أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025
شريط الاخبار
تعليق العقوبات المفروضة على سوريا بموجب "قانون قيصر" "بي بي سي" تعتذر عن "خطأ في التقدير" بعد جدل حول تحرير خطاب لترمب وزارة الطاقة: ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالميا "التعليم العالي" تعلن عن منح ماجستير ودكتوراة في باكستان - رابط "التعليم العالي": رفع عدد المنح الكاملة بواقع 112 منحة جديدة ارتفاع أسعار الذهب محليا إلى 83.5 دينارا للغرام وزير الداخلية يوعز بالإفراج عن 571 موقوفاً إدارياً الملك يلتقي إمبراطور اليابان في طوكيو الملك يلتقي في طوكيو وزير الدفاع الياباني الملك يلتقي رئيس منظمة التجارة الخارجية اليابانية ويدعو لبحث إنشاء نافذة استثمارية مشتركة الملك يبحث في طوكيو فرص تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الأردن واليابان الملك يلتقي رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" الأمن العام: العثور على جزء من قدم في منطقة عين الباشا وفاة حدثين إثر حادث غرق في المفرق الملك يبحث في طوكيو فرص تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الأردن واليابان
بحث
الثلاثاء , 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025


المشاجرات الجامعية… بين ضغط الواقع وغياب الحوار

بقلم : د . باسمة شقيرات
19-10-2025 12:35 AM

لم تعد المشاجرات الجامعية حدثاً عابراً أو مجرد خلاف بين طلبة شباب تدفعهم الحماسة الزائدة، بل تحوّلت إلى ظاهرة تستوقفنا جميعاً: أساتذة، إداريين، وأولياء أمور، لأنها تعبّر عن شيء أعمق بكثير من مجرد “خلاف في لحظة غضب”.
إن ما نراه اليوم من توتر، وانفعال، وسرعة اشتعال الخلاف بين الطلبة، يعكس في جوهره ضغوطاً متراكمة يعيشها الشباب في حياتهم اليومية، سواء كانت ضغوطاً أكاديمية، أو اقتصادية، أو نفسية، أو حتى اجتماعية.
فجيل اليوم، رغم انفتاحه على العالم رقمياً، يعيش عزلة شعورية حقيقية. هو جيل مثقل بالتحديات، يواجه مستقبلاً غامضاً، وفرصاً محدودة، ومجتمعاً لا يمنحه دائماً المساحة الكافية للتعبير عن ذاته.
الطالب الجامعي اليوم لا يبحث عن شجار، بل عن تفريغ لشحنة من الإحباط التي تراكمت داخله.
وحين لا يجد بيئة داعمة أو مساحة حوار، يختار اللاوعي عنه لغة العنف بديلاً عن الكلمة، واليد بديلاً عن الفكرة.
تبدأ المشكلة من التفاصيل الصغيرة:
ضغوط الامتحانات، التنافس، غياب الأنشطة اللامنهجية، ضعف التواصل بين الطلبة وأساتذتهم، وغياب الدعم النفسي داخل الحرم الجامعي. كل ذلك يشكّل بيئة خصبة لانفجار الغضب في أي لحظة.
لكن هناك عاملاً آخر لا يمكن تجاهله، وهو التركيبة العشائرية في المجتمع الأردني، التي رغم ما تحمله من قيم الانتماء والتكافل، قد يتم استخدامها وتوظيفها بشكل سلبي لتشكل الشرارة الأولى للمشاجرات الجامعية.
فعندما يتغلب التعصب القبلي على الوعي الأكاديمي، ينسى بعض الطلبة أنهم في حرم جامعي له قدسيته واحترامه، ويتعاملون مع الخلاف وكأنه ساحة صراع بين عشائر لا بين زملاء علم.
وهنا يكمن الخطر الحقيقي، لأن الجامعة يجب أن تكون مكاناً يجمع لا يفرّق، ويبني لا يهدم، ويحتضن الجميع تحت مظلة الانتماء الوطني الجامع.
من هنا، فإن الحل لا يكون بتكثيف العقوبات أو فرض مزيد من الإجراءات الأمنية فحسب، بل بفهم البعد الإنساني والاجتماعي والنفسي للمشكلة.
الجامعة ليست فقط مكاناً للتعليم، بل هي فضاء لبناء الشخصية، وصقل القيم، وتعلّم فن الاختلاف وقبول الآخر.
ولعلّ الوقت قد حان لإطلاق برامج جادة داخل الجامعات تركز على الصحة النفسية للطلبة، وتنمية مهارات الحوار، وإدارة الغضب، والعمل الجماعي، وتعزيز روح المواطنة والانتماء الوطني فوق الانتماءات الضيقة.
إن المشاجرات ليست إلا عرضاً لمرض أعمق… مرض الصمت الداخلي الذي يعيشه الشباب بين ما يشعرون به وما لا يستطيعون قوله.
فلتكن هذه الحوادث جرس إنذار لنا جميعاً، كي نصغي إليهم قبل أن نلومهم، ونتحاور معهم قبل أن نحاكمهم.
لأنّ الجامعات، في النهاية، هي مرآة المجتمع، وإذا اشتعلت داخلها نار الغضب، فذلك يعني أن في صدور أبنائنا جرحاً يستحق أن نضمده… لا أن نوبّخهم عليه.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012