أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
9632 جولة تفتيشية نفذتها الغذاء والدواء خلال شهر رمضان الملك من المفرق: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في المفرق - أسماء القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدة غزة بمشاركة دولية - صور الصفدي لإيران وإسرائيل: لن نسمح لكما بيربوك للصفدي: لم تغمض لنا عين بسبب الهجوم الإيراني الملك يفتتح شركة "بيا" لحياكة الأقمشة في المفرق بريزات: مخالفات كانت قد تؤدي بوضع البترا في قائمة التراث العالمي المهددة المبيضين: وسائل إعلام لم تستجب لتعديل اخبار غير دقيقة خلال الضربة الإيرانية التعليم العالي للجامعات: لا تعقدوا الامتحانات خلال الاعياد المسيحية %82 انخفاض عدد زوار البترا في نيسان البريد الأردني يطرح إصداراً جديداً من الطوابع التذكارية ... (الأردن يدخل العصر النووي) الأردن يسيّر 75 شاحنة جديدة إلى قطاع غزة الديوان الملكي: سر بنا للفخار والعلا .. علمنا عالٍ الضمان: 3612 دينارا الحد الأعلى لأجر المؤمن عليه الخاضع للاقتطاع
بحث
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024


عيوب تشوب معايير تقييم أداء رؤساء الجامعات الرسمية

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
20-05-2023 10:36 PM

قبل أيام صدر قرار مجلس_التعليم_العالي بإعفاء ثلاثة رؤساء جامعات رسمية من مهامهم ،وذلك في ضوء نتائج تقييم أدائهم الذي تم إجراؤه ومراجعته من قبل لجنة عليا مكلفة بهذا الخصوص.ويتساءل المرء هنا عما إذا كان الرؤساء الذين تم إعفاؤهم هم فعلا الأضعف في أدائهم، وكذلك فيما إذا كان الرؤساء الذين بقوا في رئاساتهم هم الأفضل أداءا .؟
بغض النظر عن الإثارة والأقاويل والإشاعات التي ترافق عملية التقييم ونتائجها والإعفاء للرؤساء ،فإن دواعي الموضوعية تقتضي أن لا نسارع الى ربط نتائج التقييم مع مواقفنا الشخصية وعلاقاتنا الخاصة مع هذا الرئيس أو ذاك.
تقييم الأداء وكمل يدل المصطلح سواء لرئيس الجامعة أو لأي شاغل وظيفة ينبغي أن يستند إلى أداء الشخص وما يقوم به ،وما يمتلكه من قدرات ،وما ينجزه على الأرض.وعليه فإن معايير التقييم وأسسه ومؤشراته تكتسب أهمية خاصة حيث ينبغي ان تكون مشتقة من طبيعة المهام والواجبات المناطة برئيس الجامعة أو غيره من شاغلي المواقع القيادية في مؤسساستنا الأكاديمية والإدارية. ونؤكد في هذا الصدد أنه في ضوء حالة الضبابية و الغموض أو ابتعاد المعايير عن قياس ما ينبغي قياسه فإن هذه المعايير تفتقد الى المصداقية (Lack of Validity) وبالتالي فلا يتوقع منها ان تفرز بأي حال من الأحوال تقييما صادقا لأداء رئيس الجامعة أو نوابه أو عمداء الكليات.
