أضف إلى المفضلة
الأحد , 15 حزيران/يونيو 2025
شريط الاخبار
الملك يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس العراقي مدير الإعلام العسكري: الجيش في حالة "الإنذار القصوى وزير التربية: لا رجعة عن قرار تأنيث الكوادر التعليمية 210 آلاف طالب من جيل 2007 يتقدمون لامتحان الثانوية العامة الخميس الملك يلتقي شخصيات سياسية وإعلامية ولي العهد يزور القيادة العامة للقوات المسلحة ويؤكد أن أمن الأردن وشعبه وسلامة أراضيه فوق أي اعتبار تخفيض وتوحيد الرسوم على الشاحنات والبرادات السورية المستخدمة للحرّة الأردنية الأمن العام: انتهاء فترات الإنذار وندعو إلى الاستمرار في اتباع التعليمات إيران تبدأ هجومًا صاروخيًا على إسرائيل الأمن العام: القبض على شخص يشتبه بقتله لطفله في العقبة الكهرباء الوطنية: مخزون وقود توليد الطاقة كافٍ لمدة لا تقل عن 20 يومًا الضمان توضح شروط استحقاق راتب الوفاة الطبيعية مركز الأزمات: مراكز الإيواء ضمن الخطط الوطنية والاحتماء في المنازل كافٍ في الوضع الراهن بحوادث منفصلة.. الأمن العام ينعى الرعود وعيال عواد والرواجفة والقطاونة القوات المسلحة تُجري صيانة لمنزل تضرر بسقوط مقذوف ناري في إربد
بحث
الأحد , 15 حزيران/يونيو 2025


رشــاد أبـو داود: من الخيمة إلى بيت الطين إلى أجمل مدن العالم

15-05-2025 10:41 AM
كل الاردن -

ديما الدقس
في شهادةٍ تفيض بصدق التجربة، يعيدنا الصحفي والكاتب رشاد أبو داوود، إلى لحظة الميلاد الأولى، لا في حضن الوطن، بل تحت سقفٍ من قماش، وفي قلب خيمةٍ فلسطينية كانت تختصر العالم كله، لم تكن تلك الخيمة مجرّد ملجأ من الشمس أو المطر، بل ذاكرة كاملة، ما زالت تنبض في وجدانه رغم تغيّر الأمكنة وتبدّل العناوين.
يروي أبو داوود في حديثٍ خاص مع «الدستور» ما تبقى في ذاكرته عن خيمة اللجوء : «من حسن حظي «السيئ» أنني ولدت في أحد مخيمات نابلس في شهر حزيران. لا برد، لا مطر ولا ثلج. قمرٌ وحر. وخيامٌ مصفوفة على مساحةٍ أصغر من أن تتسع لبيتٍ واحد. حول الخيمة مسافة بعرضٍ أقل من نصف متر، تكفي لتصريف مياه الشتاء الى الشارع الترابي. استغلها أهل المخيم لزراعة دالية، وشجرة ليف، وما تيسر من بقدونس وزعتر ونعنع.
أمضيت أوائل طفولتي هناك، حتى الصف الأول الابتدائي. كانت صفوف مدرسة وكالة الغوث، بدورها، خيامًا.»
ويمضي في سرده، ليصف انتقاله الأول من مخيم إلى آخر، وكيف شكّلت «التخاشيب» و»الزينكو» وعيه الطفولي المبكر:
«في سن السابعة انتقلنا الى ضفة السيل اليمنى لمخيم الحسين وهو ما عرف بسفح النزهة. كان شبه مخيم ملحق به من حيث الاكتظاظ. البيوت لم تبنها وكالة الغوث من الباطون كما المخيم؛ بل تخاشيب - جمع تخشيبة - من الزينكو البارد جدًا في الشتاء والحار جدًا في الصيف. كان كل البيت مجرد تخشيبة. لا مطبخ سوى مساحة متر مربع في الزاوية، ولا حمام خاص. الحمامات كانت جماعية، منها للرجال ومنها للنساء في آخر صفوف المخيم حيث لكل صفٍ رقم».
وعن المرحلة التالية من حياته، ينتقل بنا رشاد أبو داوود إلى الزرقاء، المدينة التي يعتبرها أُمّه الثانية:
«أقمنا في ملحق مخيم الحسين سنتين، حيث درست الصفين الثاني والثالث. لحق أبي مصدر رزقه الى الزرقاء. وأيضًا كانت الأرض التي استأجرتها وكالة الغوث قد امتلأت، فامتد اللاجئون الى جناعة الملاصقة للمخيم. اشترى أبي بتحويشة العمر «مائة دينار» بيتًا من الطين بمساحة مائة متر مربع فقط.
عشنا في ذلك البيت حتى بعد التوجيهي، وذهبت الى جامعة دمشق ودرست اللغة الانجليزية وآدابها، وعندما تخرجت وتوظفت هدمنا بيت الطين وبنينا بيت باطون في مساحة المائة متر».
ويختم بقوله:
«أُسمي الزرقاء أُمي التي ربتني. فيها كنت طفلاً، وصبيًا، وفتى يافعًا. وفيها اختلطت بزملاء من شتى المنابت والأصول. كما كلنا زرقاويون، لا أحد يسأل: ما أصلك؟ أو من أين أتيت؟ نسيجٌ مجتمعيٌ متجانس، لا فرق بين مكوناته في حب الأردن وتوأمها فلسطين.
عشت في أربع دول عربية، ثلثي عمري، وزرت مدنًا أوروبية عديدة. سكنت أفخم الفنادق والبيوت، لكن ظلّت الخيمة التي وُلدت فيها تسكنني.»
يُشار إلى أن مخيم الزرقاء أقدم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، ويقع هذا المخيم الضخم المكتظ على بُعد 25 كم شمال شرق العاصمة عمّان، ويتبع إداريًا لمحافظة الزرقاء.
أُسس المخيم عام 1949 من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإيواء نحو 8,000 لاجئ هجّروا من فلسطين إثر نكبة 1948، على أرض لا تتجاوز مساحتها 190 دونماً (0.18 كيلومتر مربع).ومع مرور السنوات، تحوّل المخيم من تجمع خيام إلى مساكن شبه دائمة، حيث سعت وكالة الغوث الدولية (الأونروا) إلى استبدال الخيام ببناءات متواضعة، قبل أن يتولى اللاجئون بأنفسهم مهمة التوسعة والتحسين. يضم المخيم اليوم أكثر من 21 ألف لاجئ مسجل، موزعين على 4875 عائلة، في ظل محدودية البنية التحتية وارتفاع الكثافة السكانية.
يحتوي المخيم على أربعة مدارس، مركز صحي، مركز إعادة تأهيل مجتمعي، ومركز للبرامج النسائية. كما يتوفر نادٍ واحد ومقر للجنة الخدمات، إلى جانب مكتب لدائرة الشؤون الفلسطينية.
ورغم توفر خدمات التعليم والصحة والإغاثة، إلا أن التحديات ما تزال حاضرة، أبرزها الحاجة إلى تحسين المساكن، ارتفاع تكاليف المعيشة، وغياب التأمين الصحي لـ68% من السكان، بالإضافة إلى الفقر الذي يدفع بعض العائلات إلى السكن في بيوت مستأجرة خارج حدود المخيم.
مخيم الزرقاء اليوم ليس مجرد مكان، بل شاهد حي على ذاكرة اللجوء، ومعركة يومية من أجل الكرامة.

 

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012