أضف إلى المفضلة
الجمعة , 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2025
شريط الاخبار
أسعار الذهب تحوم قرب 4 آلاف دولار للأونصة مع تراجع الدولار مدعوون للمقابلات والتعيين في وزارة الصحة - أسماء الأردن يرحب بقرار مجلس الأمن الذي يشطب اسم الرئيس السوري ووزير الداخلية من قائمة الجزاءات أجواء لطيفة الحرارة فوق المرتفعات ومعتدلة في باقي المناطق اليوم وفيات الجمعة 7-11-2025 مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية الأرصاد الجوية: 2025 من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق أميركا تبدأ مفاوضات أممية بشأن تفويض قوة دولية في غزة الأردن يشارك في مؤتمر الأطراف COP30 في بيليم البرازيلية الرئيس اللبناني: إسرائيل ترتكب جريمة سياسية كلما أبدى لبنان انفتاحًا على الحل السلمي إعلان قائمة المنتخب الوطني لمواجهتي تونس ومالي وزير الخارجية يجري اتصالا هاتفيا مع نظيرته النمساوية استكمالاً للزيارة الملكية للكرك رئيس الديوان الملكي يلتقي 200 شخصية من أبناء وبنات المحافظة جولة ملكية آسيوية لتعزيز الشراكات الاقتصادية وتوسيع فرص الاستثمار في الأردن الإحصاءات العامة: أداء ضعيف لإنتاج زيت الزيتون مقارنةً بالمواسم السابقة
بحث
الجمعة , 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2025


ما بعد الحرب..حماس أمام أخطر تحدٍّ منذ تأسيسها

بقلم : اسماعيل الشريف
14-10-2025 12:25 AM

لم نقاتل من أجل نقاط التفتيش، قاتلنا من أجل الكرامة- صاحب متجر في غزة.

سأطرح سؤالًا مبكرًا قد يبدو استفزازيًا: هل تستطيع حماس أن تصمد في زمن السلام كما صمدت في زمن الحرب؟

صحيح أن القتال قد توقّف، لكنه يخفي في أعماقه شعورًا بالتوتر والترقّب لما ستسفر عنه الأيام. ومما لا شك فيه أنّ هذا الهدوء المشوب بالقلق يحمل في طيّاته تهديدًا وجوديًا لحماس، وربما تكون حرب الإبادة بكل مآسيها أقلّ خطرًا مما ينتظرها بعد الحرب.

لقد صُمِّم وقف إطلاق النار هذه المرّة ليكون آليةً لتفكيك حماس. فما لم تستطع آلةُ الحرب تحقيقه، قد تنجزه بنودُ السلام؛ إذ تحدّد خطةُ ترامب ضربَ جوهرِ قوّة الحركة من ثلاث نواحٍ:

أولًا، السيطرة على المساعدات التي شكّلت تاريخيًا أحد أهم مصادر قوّة حماس، حيث ستتولّى هيئاتٌ دوليّةٌ توزيعَها.

وثانيًا، تفكيك سلاحها، ومن النقاط الأساسيّة في الخطة أن تُسلِّم حماسُ سلاحَها.

وثالثًا، التفاوض بالقوّة، أي إجبارُها على الجلوس إلى طاولةٍ مشتركةٍ مع أهمّ خصومها السياسيين: السلطة الفلسطينية.

إذن نحن أمام خطةٍ هادئة تهدف إلى إحداث انقسام داخلي في غزة، سواء داخل صفوف حماس أو بينها وبين قوى أخرى، كما وصفها أحد المحللين العتاة. وإذا طُبِّقت بنودها، فقد تؤدي إلى تفكيك حماس من الداخل وتضعها أمام خيارين أحلاهُما مُرّ: إما أن تضعف كثيرًا إذا رضخت، أو أن تعود آلة الحرب إذا لم تذعن.

قطعًا، فقد بدأ يظهر داخل أروقة حماس تيّاران متصارعان: الأول قادة إيديولوجيون مسلّحون، والثاني سياسيون براغماتيون وبيروقراطيون لا يرون مفراً من تطبيق خطة ترامب.

وإذا صمد وقف إطلاق النار، فستجد حماس نفسها أكثر عزلةً سياسيًا؛ أمّا حزب الله فهو منهك، يواجه بدوره تحدياته الداخلية والوجودية، وينطبق الأمر ذاته على إيران الجريحة التي تخوض معركتها الخاصة.

أمّا الكيان الصهيوني الخبيث، فقد زرع عملاء وميليشيات تهدف إلى إشاعة الفوضى وتقويض حكم حماس، وإشغالها بحروب داخلية. ومع ذلك، قد نجد الصهاينة يديرون الصراع الداخلي ويعيدون توجيه أهدافهم نحو إبقاء حماس قوية بالقدر الذي يمنع الفوضى الشاملة، دون أن تشكّل أي تهديد على الكيان، لأن فراغ الفوضى قد تملؤه قوى أشد خطرًا. إنّها عملية توازن دقيقة وصعبة تُبقي حماس على قيد القوة بالحدّ الأدنى اللازم لمنع الفوضى في القطاع، إلى أن تظهر جهة قادرة على فرض سيطرتها الكاملة عليه.

لذا، عندما تجتمع كلّ العناصر معًا: العزلة الدولية، والانقسام الداخلي، والاحتواء الاستراتيجي، ستدرك حماس حينها أنّها في موقف يفوق صعوبة المجزرة، وأنّ طبيعة الحرب والأعداء قد تغيّرت.

لم تعد الحرب الجديدة تتعلّق بالأرض أو بالصواريخ والعدو الواضح المألوف، بل بالشرعية والحكم والتاريخ والأيديولوجيا. وستُطرَح أسئلة جوهرية، أوّلها: من سيحكم غزة؟ هل هي حماس، أم السلطة الفلسطينية، أم الهيئات الدولية؟ فمَن يتحكّم بالموارد سيكون الحاكم المتوّج.

وثانيها: من الذي سيتحدث باسم الفلسطينيين؟ أهو التيار البراغماتي الذي يُوصَف بالتهاون ويسعى إلى إعادة إعمار غزة واستكمال الطريق، أم العسكريون الذين يملكون ما تبقّى من سلاح، أم السلطة الفلسطينية المهمّشة المعترف بها دوليًا والتي تحاول استعادة مكانتها؟

وأمّا ثالثها - وربما الأهم - فمن الذي سيكتب السردية؟

قطعًا، لن تختفي حماس، بل ستبقى؛ فطالما بقي الاحتلال ستبقى المقاومة. غير أنّ فترة السلام هذه ستجبر الحركة على الاصطدام بعقيدتها، وهذا امتحانٌ عسير. فهل ستستطيع الموازنة بين ماضيها المبني على المقاومة، أم ستقبل بتسويةٍ فوضويّةٍ صعبة؟ وهل تستطيع حركة وُلدت على مبدأ التحدي أن تتملّص منه؟

ذلك هو السؤال الحاسم المتعلّق بالهوية والبقاء؛ السؤال الذي سيحدّد إن كانت حماس قادرةً على العبور من نار الحرب إلى امتحان السلام دون أن تفقد روحها، في زمنٍ قادمٍ سيكون عنوانه الفوضى.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012