أضف إلى المفضلة
السبت , 19 نيسان/أبريل 2025
السبت , 19 نيسان/أبريل 2025


ترامب الرئيس الأكثر؟؟؟؟

بقلم : أ. د. فيصل الشريفي
08-03-2025 05:40 PM

من المعروف أن الرئيس ترامب ذو شخصية نرجسية مبتزة تتعامل بفوقية، لكنني لم أكن أتصور الطريقة التي تعامل بها مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالسماح لصحافي بالسخرية من ملابسه، ثم تأييده لنائبه بتوبيخ زيلينسكي، بسبب عدم شكره للإدارة الأميركية الحالية. إنه أمر يدعو إلى التساؤل عن الأسباب الجوهرية التي تحول بها صديق وحليف الأمس إلى مادة للتنمر والسخرية. في هذا اللقاء ظهر رئيس أوكرانيا بمظهر الرجل القوي، إلا أن هذه الصورة سرعان ما تغيرت بعد إعلانه استعداده هو وفريقه بالعمل تحت قيادة ترامب، والموافقة على بدء محادثات السلام والقبول بالهدنة في الجو والبحر. على ما يبدو أن الإدارة الأميركية الحالية عازمة وماضية في التعامل مع العالم بسياسة الأمر الواقع، دون أن تتيح الفرصة لأي دولة لإبداء وجهة نظرها أو تمكينها من النقاش في النقاط الخلافية، كما فعلت مع الصين، والمكسيك، وكندا، عندما أعلنت رفع الرسوم الجمركية إلى 25 في المئة. قد يقول قائل إن الإدارة الحالية لن تستطيع مواجهة هذا العدد من الدول، وإن ما يقوم به ترامب لا يعدو أن يكون قرارات ارتجالية سرعان ما يتراجع عنها أو تأجيل تنفيذها، كما فعل مع مشروع تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن والسعودية، نقول لهم هذا الذيب لا يهرول عبثاً، وسيعيد الكرة مرة أخرى في الظرف والمكان المناسبين. ما فعلته الإدارة الأميركية الحالية مع الرئيس الأوكراني ما هو إلا درس آخر في عالم السياسة، وأن أميركا ليس لها صديق دائم، مع التأكيد مرة أخرى على استثناء إسرائيل من هذه المعادلة، لذلك سأعيد الحديث عن الأسباب التي دفعت الرئيس ترامب للتراجع عن فكرة تهجير سكان غزة، وأنها كانت مبادرة لإعادة بناء القطاع وحياة أفضل للغزاويين. ترامب طرح فكرة التهجير، وهو يعلم أنها رغبة إسرائيلية، وترامب صرح عن حق إسرائيل بالتمدد جغرافياً على حساب الأراضي العربية، لذا علينا أن ننظر إلى المشهد بصورة أكبر، فإسرائيل احتلت بالفعل أجزاء من سورية تعادل مساحتها مساحة قطاع غزة، ناهيك عن قضائها على البنية العسكرية لسورية، لذلك تراجعه عن فكرة التهجير لبعض الوقت محسوب بدقة. في مقال سابق كتبته منذ فترة طويلة أنه لا فرق بين من يقود أميركا، سواء كان الحزب الجمهوري أو الديموقراطي، ولا إن كان الرئيس أوباما أو ترامب، فكلاهما يكمل ويقطف ثمار الآخر. المحصلة: - المنطقة ستشهد المزيد من الصراعات الداخلية، فهي الأنسب والأكثر منفعة للأميركان أو هكذا يريدها الصهاينة، دول عربية ضعيفة مفككة غير قادرة على حماية نفسها، فضلاً عن قدرتها على مواجهة إسرائيل، وكما هو واضح من المشهد السوري الذي أصبح واقعاً من الضعف والتفكك. - الرئيس ترامب هو الأكثر وضوحاً والأكثر خطورة، فالرجل محاط بمجموعة من العقول التي تعمل وفق أجندة تريد السيطرة على اقتصاد العالم، والتحكم بالقرار الدولي، إلا إذا حدثت معجزة بخروج الدول الكبرى من عباءة الدولار، فعندها فقط نستطيع الحديث عن نجاح ترامب من عدمه، وعندها أيضاً سيبدأ مسلسل انهيار الدولة الأقوى في العالم... فهل يفعلها ترامب؟؟؟ ودمتم سالمين

'الجريدة الكويتية'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012