أضف إلى المفضلة
الجمعة , 16 أيار/مايو 2025
الجمعة , 16 أيار/مايو 2025


القرار الأصعب

بقلم : مارلين سلوم
06-05-2025 07:05 AM


هناك أسئلة نحسبها سهلة، وهي كذلك في عيون الكبار وكل من تجاوز المراحل التعليمية وبدأ حياته العملية ويجيد رسم خطوط مستقبله وإعادة ترتيب سلم أولوياته وأحلامه.. مثل: «ماذا أريد؟ وماذا أحب؟ وأين أرى نفسي بعد عشرة أعوام؟» هي سهلة لمن تجاوز مرحلة الاختيار الصعب حيث الانتقال من مرحلة الطفولة والبراءة إلى مرحلة تقرير مسار المستقبل، أي اتجاه أفضل؟ وأي تخصص هو الأنسب؟ وأين مكمن القوة والنجاح والرؤية الواضحة للحد الفاصل بين الحلم الوهمي والحلم الواقعي القابل للتحقق؟
في الواقع تلك الأسئلة صعبة لأنها في مرحلة ما تكون مصيرية، لا ينجح في تحديد الإجابة الدقيقة والفعلية عنها إلا قلة من الشباب، ليس لعيب فيهم أو لعدم وعي منهم، بل لأن الوقوف عند خط الاستحقاق وهو الخط الفاصل بين المرحلة المدرسيّة والمرحلة الجامعية، حيث يكون على الطالب اختيار التخصص الذي يريد دراسته ومن ثم حمل لقبه المهني والعمل فيه. الوقوف هنا يفرض على الجميع تلك الأسئلة والتي يصبح لها طعم القلق والتردد والخوف.
لا يعرف غالبية الآباء والأمهات كيفية التعامل مع تردد أبنائهم وهم في هذه المرحلة الحاسمة والحساسة، فبالنسبة للكبار ليس في الأمر صعوبة، وقد اعتاد أولياء الأمور اتخاذ هذه القرارات بالنيابة عن أبنائهم أو الضغط عليهم للاتجاه نحو التخصص الذي يرغبون في رؤية أبنائهم فيه مثل الطب والهندسة.. لكن في هذا الزمن اتسعت وتشعبت التخصصات التي يمكن للأبناء دراستها، وهناك مجالات جديدة لم تكن موجودة قبل هذا التطور الكبير في التكنولوجيا، ما يعني أن مهمة الاختيار صارت أصعب، ومسؤولية اتخاذ القرار الصائب يتحملها الطالب الغارق في التردد خوفاً من هذا المجهول الآتي؛ هنا يأتي دور المدرسة، دور جوهري باستطاعته تغيير مصير طالب والمساهمة في فتح أبواب وفرص النجاح أمامه، من خلال حسن توعية الطلاب وتمكينهم من اختيار الدراسة المناسبة لكل منهم وفق ميوله ونقاط قوته وطموحاته، وبما يتناسب أيضاً مع وفرة فرص العمل أمام هؤلاء الطلاب.
وزارة التربية والتعليم اعتمدت آلية ثلاثية، يتم تطبيقها ابتداءً من العام الأكاديمي المقبل ٢٠٢٥- ٢٠٢٦، هدفها مساعدة الطلاب في اتخاذ قرار اختيار مسارهم الأكاديمي بما يتوافق مع ميولهم الأكاديمية وتوجهاتهم المهنية، و«تلبي تلك الآلية في الوقت ذاته احتياجات سوق العمل الوطني». اللافت في تلك الخطة الحديثة أنها لا تستبعد الأسرة من حساباتها، فهي تضع في الحسبان مجموعة نقاط منها استشارة الطالب للعائلة والمعلمين والمرشد الأكاديمي قبل اتخاذ القرار المناسب، وتمكّنه من الإجابة عن السؤال: أين ترى نفسك بعد عشرة أعوام؟

الخليج الاماراتية

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012