم الإنجازات واغتيال اكثر الشخصيات وطنية، لتحقيق المكاسب او لتمرير قرارات غير قانونية تخدم مصالحهم، قد يكون من الصعب تمريرها دون تحييد اشخاص بحد ذاتهم وعلى اطلاع بما يجري.
هؤلاء الظاهرون بثوب القداسة والفضيلة والناصحين للشباب والمجتمع يظهرون على عكس ما يقومون به من أفعال، وهم الأكثر توجيهاً للانتقادات لبعض مؤسسات الدولة وشخوصها في اللقاءات الخاصة والمغلقة، الامر الذي زعزع الثقة بالمصادر الرسمية للمعلومات.
اشتراكي في عدد من المجموعات الإعلامية، منحني فرصة المراقبة للكثير مما ينشر، ومن المؤسف اننا نجد ان عددا من المنشورات الصادرة عن بعض الأشخاص بعيدة عن الحقيقة، وقد تتحدث عن الاخلاق او الإصلاح او الفساد او التربية او الإخفاقات المهنية (اصحابها أنفسهم فاقدون لها)، مستخدمين أسلوب التلاعب بالمصطلحات وتحريف الحقائق والتكرار بالنشر عن طريق المجموعات الإعلامية المختلفة بهدف فرض الامر واقع.
في كثير من الأحيان يقوم البعض بنشر رسائل وفيديوهات تحتوي على جزء بسيط من الحقيقة بهدف تمرير الحزمة الاكبر من المعلومات المغلوطة لتشوية صورة بعض مؤسسات الدولة وشخوصها امام أبناء المجتمع، وخاصة الشباب منهم، الذي يعاني اصلاً من البطالة، وجاهز للانخراط في مثل هذه الاعمال.
أصحاب النشر والمحتوى الإعلامي الهادف لزعزعة المجتمع (من الداخل او من خلال المشاركة الخارجية) أصبحوا على دراية تامة باستخدام القنوات الرقمية كوسيلة استراتيجية أدت فعلاً لحدوث اختراقات للحيادية والموضوعية والنزاهة الإعلامية. عمليات التضليل الممنهجة تعتبر المثال الأفضل لتطبيق نظرية جوزيف جوبلز عندما قال أعطني اعلاماً بلا ضمير اعطيك شعباً بلا وعي.
المراقب يجد ان من اسباب انتشار اعمال التضليل وبث الاشاعة، قد يكون صمت العارفين بالحقيقة عن النطق بها من أصحاب المواقع المسؤولة الحالية او السابقة لأسباب غير مفهومة (وكان الامر لا يعنيهم بشيء).
التطور السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي للمعلومات الرقمية، أصبحت القاعدة الأساسية وستستمر لفترة طويلة، لا بل ستتوسع لا محالة، مما يهدد بيئة المجتمع المهيئة اصلاً لمناقشة اية مواضيع لها علاقة بالفساد او التقصير والظلم الوظيفي وغيرها من الأمور، والتي من الصعب تفنيدها، اما لعدم اتاحة الفرصة للمعنيين او لعدم الالمام بكافة المعطيات من قبل بعض قيادات المؤسسات او لخوفهم من الهجوم عليهم كما حصل مع أحد الكتاب خلال الأسبوع الماضي. ان مثل هذه الاعمال وبكل تأكيد تهدد سمعة المؤسسات على المستوى الوطني والدولي، وترقى الى مستوى جرائم التهديد بالهجوم السيبراني على مؤسسات الدولة.
لمواجهة ذلك ولحماية المجتمع والمؤسسات الوطنية وقصص نجاحها، أصبح من الضروري العمل على تحصين المجتمع ضد كافة اشكال التضليل المعلوماتي والذي بات يهدد سلامته والايمان بمؤسساتة.
قد تكون الموجهة عن طريق تنوع مصادر المعلومات المتاحة واثبات المصداقية وتكثيف حملات التوعية والانفتاح على الاعلام وتسهيل عملية تقديم المعلومة الصادقة والاشتباك المباشر وعبر وسائل الاعلام المختلفة.
مؤكدين ان قوة الاعلام المهني والحيادي لا بد له من محاصرة الاعلام الشعبوي والمضلل في معظم الأوقات. كما انه لمن الضروري تفعيل النصوص القانونية لملاحقة ناشري الاخبار الكاذبة والمضللة، التي لا محالة ستؤثر على عقول الشباب بسبب معاناته من البطالة والبعيد حالياً عن البيئة التي تؤمن له الحياة الكريمة. كما ان من واجب الحكومة مساعدة الاعلام المهني لكي يتمكن من تطوير ادواته في بيئة إعلامية جديدة تتناسب مع مرحلة التحولات الرقمية واعلام الميتافيرس.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012