بعد الاعلان مباشرة عن فوز الدكتور محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية بعد فوزه على منافسه احمد شفيق خرجت علينا بعض الاصوات هنا في الاردن من بعض الجهات بتصريحات غير مفهومه وغير منطقية البعض تحدث عن تخوف النظام الاردني باعتبار ان فوز مرسي سيقوي شوكة الاخوان المسلمين في الاردن والبعض الاخر صرح ان الاردن كان يفضل فوز احمد شفيق باعتباره استمرارية لنظام مبارك ويعتبر الخيار المفضل لدى الاردن فهؤلاء كلهم واهمون بمن فيهم حزب جبهة العمل الاسلامي حيث سمعنا تصريح مماثل عند نجاح حركة حماس في غزة فالاردن دولة قوية ذات سيادة وليست تابعه لاحد والاردن ايضا لم يسجل عليه نهائيا تدخله في الشؤون الداخلية للدول الاخرى وهو بالنهاية يحترم ارادة الشعوب في اختيار رؤوسائهم والاردن تربطه علاقات جيدة مع مصر الشقيقه مبنية على المصالح المشتركة والهم العربي المشترك بغض النظر عن شخصية الرئيس وكذلك وهو الاهم ان الاردن لن يسمح لاي دولة مهما كانت بالتدخل في شؤونه الداخلية وبالنهاية يعتبر فوز مرسي ام شفيق بالنسبة للاردن سيان ومن يفكر بغير ذلك يعتبر واهما وحالما وحالهم كمن يتغزل ويتغنى بجمال شعر خالته واود ان اذكر هؤلاء الحالمون الحقائق التالية بخصوص نتائج الانتخابات المصرية حتى لا يعتبرون فوز محمد مرسي من صنع الله كما صرح احد قيادي جماعة الاخوان الاردنيين:

اولا كان نجاح مرشح الاخوان المسلمون محمد مرسي بسبب ان خصمه يعتبر امتداد لنظام حسني مبارك الذي اسقط بالثورة المصرية اي ان كره المصريين للنظام السابق هو ما ادى الى توجه الناس الى انتخاب مرشح الاخوان كردة فعل طبيعية في نفوس الشعب وليس بسبب شعبية الاخوان كما يذاع والدليل على ذلك الفارق البسيط جدا بالنتيجه بين الاثنين كذلك فوز احمد شفيق بنسبة عالية جدا تفوق 70% من الاصوات في بعض المحافظات ولو كان الخصم على سبيل المثال حمدين صباحي او عبدالمنعم ابو الفتوح لكانت النتيجة مغايره
ثانيا ان الرئيس المنتخب لن يستطيع ان يلغي المعاهدات والاتفاقيات الدولية بما فيها معاهدة كامب ديفيد وقد رأينا تصريحات قيادات من الاخوان بعد اجتماعهم مع مسؤولين امريكيين واوروبيين بعد نجاح الثورة وكذلك تصريح الرئيس نفسه بعد اعلان النتائج بأن سيحترم جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر مع دول العالم حيث ان ليس في مصلحة مصر ان تواجه العالم خاصة انها تعاني من ازمات اقتصادية خانقه بحاجه الى الدعم الامريكي والاوروبي والذي سينقطع في حال فكر الرئيس بالغاء معاهدة كامب ديفيد
ثالثا لا يستطيع الرئيس المنتخب فرض الافكار والتوجهات والسياسات الاخوانية على الشعب المصري بسبب طبيعة المجتمع المصري وتركيبته الديمغرافية والتنوع الثقافي وتاريخ مصر الطويل والعريق وقد رأينا ذلك جليا باعلان الرئيس تعيين نائبين له احدهم قبطي والاخر سيدة وهذا دليل على انفتاح الرئيس على كل اطياف المجتمع المصري وانه رئيس لكل مصر مسلميه ومسيحييه ولا اعتقد انه بصدد استنباط النموذج الايراني او الباكستاني على سبيل المثال
رابعا ان الرئيس المنتخب لا يملك برامج اقتصادية قادرة على انتشال مصر من ازمتها الاقتصادية الخانقه او تصورات بما يمكن القيام به مستقبلا من اجل توفير رغيف الخبز النظيف لثمانين مليون انسان مصري وتوفير مئات الاف من فرص العمل ورفع مستوى معيشة الشعب وغيرها من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية
رابعا ان نجاح محمد مرسي اعتمد بشكل اساسي على رضا ودعم بعض الدول العربية النفطية والتي ستكون الداعم المالي لمصر لمواجهة الازمة الاقتصادية وايضا القوى الغربية وخاصة امريكا وموافقتها ومباركتها على وصول الاسلاميين الى سدة الحكم وقد رأينا هنا في عمان تسابق بعض قيادي الاخوان الى مقابلة سفراء الدول الاوروبية وامريكا ليس من اجل مناقشة الوضع العربي او الصراع الفلسطيني الاسرائيلي او عودة اللاجئين مثلا او من اجل المصلحه الوطنية العليا ولكن من اجل طمأنة تلك القوى على احترام الاتفاقيات الدولية وبخاصة معاهدة السلام مع اسرائيل والمحافظه على امنها اي اسرائيل واحترام التعددية الثقافية والدينية واحترام حقوق المرأه لمصر لمواجهة الازمة الاقتصادية
بالنهاية علينا ان نكون واقعيين ومنطقيين في تفكيرنا وان ننظر الى الامور بعقلانية وعدم الاندفاع باطلاق التصريحات الجوفاء وان يكون تركيزنا على الداخل الاردني والحفاظ على مصلحة الوطن والمواطن .