أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


السلام الحقيقي هو زوال الاحتلال

بقلم : شحادة ايو بقر
14-05-2023 05:42 AM

في عقود خلت، كان العرب جميعا وفي مقدمتهم الفلسطينيون، يحاربون من أجل استعادة فلسطين كاملة من البحر إلى النهر.

هذا لم يتحقق، واستهلك مئات آلاف الأرواح والجرحى وأفرز ملايين المهجرين وأنتج صنوفا لا تحصى من أشكال المعاناة ليس للشعب الفلسطيني وحسب، وإنما لكل دول الجوار وما خلف الجوار، وجعل من الكيان الإسرائيلي معسكرا تحميه وتدعمه بالسلاح والمال والسياسة وكل ما يضمن تفوقه العسكري على العرب، دول الظلم الكبرى التي غرسته اصلا جزيرة في بحر بشري عربي خدمة لمصالحها، ووسيلة لضمان تشتت العرب، وجعلهم رهائن لاستراتيجياتها وسياساتها، وهذا تحقق وبضوح لا لبس فيه، عندما انتج ذلك خصاما بين الشعوب العربية وقياداتها، على خلفية لوم الشعو? لأولئك القادة تاريخيا، بتهمة مداراتهم للغرب الداعم للكيان الإسرائيلي.

ما سلف من المقال هو استعراض طفيف لماض مر مؤلم وعلى الجميع قادة وشعوبا معا.

اليوم يقبل الفلسطينيون والعرب بوجود الكيان الإسرائيلي، ولكن داخل حدود عام ١٩٤8، وقدموا لإثبات ذلك مبادرة سلام تطالب بإنهاء الاحتلال مقابل سلام كامل وتعايش وعدم اعتداء.

لكن الكيان الإسرائيلي، الذي استغل تشتت العرب واستولى على الأرض المحتلة بزرعها شبه كاملة بما يسمى مستوطنات وهي في حقيقتها مستعمرات بناها محتلون وفقا للقانون الدولي، زاد من صلفه ووجد نفسه غير مجبر أو حتى مضطر لإنهاء احتلاله ارض العرب، لا بل تمادى أكثر بأن صارت عيونه صوب دول عربية أخرى، مستخفا بأمة ذات حضارة وتاريخ يتجاوز تعدادها ٤٠٠ مليون نسمة.

اليوم العرب يائسون، والإسرائيليون خائفون مرتجفون، وبالذات حكماؤهم ومفكروهم من قادتهم العسكريين والامنيين السابقين وفقهاء السياسة والتاريخ فيهم، لكن اليمين المتطرف الحاكم كشف حقيقة أن صراعهم معنا، صراع ديني يلبسونه أمام العالم لبوس السياسة والأمن والتهديد الذي يسمونه أمام العالم إرهابا.

وعليه، فإن بين يدي القمة الوشيكة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، فرصة تاريخية لموقف جدي نهائي عربي يعيد طرح مبادرة سلام عربية تؤكد القول: أخرجوا من الأرض العربية المحتلة واعترفوا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وأقروا بالسيادة السياسية الفلسطينية على الضفة الغربية وغزة وبالوصاية الهاشمية على المقدسات، وأخرجوا من الجولان ومزارع شبعا، وعندها فلكم الأمن والسلام والتعايش، وتبادل السفراء والقبول بكم في المنطقة، وإلا فكلنا خصوم لكم لن نتعاون معكم ولن نطبع معكم، وستتحملون المسؤولية كاملة عن كل قطرة دم تر?ق على أرض فلسطين.

خلاصة القول.. السلام معناه انهاء الاحتلال كاملا. وإلا فإن أي حديث آخر هو مجرد مضيعة للوقت نحو مزيد من الصدام والدمار والتشريد والبؤس والمنطقة كلها.

فلسطين أمانة دينية تاريخية حضارية سيسأل عنها كل عربي وكل مسلم يوم الدين. الله من أمام قصدي.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012