أضف إلى المفضلة
السبت , 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المرأة في عملية الإصلاح الإداري

بقلم : الدكتورة ميرفت مهيرات
05-05-2023 05:04 AM

لعبت المرأة الأردنية أدوارًا حاسمة، ساهمت بشكل مُباشر في إحداث تغيير إيجابي في المُجتمع في المجالات كافة، حيث كانت رقمًا صعبًا على مُستوى السُلطات الثلاث، أكانت تنفيذية أم تشريعية أم قضائية.

وتلقى المرأة الأردنية اهتمامًا كبيرًا من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني، فهي دائمًا تُشغل حيزًا في فكره وتفكُره.. وما يدل على ذلك تأكيد جلالة الملك، في اليوم العالمي للمرأة، أن المرأة شريك أساس في تطور الأردن. كما يُشدد جلالته دومًا على أهمية توفير كل السُبل لتمكين المرأة، وزيادة مُشاركتها في القطاعات كافة، وتعزيز مكانتها في المجالات القيادية والإدارية.

ويُعتبر دور المرأة الأردنية في الإصلاح، أكان سياسيًا أم اقتصاديُا أم إداريًا، مُهمًا للغاية، فالمرأة نصف المُجتمع، ولديها حق كفله الدستور والقانون في المُشاركة الفعالة في صنع القرار، والمُساهمة في إعادة وتحسين بناء المُجتمع.

وعلى الرغم من الإنجازات التي حققتها المرأة الأردنية، إلا أنه ما تزال هُناك ضرورة لتغيير الثقافات والتقاليد السائدة، التي تُسهم بطريقة أو أُخرى في عرقلة مشاركة المرأة في الحياة العامة.

عندما يتم تمكين المرأة وإعطائها الفرصة الصحيحة السليمة، للمُشاركة بشكل كامل في مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، فإن ذلك حتمًا سيؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية، تعود بالنفع على المُجتمع بشكل عام. كما أن تمكين المرأة، من شأنها تحسين حياتها، ناهيك عن مُساهمة كُل ذلك في تحسين تعليمها في مُختلف مناطق المملكة، خصوصًا تلك النائية.

إذا ما أردنا، قطف ثمار إيجابية، فإن يتوجب على الدولة ومؤسساتها المُختلفة، وكذلك مؤسسات المُجتمع المدني، أن يكون للمرأة حظوة وفُرص تكون مُشابهة لتلك التي تُعطى للرجل؛ خاصة في مجالات: الصحة والتعليم والعمل والمُشاركة السياسية بأنواعها.

للأسف، ما تزال هُناك تحديات ومُعيقات تواجه دور المرأة في الإصلاح، والتي تتمثل في: التمييز والظلم والفقر والجهل والفساد، وغيرها من مشاكل اجتماعية تؤثر سلبًا على الوطن والمواطن، إذ إن التحدي لهذه المشاكل والسعي لإيجاد حلول لها، يساهم في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.

حيث أن تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين في مكان العمل غير عالم العمل بسرعة خصوصا مع التقنيات الحديثة التي تواجه الأساليب التقليدية لإدارة مكان العمل.

ونتيجة لذلك، تتجه المنظمات نحو الإصلاح الإداري لتحسين الكفاءة والإنتاجية تلعب النساء دورًا مهمًا في هذه العملية، حيث إن قيادتهن ورؤيتهن يمكن أن تساعد في إطلاق حلول واستراتيجيات جديدة للنجاح التنظيمي.

ولطالما ناضلت وتناضل النساء من أجل إسماع أصواتهن والاعتراف بوجهات نظرهن، ومع ذلك، على الرغم من التقدم، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان حصول الرجال والنساء على فرص متكافئة حقًا في مكان العمل.

يوفر الإصلاح الإداري فرصة فريدة لتحقيق تكافؤ الفرص؛ من خلال تقديم استراتيجيات تؤكد على أهمية التنوع والشمول للمنظمات إنشاء ثقافة تكافؤ الفرص، وهذا يشمل تعزيز وحماية المساواة في الأجور، والدعوة إلى ترتيبات عمل مرنة، وخلق بيئة عمل آمنة وداعمة لجميع الجنسين.

عندما يتعلق الأمر بالإصلاح الإداري يمكن للمرأة أيضًا أن تلعب دورًا في تعزيز أفضل الممارسات، من خلال الاستفادة من خبرتهن المهنية وفي تحديد الحلول المصممة خصيصًا لاحتياجات مؤسستهم.

يمكن أن يشمل ذلك تحسين العمليات التنظيمية، مثل تبسيط العمليات وتبسيط الاتصالات، أو الدعوة إلى المزيد من التدريب الفعال وفرص التطوير لجميع الموظفين ومن خلال دعم وقيادة المبادرات التي تعزز ثقافة الشمولية والاحترام، فيمكن للمرأة أن تضمن أن منظمتها تخلق مكان عمل يشعر فيه الجميع بالتقدير والاحترام.

