أضف إلى المفضلة
السبت , 19 نيسان/أبريل 2025
السبت , 19 نيسان/أبريل 2025


كبح جماح إسرائيل

بقلم : علي قباجة
08-03-2025 12:38 AM

شكل موقف القمة العربية الطارئة في القاهرة وما صدر عنها من قرارات، حالة دفع عربي معقولة ضد عنجهية الحكومة الإسرائيلية التي تمارسها بحق الشعب الفلسطيني في كل مكان يوجد فيه، في حال نفذت القرارات واقعاً على الأرض، إذ قدمت القمة دعماً قوياً للموقف الفلسطيني المبدئي، برفض التهجير وتبني خطة لإعادة إعمار قطاع غزة عبر تقديم الدعم المادي والسياسي لتنفيذها، بهدف مواجهة تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع، بجانب إدانتها لإجراءات الاحتلال ضد «الأونروا» ووقف إدخال المساعدات الإنسانية لغزة وغلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة.

القرارات العربية في حال مباشرة تنفيذها، ستكون لا محالة عبارة عن مكابح توقف التوغل الإسرائيلي غير المحدود ليس على الفلسطينيين فحسب، بل على المنطقة بأكملها، وستضع تل أبيب في الزاوية منبوذة من محيط عربي يرى أن أفعالها تجاوزت كل الخطوط الحمراء، من إبادة وتدمير لغزة وتحطيم الضفة وضمها عملياً والتمدد في سوريا، ورفض الخروج من لبنان، إضافة إلى بث تصريحات استفزازية ضد دول عربية عدة، من دون احترام لسيادة أو حقوق.
إسرائيل التي تُدار بعقلية مملوءة بالدم، تؤكد مرة تلو الأخرى أنها غير معنية بالسلام، وأنها مستمرة في إشعال أكثر من جبهة، وأولها غزة، التي تتنصل من اتفاق الهدنة فيها وترتكب على أرضها انتهاكات جسيمة، قتلاً وحصاراً ومنعاً للمساعدات ومؤخراً خرج نتنياهو متوعداً بأن حكومته «تستعد للمراحل المقبلة من الحرب» وأنها لن تتوقف إلا بعد تحقيق «كل أهداف النصر» وهذا يدل أن نوايا إسرائيل هي استعادة أسراها، ثم العودة إلى التدمير والإبادة والتجويع.
لا يمكن لإسرائيل التوقف، إلا بردع صارم، لأنها تجري وراء أحلامها في التوسع ومعاداة كل من يقول بوجهها «لا»، مدعومة بالولايات المتحدة، التي تمدها بأعتى الأسلحة وأحدثها، بجانب مظلة سياسية تدعم توجهات الحكومة اليمينية الإسرائيلية، بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة.
أي موقف يُتخذ عربياً لمصلحة فلسطين، هو في حقيقة الأمر يرتد إيجاباً على المنطقة بأسرها، لأن فلسطين هي القلعة المتقدمة في وجه المشروع الإسرائيلي الواسع، وهذا يتطلب دعماً كبيراً لشعبها لتعزيز صموده في أرضه، وإسقاط كل المؤامرات التي تحاك ضده أو الدول المحيطة بفلسطين.
القرارات لا بد أن تترجم إلى أفعال، خصوصاً أن المرحلة الحالية هي الأخطر منذ عقود، والقضية الفلسطينية مهددة بالتصفية أكثر من أي وقت مضى، والعرب قادرون بما يملكون من نفوذ جيوسياسي على قول كلمتهم بقوة وإنفاذها ومواجهة الضغوط وإفشال كل الخطط التي تسعى إلى القضاء على شعب أعزل وحرمانه من أرضه التاريخية.

aliqabajah@gmail.com ' الخليج الاماراتية '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012