خالد المجالي

من عاداتنا العربية والعشائرية تقديم فنجان القهوة للضيف ، واحيانا للجاهات في المناسبات الاجتماعية ، وفي كل الحالات يضع الضيف فنجان القهوة امامه ولا يشرب منه عندما يكون له طلب او حاجة عند ( المعزب ) المضيف، عندها يطلب المعزب من الضيف ان يقول حاجته ، وغالبا ما يلبي المضيف الطلب ويرد عليه بالقول ، ابشر واشرب قهوتك ، فنجان ابو فلان ما ببرد .

وكوننا ما زلنا مجتمعا عشائريا ونقدم فنجان القهوة السادة للضيف فانني اقترح على المرشحين الافاضل ان يستخدموا هذا الاسلوب ليضمنوا الحصول على صوت المعزب ، ولا مانع من ان يطلب الضيف ( المرشح ) اصوات الزوجة والابناء ، وفي حال تقديم المعزب كأس عصير يمكن للضيف ايضا اعتبارها بمقام فنجان القهوة ولا يشرب الا عندما يجيبه المضيف بالموافقة.

ومن عاداتنا ايضا في حال طلب العروس او الخيل او بعض الامور الاخرى ان يجيب المضيف بالقول "ابشر بطلبك ترى اجتك هدية من غير جزية"، بمعنى بدون مقابل ، وهنا يرد الضيف بالقول "هديتك مقبولة وغالية وانا برد عليها بكذا وكذا" ..... ونحن كوننا في موسم الانتخابات يرد الضيف بقوله "هديتك مقبولة وانا برد عليها بهذا المغلف وارجو ان لا ترد هديتي".

طبعا في هذه الحالة لا تستطيع الحكومة ان تعتبر ما حصل من باب شراء الاصوات او المال المصلحي ، بل هو هدايا متبادلة بين الاصدقاء والمعارف والجيران وحتى بين المواطنين بشكل عام داخل الدوائر الانتخابية ، ولا يستطيع اي كان اتهام المرشحين او المواطنين بالبيع والشراء والكلام غير المسؤول من بعض المغرضين .

واخيرا ارجو ان اذكر المرشحن ان ينتبهوا الى نقطة مهمة جدا جدا ، وهي معرفة قيمة المعزب وقيمة هديته ووزنه العشائري او نفوذه ، فهدية ابو فلان ربما تصل الى آلاف الدنانير وهدية علان يكفيها عشرون ديناراً و(كثير عليه) ، علما بان الجميع متساوون امام صناديق الاقتراع ولهم نفس الصوت الانتخابي .