من خلال القيام بذلك، ستكون المنظمات قادرة على جني ثمار مكان عمل أكثر شمولاً وإنتاجية. تلعب المرأة دورًا حاسمًا في الإصلاح الإداري، حيث يمكنها أن تكون عاملة إيجابية في العملية التغييرية وتحسين الأداء الإداري والمؤسسي. وبالنظر إلى الدور المهم الذي تلعبه المرأة في المجتمع، فإن تمكينها وإشراكها في العملية الإصلاحية سيساعد على تحقيق النجاح والاستقرار في الأنظمة الإدارية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرأة أن تساعد في إحداث التغيير الإداري من خلال العمل على تحقيق الشفافية والمساءلة والمشاركة المجتمعية في العملية الإدارية، وعندما تكون المرأة جزءًا من عملية الإصلاح الإداري، فإنها تمثل صوتًا قويًا للتأثير على التغييرات الجذرية في المؤسسات.

يمكن للمرأة أن تحقق هذا المحوري في الإصلاح الإداري في تحسين أداء المؤسسة التي تتولى قيادتها عن طريق العمل كموظفة في القطاع العام أو الخاص، أو كعضو في الجمعيات المدنية والمؤسسات غير الحكومية التي تعمل على تحسين الأداء، وذلك من خلال تحديد المشكلات والتحديات التي تعترض العمل الإداري وتحديد الخطط الاستراتيجية اللازمة لتحسين الأداء وتطوير العمليات الإدارية.

إلى جانب ذلك، فهي تعمل على تحسين مهارات فريقها الإداري بتحسين التواصل وتشجيع التفاعل والمشاركة في صنع القرارات وتطبيق أساليب القيادة الحديثة.

كما يمكنها تحديد الأهداف والمؤشرات الحاسمة للقياس وتقييم الأداء لمتابعة التحسين المستمر وضمان تحقيق النتائج المرجوة. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أيضًا العمل على تحسين علاقتك بالموظفين وتشجيعهم على التفاني في العمل والعمل بجهد وتطوير المهارات والقدرات اللازمة لتحسين الأداء الإداري. ويمكنك تطوير نظام مكافآت وتشجيع يحفزهم على التفوق وتحقيق الأهداف المحددة.

وأخيرًا، يمكنك العمل على تحسين عمليات الاتصال الداخلي والخارجي وتحسين سمعة المؤسسة وزيادة الثقة فيها من خلال تطوير العلاقات مع العملاء والشركاء والموردين والجمهور بشكل عام.

ومن خلال هذه الجهود المتكاملة، يمكنك تحقيق نتائج إيجابية وتحسين أداء المؤسسة وتحقيق الأهداف المرجوة. ويمكن للمعنيين بعملية الإصلاح الإداري إشراك المرأة عن طريق تشجيع مشاركتها الفاعلة في العمليات الإدارية المختلفة وتعزيز دورها في صنع القرار من خلال:

1- توفير فرص التدريب والتطوير: يمكن أن تكون التدريبات وورش العمل المتاحة في المؤسسة فرصًا مثالية لتطوير قدرات المرأة في المؤسسة وتمكينها من المشاركة في العمليات الإدارية بصفة فعالة.

2- تشجيع التوازن بين الجندر: يجب أن تعمل المؤسسة على تشجيع التوازن بين الجندر في كافة الأدوار والمراكز الإدارية. ويمكن القيام بذلك من خلال إنشاء برامج لتعزيز المساواة بين الرجال والنساء في الوصول إلى الفرص المتاحة وتعزيز الوعي حول أهمية تمكين المرأة في المؤسسة.

3- تعزيز التفاعل والمشاركة: عن طريق تشجيع التفاعل والمشاركة الفاعلة في العمليات الإدارية المختلفة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير منصات للتواصل والتفاعل الفعال بين جميع أفراد المؤسسة.

4- تعزيز دور القيادة النسائية: من خلال تعزيز دور القيادة النسائية وتمكين المرأة من القيادة في المؤسسة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير فرص التدريب والتطوير للمرأة اللواتي يرغبن في تطوير مهاراتهن القيادية.

5- توفير دعم متكامل: توفير الدعم المتكامل للمرأة في المؤسسة، بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي والمادي، وذلك لتمكينها من المشاركة الفعالة في العمليات الإدارية.

6- تحديث السياسات والإجراءات: تحديث السياسات والإجراءات في المؤسسة لتعزيز تمكين المرأة وتشجيع مشاركتها الفعالة في العمليات الإدارية.

7- الاستفادة من الخبرات النسائية: الاستفادة من الخبرات النسائية وتشجيع تبادل المعرفة والخبرات بين الرجال والنساء في المؤسسة.

8- توفير بيئة عمل ملائمة: توفير بيئة عمل ملائمة وخالية من التمييز والعنف الجنسي.



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012