أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


لكل فعل ردة فعل

بقلم : النائب السابق يونس الجمرة
19-06-2012 09:37 AM


عندما نكتب عن مصر ...نكتب لأننا نهتم بهذا البلد العربي ، الذي لا يستطيع أحد أن ينكر دوره في الحرب والسلم ، وكلنا يتذكر كيف كان العرب قبل كامب ديفيد ؟ ، وكيف أصبح حالهم بعده ؟ ، وهذا يؤكد دور مصر القيادي في العالم العربي ، لا أحد يستطيع أن ينكر هذا الدور لأسباب جيوسياسية وديموغرافية .... ولا احد أيضا يتنكّر لتأثير في مسيرة القطار العربي ... فنحن أمام دولة لها قوتها الاقتصادية والسياسية ... وقوتها التأثيرية المتبادلة في المحيط .

فقد كشفت الانتخابات الرئاسية المصرية خلال اليومين السابقين ، عن قوة الأخوان المسلمين التنظيمية ، وقوتهم السياسية ... والمالية ، وقوتهم في القدرة على استغلال الفرص المتاحة ، وأيضا قدرتهم على التكتيك والمناورة والإعلام ، وهذه ليست عيوبا في اللعبة الديمقراطية والانتخابات ، ... إذن هم مؤهلون لممارسة اللعبة الديمقراطية حسب الأصول ، لقد أثبتوا أن قدراتهم كبيرة ... بل قدراتهم تتوازن مع قدرات الدولة ... وربما أكثر بالتأثير ، ففي الانتخابات الرئاسية الحالية استطاعوا مواجهة رغبات المجلس العسكري في عودة من يمثل النظام السابق ، كما واجهوا كل الذين كانوا منتفعين من النظام السابق ... من رجال أعمال ... وبقايا قوى النظام ... بالإضافة إلى المال الذي تملكه الدولة ... ويملكه آخرون خارج مصر لهم رغبة في إعادة النظام إلى الواجهة من جديد ... لكن بمشروعية شعبية هذه المرة .

قد نتفق... وقد نختلف في بعض الرؤى مع آخرين ، لكن ثبت بالوجه القطعي أن قدرات حركة الأخوان المسلمين بأذرعها الحزبية هائلة ، والتجربة في تونس كانت ومازالت ناجحة إلى حد ما ، وهي تمارس مهام الدولة المدنية ... لا الدينية ، ولا يمكن لقدرة وتنظيم قوة سياسية كهذه إلاّ أن تحترم وتقدّر ، ولا أعتقد أن هؤلاء الناس لا يقرأوون الواقع كما هو ، بل لديهم من الحنكة السياسية ما قد يعجز عنها كثير من الأحزاب الأخرى ، ولذلك لا أعتقد أيضا أنهم يفكرون في إقامة دولة خلافة أبو بكر وعمر بن الخطاب - رضوان الله عليه - ، فالظرف غير الظرف ، والزمن غير الزمن ، وتشابك الحياة وتعقيداتها أيضا مختلفة ، والدخول إلى عالم الحكم محفوفا بالمخاطر والألغام ، ولهذا أرى أن هذه التجربة في مصر تستحق أن تحترم ، وأن تدرس ... وأن يقدم الباحثون الحقيقة للناس ...لماذا لجأ الناس إليهم وانتخبوهم ؟ .

وبالتالي من يدخل اللعبة الديمقراطية عليه أن يحترم النتائج الحقيقية للانتخابات ...لا المزيّفة ، وإذا كان الرئيس الجديد لمصر هو من الحركة الإسلامية كما أفادت وسائل الإعلام ، فليترك ... وليجرّب ... إن أثبت كفاءته أعاده الشعب ... وإن غير ذلك فالأربع سنوات في عمر الشعوب ثواني ، لكن المعضلة أن معظم المطبّات يضعها المجلس العسكري أمام الانتقال إلى الحكم المدني ، وقضية تنصيب الرئيس والتي هي محلّ خلاف ، يمكن حلها بالقسم أمام إمام الأزهر في قصر الرئاسة ، ربما يرى البعض أنّ هذه لها دلالة دينية ، فلماذا لا ينظر إليها كذلك في البيت الأبيض والإليزيه ؟ أو في ميدان التحرير أو القصر الرئاسي أمام قاضي المحكمة الدستورية ، أو في أي مكان غير المحكمة الدستورية والمجلس العسكري في غياب مجلس الشعب .

لكن في النهاية بانتخاب الدكتور مرسي في ظرف مصر المعقّد ، ... نقول: أن الثورة المصرية على النظام السابق اقتربت من النجاح ، وسبب نجاحها كان ردة الفعل من المصريين الثائرين على النظام السابق ، والسماح بترشيح أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في العهد السابق دفع ذلك بقوة ، ... فقد كان ترشيح شفيق خطأ استراتيجيا ، فلكل فعل ردة فعل ... لكنها ليست مساوية له في المقدار هذه المرة ... بل كانت أقوى مما هو متوقع ، وإن كانت النتائج متوازنة ولم تعط مؤشرا ضخما ، فلو كان شخصا غير شفيق ... لكانت النتائج مختلفة .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-06-2012 03:21 AM

Your analysis is quite right. With regard to the muslim brother hood reasons for being elected it is because the other political party or the dictatorship in power for over 30 years and proven they were corrupted. Yes the muslim brotherhood did understand how the game is played but they still lack the real tools of politics . They have not invented any political tools and programs which gives them superiority with time.They need to respect human rights and incorporate it in the constitution from freedom of expression without fear to freedom of believe, women rights...etc. If they do not develop these tools and provide economic growth programs , fixing health care ....etc with time they will lose once people try them . and we may go through life cycle may take us thirty or forty years and then people will have or go through dramatic changes .Time will tell how they will run a state of 90 million people.The first challenge population growth and how will control it .In their believes , GOD send REZK with new born babies which I think is untrue. If the British people think the same Great Britain will increase from 50 million in 1970 to 100 million nowadays and will be suffering . You are MP and you may aware that one FATWA such this REZK comes from GOD is or has an economical impact and cost the nation hundreds of millions of dollars over the years and cause suffering and lack of health care ...etc .We have to monitor how they will address their current and future issues . Will they stop tourism , demolish Pyramids ., stop freedom of women , put restrictions on women movement ............ encourage people to marry four time will tell.Being on the side and being opposition is not so difficult like some one in power who is or have been brain washed by religious ideas or believes and he thinks that being religious will make him better politician or GOD will help him . Politics have its own tools and if they do not master it they will fall down . Islam is a great resource of knowledge and wisdom and some one may benefit .Such as give the bakery to make bread , butcher to make meat , mechanic for repair cars .....etc so a religious person or religion oriented is not fit to be a politician. Let us wait and see

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012