أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


المهندسة عروب العبادي مستذكرة رحيل والدها : هنيئاً لمن كان "أبوه "على قيد الحياة

بقلم : م. عروب العبادي
01-04-2024 11:41 PM

الاول من نيسان ذكرى وفاة والدي ، يوم مشؤوم لا يمكن لذاكرتي ان تتخطاه ، كيف لي ان انساه وقد اختُطفت فيه قطعة من روحي، ثماني سنوات مضت على رحيل ابي ، مضت وكأن ابي رحل الامس .
في مشهد موجع بما في الكلمة من معنى لا زلت أتذكر تلك الرجفة والمرارة التي هزّت قاع قلبي حين قبّلت جبينه الطاهر في يوم رحيله ، ولا زلت احتفظ بشماغه المهدّب الطاهر حتى اليوم ، ابي الذي لطالما كان سنداً ومصدراً للدعم والتحفيز والتمكين والطموح ، فلا سند كسنده ولا حنان كحنانه، افتخر واقتدي بكل ما تعلمته منه.
ولانني سمعت ذات مرة أن الموتى يشعرون بنا ، كان لدي القناعة المطلقة بالذهاب دائما الى قبره ، في حديث من القلب الى القلب عن كل ما يجول بخاطري وكل ما يستوجب التوجيه ، دعمني الى المالانهاية في حياته وفي مماته، على الدوام كنت استشعر ابتسامته عندما اخبره بشيء يسر خاطره .
والدي ذلك الشخص العصامي الذي درس حتى السادس الابتدائي ، وعاش يتيمًا، فوالله من قال ان فاقد الشيء لا يعطيه ، لم يصدق ، فلقد اعطانا حناناً بحجم الكون ، ابي ابن مؤسسة الجيش ، والذي افتخر بعرق جبينه الطاهر ، وبغبار بسطاره القادم من تراب الوطن الاغلى الذي ربانا على حبه ، ابي الذي يعرف قيمة الارض الطهور ،كان جريئاً ، محافظاً، صلباً ، مكافحاً ، مُقبلاً ليس مدبرا ، لم يظلم ولم يغتاب ، من عرفه عن قرب يعرف هذه الصفات ويعيها تماماً.
ثمانية أعوام مرت على وفاة أبي ، لا ألمَ يضاهي ألمَ فقده، ولا ذكرى أبشع من ذكرى رحيله، ولا حزن يفوق حزن وفاته، وهنيئاً لكل من له اب يتنفس ويعيش على وجه هذه الارض ، وعليه ان يستغل كل لحظة ، وان يغتنم وجود ابيه على هذه الدنيا بالاحسان والبر والقرب والمحبة ، فإن حجم الشوق المقترن بالالم بعد الموت لا يطاق.
ابي لا زلت حاضراً موجوداً في قلوبنا جميعاً ، في حديث امي التي لم يمر يوماً الا ودعت لك بالرحمة واستذكرت تلك المهاقي التي صنعت ، واخواني واخواتي واحفادك الذين عاشوا بخيرك وانت على وجه الارض وعاشوا بخيرك وانت تحت الارض .
رحمك الله يا قلبي الضائع ، وأسأل الله لروحك الرحمة والمغفرة والرضوان ، رحم الله مبسمك الجميل وملامحك الطيبة وشيبات شعرك وضحكاتك وكلماتك ورائحتك الزكية ، ورحم الله جسدك الذي امتلأ بالطهارة وغاب عن الدنيا ،نم طويلاً ، لقاؤنا معك في عليين عند رب السماوات والارض والعالمين ، لم ولن ننساك وسيظل عزاؤنا فيك عمراً.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012