هناك الكثير من المقولات الشعبية التي لم تأتي عبثاً ومنها على سبيل المثال وليس الحصر 'أعطي الخبز لخبازه لو أكل نصة' وهذا يعني بأبسط التعبيرات أن المهام يجب أن توكل لأصحاب الخبره والتجربة و'الكار'. واشك اننا لا نزال نتعامل مع الرياضة بالفزعة لأنها كالفن.

في البداية كل الاحترام والاجلال للنشامى والأماني لهم بالتوفيق .ولكن لا بد من التذكير أن لاعب المنتخب الوطني عليه ان يعي ماذا يعني هذا الموقع له ولكل ابناء وطنه ، فهو الممثل الذي وصل الى موقعه هذا لإستحواذه على حزمة من المؤهلات مكنته من تمثيل بلده ، ونجاحه وزملائه في هذه المهمة له انعكاساته الايجابية على الوطن في كل مناحي الحياة ، منها رفع المعنويات وتجسيد للوحدة الوطنية، والكل يعلم أن حاجات الانسان الرئيسية مادية ومعنوية، وقد تتقدم المعنوية على المادية في أغلب الاحيان.

ولنعود الى كيفية اختيار اعضاء المنتخب وهل تنجز بطرق سليمة؟ أشك في ذلك واعتقد أن عوامل كثيرة تتدخل، قبل عقدين ونيف كان لي حضور في الساحة الرياضية وسألني أحد الزملاء الصحفيين، عن توقعي لتشكيلة النتخب الوطني لكرة القدم فكانت اجابتي بالاعتذار مع قدرتي على توقع تشكيلة المنتخب الايطالي، لانهم على الغالب معروفين للجميع، أما عندنا فالمكلف بالاختيار، الهامش المتاح له ضيق .فهو ملزم بأخذ العدد الأكبر من الفيصلي وعدد يجب ان يكون اقل من الوحدات وكذلك عدد صغير من الرمثا وبعدها يوعز له من اصحاب القرار بعدم الاحراج ' خذلك واحد من الأهلي وكذلك الجزيرة' أما باقي الاندية وكذلك اندية الدرجة الأولى لا يمكن اشراك أي لاعب مهما كانت قدراته. وعلى ضوء ذلك يتباهى الفيصلاوية بأن ثلثي المنتخب منهم وهكذا.
علاوة على ذلك تجد لاعب المنتخب يشارك مع النادي وكذلك مع فريق المؤسسة سواء كانت عسكرية أو مدنية ومع المنتخب .هذا يعني انه يتعامل مع ثلاثة مستويات من الفرق وثلاثة مدربين .وعادي جداً أن تقام المباريات وكذلك التدريب على ملاعب ترابية واسفلتية وترتان ونجيل هذا اذا ما شارك في فرق حارات وخماسي. والأهم من كل هذا ان امره بيده يمارس حياته بالطريقة التي تناسبه في السهر والأكل والتداوي دون الرجوع الى المعنيين لأنه بالاصل بلا والي.

ولنعود الى مقدمة المقال وهي المتخصصين واصحاب القرار اين هم في الادارات الرياضية؟ ولو نظرنا الى قيادة اتحاد كرة القدم أصحاب الخبرة والمعرفة وجودهم لا يتعدى ديكور ومكبلين لا يمكنهم ابداء أي آراء قد تقلق الكبار ، وأتسائل كم منا يستطيع توجيه نقد لإتحاد كرة القدم بصورة علنية، أنا متأكد لا أحد.كون رئيس الإتحاد الأمير علي مع كل الاحترام والتقدير. وسمو الأمير لايزال رئيس منذ أكثر من اثني عشرة عام وأنا متيقن بأن رئيس الاتحاد وفريقه لم يكونوا يوماً لا لاعبين ولا اداريين ولا حكام فكيف لهم ان يتفهموا احتياجات مكونات اللعبة .اجزم أن الموضوع في عداد المستحيل وليس الصعب.والأهم أن الحقل رياضة تنافسية وليست رياضة للجميع .

ما شكل ونوع الخطة التي أعدت لفريق الشباب الذي شارك في كأس العالم؟
أنا بتقديري أرى على اتحاد كرة القدم التنحى وانتخاب ادارة جديدة ببرامج قابلة للتنفيذ و بمقدورنا محاسبتهم . والمنطق يقول اذا كان في هذا الموقع مغنم وقطف ثمار لابد أن يتقلده آخرون واذا العكس مغرم وبذل وجهد لا بد من آخرين تحمل هذه الاعباء ليتوزع الحمل.

فكرة تكليف الامراء والأشراف الاتحادات الرياضة والذين يجب أن يبقوا منزهين وبعيدين عن كل نقد، جاء بها وزير شباب سابق لقناعته بأن القرب منهم اذا ما نفع ما بضر. وبالطبع استبعد كل اصحاب الكار' هو جابهم وهات مين يقيمهم' لأن اجراء عشرين تغيير وزاري عندنا اسهل بكثير من المساس بلجنة او اتحاد له علاقة بأمير أو شريف.وعلم الادارة يؤكد أن المسؤول اذا طال به الزمن في موقع فإن الامور تصبح روتينية ولم يعد هناك افكار جديدة ومبادرات.
ولا اعلم اذا كان لي حق السؤال كمواطن متعاطف مع المنتخب.ألم يكن بمقدور سمو نائب رئيس الفيفا التدخل في موعد المبارة القاتل. فالمنتخب كان في وضع صعب حيث المعاناه في الطائرات والمطارات وعدم كفاية الوقت للتأقلم على فارق التوقيت فكان شكل اللاعبين في الملعب أقرب ما يكون الى التائهين المخدرين.

وكعادتي دائماً اخلط الامور ، بعض المواقع وعلى اهميتها تصبح حكر ولا يجوز المساس بها ومثال ذلك مستشارالملك لشؤون العشائر تراه منذ زمن بعيد وهو يتقلد موقعه هذا ويديره بمزاجية لا يعرفها الا زملائه ضباط الشرطة ، تراه يتصرف بالامور بالطريقة التي تحلو له متجاهلاً اهم واجباته (الوصل بين المواطن والملك). متجاوزاً آثار مثل هذه السلوكيات وتبعاتها ، واعرف الكثير من زملائه وزملائي ابناء عشائر يرفض مقابلاتهم مع عدم بيان الاسباب معتقداً ان كل الاردنيون متسولون.إن بقاءه في موقعه هذا الى ماشاء الله يعتبر تشكيك في أهلية الأردنيين ، آملاً من حلقات الوصل أن تتصرف بحذاقة لأننا يعنينا ان يكون صاحب القرار بصورة الاوضاع مجردة والله الموفق.