أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم سلطة إقليم البترا تطلق برنامج حوافز وتخفض تذاكر الدخول ارتفاع أسعار الذهب 60 قرشاً محلياً 186مقترضا من مؤسسة الإقراض الزراعي في الربع الأول من العام وزير الأشغال يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري تراجع زوار المغطس 65.5% في الربع الأول من العام الحالي طقس دافئ في معظم المناطق وحار نسبيًا في الاغوار والعقبة حتى الثلاثاء وفيات السبت 20-4-2024 نتيجة ضربة جوية مجهولة المصدر : انفجار هائل في قاعدة عسكرية سستخدمها الحشد الشعبي حماس: ادعاء بلينكن أننا نعرقل وقف إطلاق النار انحياز لإسرائيل حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه الحنيفات: القطاع الزراعي لم يتأثر بأزمة غزة وأسعار منتجات انخفضت التنمية تضبط متسولًا يمتلك سيارتين حديثتين وله دخل شهري 930 دينار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


انتبهوا .. الائتلاف الوطني يتصدّع

بقلم : حسين الرواشدة
06-06-2023 04:48 AM

‏ما يحدث داخل حزب «الائتلاف الوطني»، مؤسف وخطير، مؤسف لأن التصدعات التي ضربت مداميك الاندماج بين «زمزم» و»الوسط الإسلامي»، هزت أهم مشروع حزبي -بتقديري- كان يمكن أن يقدم نموذجا ناجحا للمصالحة والتوافق بين إدارات الدولة والمجتمع، وخطير لأنني اتوقع أن تنتقل عدواه لأحزاب أخرى، خاصة الجديدة، مما يضر بالتجربة الحزبية التي تشكل «الناقل الوطني» لعملية التحديث السياسي، وبوابة الدخول للمئوية الثانية للدولة الأردنية.

‏كنت أراهن على العقلاء في الحزب أن «يلمّوا الطابق»، وينتصروا لمشروعهم الذي آمنوا به، وقدموا من أجله ما يملكون من جهد ومال، لكن يبدو ان غياب، أو تغييب هؤلاء، دفع الجميع إلى الجدار، او ربما أغرى بعض الذين يريدون أن يستأثروا بالكعكة، أو الآخرين الذين أعتقدوا أن الحزب مشروعهم الخاص القابل للتوريث، أغراهم على المكابرة والتمترس خلف غنائمهم ومكتسباتهم التي انتزعوها بلا وجه حق، وبالتالي انقسم الحزب إلى فسطاطين، أحدهما يعتقد أن مشروعه أصبح مهددا، ولابد أن يدافع عنه ويستعيد شرعيته، والآخر مصر على أن اللعبة انتهت، و أنه لا مجال للتراجع عن الانتصار الذي حققه، بصرف النظر عن التفاصيل والتوافقات التي تمت في الغرف المغلقة، او تحت الأضواء.

‏ما حدث، بالطبع، لم يعد سرا، فقد بعث أمين عام الحزب رسالة تهديد للأعضاء الذين اتهمهم بأنهم أساءوا لسمعة الحزب وقيادته، وتوعدهم باتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت عليه هذا الفعل، وبعد ساعات أصدر نحو 120 من كبار أعضاء الحزب بيانا اتهموا فيه قيادة الحزب وأمينه العام بالانحياز لمجموعة من الأعضاء، على حساب غيرهم، مما شكل انتكاسة للمسار، وتهميشا للمرأة والشباب، كما اتهموه بتشويه هوية الحزب، وإضعاف قدرته على التمثيل السياسي ( أكثر من ست محافظات لم تمثل في المكتب التنفيذي للحزب )، ثم استخدامه الحزب لأغراض شخصية، كما طالبوا في بيانهم أعضاء الحزب بالدفاع عن مشروعهم الوطني، وتصويب مساره، واستعادة شرعيته السياسية والتنظيمية.

‏ أعرف تفاصيل ما جرى منذ شهور، لكنني لا أريد أن أحمّل طرفا دون آخر مسؤولية ما حدث، المسألة تبدو أعمق مما يطفوا على السطح، أريد أن أشير، أولا، إلى أن هذا «الزلزال « سيكون له ارتداداته، وربما يتسبب بتدمير واحد من ابرز المشروعات الوطنية الحزبية التي تشكل عامل توازن وطني بين الديني والسياسي، فالحزبان خرجا من عباءة جماعة الإخوان، وطرحا، على مدى السنوات الماضية، أفكارا ألهمت الآلاف من الأعضاء الذين انتسبوا للحزب على قاعدة المشروع الوطني.

أشير، ثانيا، الى ان الحزب تعرض لضربتين، إحداهما من كبار مؤسسيه الذين تخلوا عنه، بعد أن أدركوا أنه لم يبق لهم نصيب من المواقع القيادية، و الأخرى من الذين هبطو عليه بـ»المظلات» واختطفوه إلى حيث مصالحهم الشخصية، أشير، ثالثا، إلى أن التوافقات التي جرت، قبل الانتخابات، تم افشالها (لا تسأل كيف؟)، مما ولّد حالة من الشعور بالإقصاء لدى كتلة كبيرة، معظمها من الشباب والنساء، مقابل حالة أخرى من الاستقواء لدى كتلة استولت على المشهد، فأخذتها عزة الفوز إلى الإصرار على عدم التنازل، أو التوافق أيضا.

‏أشير، رابعا، إلى أن ثمة أيدي خفية لها مصالحها بإضعاف الحزب، أو طرده من مارثون السباق بالانتخابات، وأخرى ربما لها حساباتها الخاصة، ولا علاقة لها بالمشروع، هذه الأيدي من داخل الحزب، أو من خارجه، عبثت أو حرضت او تدخلت بأشكال مختلفة للدفع نحو الانقسام والمكاسرة، وأوغلت صدور بعض الأعضاء للانتقام من بعضهم، حتى لو كان المشروع هو الخاسر.

‏أعرف أن القارئ الكريم الذي يتابع ما جرى داخل الأحزاب، من استقالات وصراعات، سيمد لسانه لنا جميعا، لانه يشكك أصلا بجدية التجربة كلها، هذا يدفعني لتنبيه إدارات الدولة، و النخب الحزبية، لاستدراك أي خطأ، ومعالجته على الفور.

يكفي ما وصل من رسائل لتيئيس الأردنيين ودفعهم إلى الانكفاء، والاستقالة من أي عمل وطني، يكفي ما حصل لبلدنا نتيجة الوصايات وسوء تقدير النتائج، نريد أن ينجح مشروع التحديد السياسي، لأنه مشروع الملك الذي ضمنه أمام الأردنيين، أرجوكم لا تفسدوا هذه التجربة، لأنها ستقرر مستقبلنا.

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012