أضف إلى المفضلة
الأحد , 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الأحد , 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لم يسمح الأردن باستخدام أجوائه

بقلم : ابراهيم عبدالمجيد القيسي
27-10-2024 06:16 AM

هذا بالضبط؛ هو أهم ما يخصنا حول الصراع «المحسوب بدقة» والدائر بين أمريكا وحلفها من جهة، وبين المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني لأراضي العرب، حيث ضحاياه البشرية والمادية هم العرب ومقدراتهم، وبهذا المعنى فإيران هي أيضا محسوبة على الحلف الأمريكي الصهيوني المذكور، فهي لا تتعرض لا لخسائر بشرية ولا مادية تذكر، مقارنة بالعرب، وهذا ما تثبته «مسرحيات ردود الأفعال» الجانبية، التي تضع أطرافها السيناريو المناسب لأحداثها.
قلنا سابقا بأن إيران تقامر وتكسب، لكن دون أن تتعرض لخسائر فعلية، لكن العرب في العراق وسوريا ولبنان واليمن، هم من يدفعون الثمن، أما عن فلسطين فهي أيضا غير محسوبة فعلا على محور إيران، بينما مقاومتها المشروعة لها الحق بالتعاون، حتى مع الشيطان «لا سمح الله»، للدفاع عن نفسها والمضي قدما في محاولة تحرير فلسطين.
كما قلنا أيضا، بأن المفاوضات جارية وامتدت حوالي 4 أسابيع، للاتفاق على مشهد مسرحي تقوم خلاله أمريكا برعاية «رد فعل باسم اسرائيل» ضد إيران، وتم الاتفاق عليه مع إيران قبل تنفيذه، حسب تصريحات وزير الخارجية الهولندي، الذي كلف بحمل رسالة امريكية لطهران، أبلغهم خلالها عن موعد وشكل ومكان التنفيذ، وحتى هذه الساعة من ظهر السبت 26 اكتوبر، كل الأخبار حول الضربة ضد إيران تفيد بأنها عادية، دعائية، تحفظ ماء وجه كل المجرمين، والعرب خارج السياق، ولا يحق لهم سوى أن يتابعوا المسرحية، ويموتوا كلما اقتضى المشهد موتا ودما وخرابا، تضمن منسوبا مناسبا من الإثارة على مشهد الارهاب الصهيوني.
ما يهمنا في الأردن، هو صدق وسلامة وسيادة مواقفنا وحسن نوايانا، وكفاحنا من أجل بلدنا وبالطبع من أجل فلسطين وشعبها.
وقد حذّر الأردن جميع الممثلين والعابثين والمغامرين، بأنه لن يضع الأردن وأجواءه رهنا لمغامرات ومسرحيات تلك الأطراف، ولم يسمح باستخدام أرضه ولا فضائه في هذه المسرحية، وتناقلت أمس وسائل الإعلام خبرا عسكريا، يفيد بأن القوات المسلحة الأردنية لم تسمح لأي طائرة باسنخدام أجواء الأردن، وأن على من يريد الخبر اليقين فالقوات المسلحة هي مصدره.. وهذا موقف اردني معروف، تم توضيحه منذ البداية، وما زال الأردن متمسكا به حتى الآن، وسوف يقوم بإسقاط ومواجهة أي جسم «طائر» يعبر أجواءه من أي جهة.
في الشهر الأخير قال المجرمون بأن غزة أصبحت جبهة ثانوية، بينما الحقيقة والواقع يقول بانها ما زالت هي الرئيسية، وما جرى فيها خلال هذا الشهر، هو فصل أكثر قسوة من فصول الموت والإبادة والتجويع، وهذا بالضبط ما تضمنته تصريحات وأفعال الديبلوماسية الأردنية، سواء على لسان جلالة الملك أو على لسان الحكومة ووزارة الخارجية..
الارهاب الصهيوني ينفذ ضد الفلسطينيين أبشع جرائم الإبادة التي عرفها التاريخ الحديث، والقانون الدولي يختفي، ونحن في الأردن ما زلنا نقوم بدورنا المطلوب ضمن الإمكانيات والمساحة المتاحة، ولن تتغير مواقفنا من القضية الفلسطينية ولا من العدالة ونصرة الحق وأصحابه.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012