أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
“أتلانتيك”: لماذا بنيامين نتنياهو أسوأ رئيس وزراء لإسرائيل على الإطلاق؟ خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


أولويات جماعة الإخوان بين الرسوم المسيئة والفيلم المسيء

بقلم : إياد حماد
22-09-2012 10:20 AM

مما لا شك فيه بأن جماعة الإخوان تعد جزءاً من النسيج الإسلامي العام وهم بحد ذاتهم يشكلون قوة لا يستهان بها وهي متغلغلة في المجتمع بقوة كبيرة يساعدهم في ذلك قوة التنظيم والطابع الديني للمجتمعات العربية وهم بطبيعة الحال قد أحسنوا الاستفادة من هذا الجانب حتى وصل الأمر بالبعض منهم إلى الاعتقاد بأن كل من ينتقد جماعة الإخوان أنه بالضرورة ضد التيار الإسلامي ومعادٍ له

بالطبع من حق كل جماعة الدفاع عن نفسها كما أنه من حق كل شخص أن ينتقد ما يراه مجافٍ للصواب من وجهة نظره لكن المؤسف أننا نرى من أتباع جماعة الإخوان من يسارع إلى كيل الاتهامات جزافاً بحق من يقول لهم أنكم على خطأ فهل جماعة الإخوان معصومة ؟ نريد أن نعلم

من يتابع جماعة الإخوان يجد التحول الحاصل في سياسة الجماعة وأقرب الأمثلة على ذلك هو موقف الجماعة من الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام فعند مقارنة موقفهم اليوم بموقفهم السابق من الرسوم المسيئة عندها سيجد المرء مدى الاختلاف الحاصل بين الموقفين

ففي سنة 2006 ظهرت الرسوم المسيئة بحق الرسول عليه السلام وعندها كان الإخوان في صفوف المعارضة ـ وهنا سأتكلم عن إخوان مصر خصوصاً ـ عندها قادت جماعة الإخوان الشارع المصري في تظاهرات طالبت فيها الجماعة بسحب السفير المصري من الدنمارك وقطع العلاقات مع الدنمارك بالإضافة إلى مقاطعة المنتجات الدنماركية كون أن الحكومة الدنماركية مسؤولة عن الرسوم المسيئة حسب نظر قيادات جماعة الإخوان

واليوم في سنة 2012 أي بعد ست سنوات ظهر الفيلم المسيء وحيث تحولت جماعة الإخوان من جماعة معارضة إلى جماعة بيدها مقاليد السلطة في مصر فماذا كان موقفهم من الفيلم ؟ إلى الآن لم نسمع قيادياً واحداً في جماعة الإخوان يطالب بسحب السفير المصري من أمريكا كما أنه لم يخرج علينا أي قيادي ينتمي للإخوان ليطالب بقطع العلاقات مع أمريكا أو حتى مقاطعة المنتجات الأمريكية بل خرجت علينا قيادات إخوانية مشكورة كخيرت الشاطر لتقول بأن أمريكا والشعب الأمريكي ليسا مسؤولين عن الفيلم المسيء وخرج علينا البلتاجي ليصف المتظاهرين بالبلطجة وبالطبع اكتشف قنديل أن هناك دعماً خارجياً لهذه التظاهرات

ما سر هذا الاختلاف بين الموقفين ؟ فهل كانت الرسوم المسيئة من مسؤولية الدنمارك بينما كانت أمريكا بريئة من الفيلم المسيء ؟ وهل التظاهرات النظيفة التي لا يوجد فيها بلطجية هي تلك التي من انتاج الإخوان فقط ؟ ثم هل كل ما يحصل في مصر لم يحصل بدعم إلا التظاهرات الحاصلة ضد الفيلم المسيء ؟

في 2006 كان الإخوان في المعارضة وفي 2012 أصبح الإخوان هم من بيدهم مقاليد الحكم وهذا يفسر اختلاف المواقف فاليوم ليس من مصلحة جماعة الإخوان سحب السفير أو قطع العلاقات مع أمريكا لذا لن نجد مثل هذه المطالبات لكن ألا يدرك القارئ أن الإخوان لو كانوا في المعارضة لكانوا أول من خرج إلى الشوارع ليطالب بطرد السفير الأمريكي من القاهرة

من المؤسف أنهم يتذرعون بالثورة السورية وما يحصل في سوريا فيقولون الأولى التظاهر من أجل سوريا ففيها يقتل المسلمين وتدمر المساجد وتشتم الذات الإلهية وهذا بالفعل يحصل لكن ما المانع من التظاهر نصرة لسوريا ونصرة للرسول الكريم عليه السلام ؟ فمن يمنعهم ؟ إن المطلوب منهم الآن كونهم يتولون مقاليد الحكم هو تطبيق ما كانوا يطالبون به الحكام عندما كانوا في صفوف المعارضة فهل قاموا بطرد السفير الأمريكي أو إعلان مقاطعة المنتجات الأمريكية أم أن الثورة السورية تمنعهم من فعل ذلك ؟

في سنة 2006 كانت العراق تدك من قبل القوات الأمريكية والعصابات الإرهابية فيتم قتل العراقيين في الطرقات والأسواق والمساجد وتنتهك الحرمات وتهان المصاحف فلماذا وقتها لم يقولوا للشعوب العربية علينا بالتظاهر أمام السفارة الأمريكية أو الإيرانية أو حتى السعودية بدلاً من التظاهر ضد الرسوم المسيئة ؟

قد يقول قائل بأن هناك فقه أولويات وهذا حق لكن هل فقه الأولويات لا يعمل به إلا في حالة استلام الحكم والسلطة أما قبل ذلك فلا فأين كان فقه الأولويات سنة 2006 والعراق تذبح أم أنه فقه خاص يعمل به حسب المصلحة الحزبية ؟ فهل هذا فقه الأولويات أم البراغماتية ؟ نريد أن نعلم

علينا احترام عقول الناس ولنقل بأن مصالح بقاء جماعة الإخوان في الحكم تقتضي تغييراً لبعض المبادئ والسؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا سيكون موقف الجماعة من الفيلم المسيء في حالة كونهم خارج الحكم وفي صفوف المعارضة فهل سيكون نفسه اليوم ؟ ...


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012