أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


بإيجاز .. ذكرى النكبة والمثقفون العرب

بقلم : د.عزت جرادات
21-05-2023 10:39 PM

كانت جمعية الشؤون الدولية على موعد مع المؤرخ العربي بروفسور علي محافظة في ندوة حوارية إحياءً لذكرى النكبة، ذلك المصطلح الذي يُعرف ويعبّر عن نكبة فلسطين وشعبها عام -1948- وصدمة الأمة العربية تتجرع مرارة الهزيمة في الحرب العربية- الإسرائيلية.

وكانت منظمة الأمم المتحدة قد احتفلت في مقرها في نيويورك إحياءً للذكرى-75- للنكبة الأول مرة، بعد قرارها -181- بتقسيم فلسطين... وكانت النكبة.

وعودة إلى ندوة جمعية الشؤون الدولية، فقد نقلنا البروفسور علي محافظة إلى جو من الثقافة والفكر في حديثه حول- دور المثقفين والمفكرين العرب في التعامل مع النكبة. كانت قليلة تلك الأعمال التي درست النكبة بمنهجية البحث العلمي، وكانت غالبية الإنتاج الثقافي والفكري خاضعة لبعديْن: العاطفة والجيوسياسي العربي، فكان من البدَهي أن تصدر مئات الكتب عن النكبة تفتقر إلى تلك الموضوعية في تحليل النكبة: مناجاً وأسباباً ونتائجاً.

كان أول من كتب في النكبة بمنهجية المؤرخ والتأريخ، بروفسور قسطنطين زريق بعنوان- النكبة: 1948- باللغة الإنجليزية بعد ثلاثة أشهر من النكبة حيث المناخ العربي، تخلّفاً وضعفاً: حضارياً واجتماعيا وسياسياً، وجاءت بعد ذلك بعض المؤلفات على ذلك النهج العلمي، ولكنها لم تُترجم إلى لغات أخرى، وكأنها كانت موجهة للأمة العربية حيث كانت نسبة الأمية فيها تصل إلى ما يزيد على (70%).

وفي الجانب الآخر كان نشاط المؤرخين الصهيونيين يعتمد الأرشيف الإسرائيلي المَعلن والرسمي والذي يعتمد تزييف الحقائق. وأنتشر انتشارا واسعاً وعالمياُ؛ فثمة ادعاء صهيوني أن الفلسطينيين اختاروا الهجرة الطوعية تلبية لطلب الخطاب الإعلامي العربي الرسمي.

وبعد كشف الأرشيف الإسرائيلي، اصطدم أولئك المؤرخون بالحقائق، فمجزرة (دير ياسين) مثلا، أدت إلى نشر الرعب والهلع في القرى العربية التي تم تدمير ومسح (400) قرية خلال أسبوع قامت بها العصابات الصهيونية... وأعاد بعض هؤلاء المؤرخين صياغة آرائهم من جديد بناءً على تلك الحقائق والجرائم.

كان القصور العربي، ثقافياً وفكرياً وتاريخيا، واضحاً في عدم الاهتمام بذلك الأرشيف الإسرائيلي، وإعادة صياغة خطاب عربي جديد في النكبة وفي القضية الفلسطينية برمتها.

كانت تلك الندوة، غنية بما قدمه البروفسور علي محافظة من معلومات وتحليلات عميقة من جهة، وفي المداخلات التي قدّمها الحضور من جمعية الشؤون الدولية واصدقائها، من جهة أخرى.

ولا يسع المرء الا أن يُعرب عن التقدير الكبير للبروفسور محافظة على هذا العطاء الفكري القيّم، وللجمعية، مؤسسة ثقافية وأعضاءً ومفكرين.

فلعلّها تنفع الأجيال.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012