إن أي مراجع منصف لمعايير تقييم أداء رؤساء الجامعات الرسمية يلاحظ بأن جل هذه المعايير هي ليست تحت سيطرة رئيس الجامعة ، وان قدرته على التأثير في كثير من الجوانب محل التقييم تتراوح بين معدومة الى ضئيلة. تتضمن معايير تقييم رؤساء الجامعات اربعة عشر معيارا وتشمل سير الجامعة نحو العالمية ،والتدريس،والإعتماد وضمان الجودة،والبحث العلمي،والتطوير والدراسات العليا،والموارد البشرية،والامور المالية وضبط النفقات،والادارة والإجراءات الادارية،والبنية التحتية،والبيئة الجامعية ،والحاكمية،وتنمية المجتمع،والالتزام بقرارات مجلس التعليم العالي .والحقيقة ان رؤساء الجامعات محل التقييم فاقدون للسيطرة على ابرز هذه العوامل والمعايير الا وهو الجانب المالي. فالجانب المالي هو المحرك الأهم والأبرز في قضايا البنية التحتية والإستثمار وضمان الجودة وحوافز الكوادر الإدارية والأكاديمية،وتوفر المعدات والمختبرات وإدامتها،والإبتعاث، ووجود حوافز حقيقية للبحث العلمي وما تتضمنه من دعم المؤتمرات ومشاركة اعضاء هيئة التدريس في الملتقيات العالمية الخارجية.لا اعلم كيف يمكن تقييم أداء رؤساء جامعات في مجال البنية التحتية إذا كانت جامعاتهم منشأة حديثا وتحتاج الى ملايين الدنانير لإنشاء مباني ومختبرات وبنية تحتية متكاملة! من أين يأتي المال لهؤلاء الرؤساء ليتم تقييم أدائهم في ضوء هذا المعيار! أما من حيث الاستثمار فلا أعرف كيف يمكن أن يستوي هذا المعيار في غياب القدرات والإمكانات المالية لدفع الرواتب الشهرية للعاملين في الجامعات !ولا اعلم كيف يمكن أن تستوي هذه المعايير بفقدان رؤساء الجامعات السيطرة على قبول الطلبة وعلى إيرادات الجامعة “الدفترية” من الطلبة المبتعثين من قبل الجهات الرسمية والتي لا تدفع رسومهم او/و تماطل في دفعها مما يضطر الجامعات للإستدانة من البنوك مقابل الفوائد العالية مما يغرق الجامعات بمديونية متراكمة.أما بالنسبة لمعيار الحاكمية في الجامعة فهي محكومة بقوانين التعليم العالي وأنظمته وتشريعاته ودور رئيس الجامعة متواضع في هذا المجال إذ أنه يتأثر بعوامل واعتبارات تقديرية وشخصية كما وتتأثر برؤى جهات خارجية معروفة ويصعب إخضاعها لمسطرة التقييم.
إن الشخصية الاعتبارية وما يترتب عليها من استقلال مالي وإداري للجامعات هي صورية ولا تصمد أمام الواقع وبالتالي فإن تقييم رؤساء الجامعات استنادا للمعايير الواردة أعلاه هو تقييم ليس موضوعيا ولا تعكس نتائجه واقع الأداء الفعلي لهؤلاء الرؤساء وذلك انسجاما مع القاعدة العامة التي مفادها أن ما يبنى على الخطأ فهو خطأ ونتائجه لا يعتد بها.معايير تقييم أداء رؤساء الجامعات يمكن أن تصلح ولو نسبيا للجامعات الخاصة حيث سلطاتها بيدها ،واستثماراتها من اموالها، وقراراتها من صنعها. في ضوء ذلك فإن خروج بعض الرؤساء ودخول آخرين لا يرتبط باعتبارات ومعايير تقييم أداء رؤساء الجامعات السالفة الذكر وإن هذه المعايير غير الموضوعية وتستخدم لإقصاء أو إبقاء رؤساء الجامعات في ضوء اعتبارات نجهلها أو أفضل ما يقال بها اعتبارات غير معلتة.
نحن لا ندافع عن احد ولكن نقول أن من خرج من رؤساء الجامعات ليسوا هم الأقل كفاءة ولا من بقي منهم هم الأفضل أداءا .ان مراجعة هذه المعايير وتصويبها وربطها بالمجالات والجوانب التي هي فعلا تحت سيطرة وتأثير رؤساء الجامعات، واستبعاد المؤثرات والتدخلات الخارجية سواء من التعليم العالي أو غيره يشكل الأساس لتقييم موضوعي صادق لأداء رؤساء الجامعات فهل من مدكر.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012