عبد الهادي الراجح

تابعت كغيري الأحداث التي عقبت العدوان الصهيوني الغاشم على قافلة الحرية وتحديدا باخرة مرمرة والذي أدى لاستشهاد عددا من الأحرار من تركيا الجارة العزيزة ، ويومها ظهر وجه نسائي من فلسطين المحتلة عام 1948 ، لجانب أولئك الأحرار وسرعان ما عرف العالم اسم النائبة العربية الفلسطينية حنين الزعبي وهي أول امرأة فلسطينية من الأراضي المحتلة عام 1948 ، تدخل الكنيست بالقائمة الحزبية وهي عضوا في حزب التجمع الوطني الفلسطيني الذي يقوده الدكتور عزمي بشاره .

وقد عرفت حنين الزعبي بمواقفها الوطنية المشرفة وهي التي تحدت الصهاينة في عقر دارهم الكنيست عندما انسحبت أثناء القسم القانوني أثناء بدء ما يسمى بالنشيد الوطني الصهيوني قائلة بشجاعة افتقدها الكثير من الرجال وغير الرجال هذا النشيد لا يخصني فأنا مواطنة عربية فلسطينية ، كما أن لحنين الزعبي بعد ذلك دورا مشرفا سواء في الكنيست أو قبل دخولها في تأييد المقاومة اللبنانية حتى قبل الانسحاب الصهيوني عام 2000م ، كما لها مواقفها الوطنية من قلب القرار الصهيوني في إدانة العدوان الصهيوني المجرم على قطاع غزة الصامد والعمل مع كل المخلصين من كل أحرار العالم على مساعدة قطاع غزة ومن أجل رفع الحصار عنه كما أن حنين الزعبي مما لهم موقفا مشرفا في إدانة العدوان الصهيوني في حرب تموز المجيدة عام 2006 م، وكما لها مواقف مشرفة في دعم جمهورية إيران الإسلامية وحقها في امتلاك السلاح النووي طالما أن الكيان الصهيوني يمتلك مثل ذلك السلاح كما أنها أشادت بدعم جمهورية إيران الإسلامية للشعب الفلسطيني حيث صرحت حرفيا أن لإيران دورا في مناهضة الاحتلال الصهيوني يفوق الدورين الأردني والمصري ولعل الكثير من مواقف حنين الزعبي المشرفة كانت وهي ناشطة وطنية داخل حزب التجمع ولكن ما لفت الانتباه إليها كان مشاركتها في قافلة الحرية حيث كانت على الباخرة مرمرة التي تعرضت للعدوان الصهيوني الهمجي ، وبعد ذلك رفضت حنين الزعبي الاتهامات الصهيونية لها وكانت كلماتها الواضحة في إدانة الجريمة الصهيونية بحق قافلة الحرية كما أنها ممن لفت أنظار العالم لحجم تلك الجريمة الصهيونية البشعة سواء من خلال المؤتمرات الصحفية التي عقدتها أو كلمتها داخل الكنيست الصهيوني نفسه حيث تعرضت على أثر ذلك لموجة هابطة من الشتائم الصهيونية داخل الكنيست وخارجها حتى وصل الأمر لتهديدها بالقتل من كلاب بني صهيوني ، ولكن لم يرهبها كل ذلك حيث دافعت عن وطنها وشعبها ولم تزيدها تلك التهديدات السافرة إلا ثباتا على مواقفها المشرفة .

النائبة حنين الزعبي المناضلة العربية الفلسطينية ابنة الواحد والأربعون عاما وهي من الناصرة حيث ولدت هناك في 23 من أيار عام 1969م ، حنين الزعبي صورة مشرفة عن المرأة العربية التي تناضل من أجل وطنها وشعبها ويكفيها ثباتها في وطنها وبقيت لجانب كل أهلنا من عرب فلسطين المحتلة عام 1948 م ، حيث بقوا الشوكة في حلق الكيان الصهيوني المصنوع من الخارج وجعلتنا كعرب نفخر حقا بتاء التأنيث ولكن ما يحيرني هو صمت الأصوات النسائية في الوطن العربي التي عودتنا على الجعجعة حيث نراها تصمت صمت القبور في إدانة التهديدات بالقتل بحق النائبة حنين الزعبي والعنصرية التي يمارسها الكيان الصهيوني على حنين الزعبي وكل شعبنا في الداخل ، وكلنا يعلم أنه لولا الاتحاد الدولي للبرلمان لتم طرد حنين الزعبي من الكنيست بكل تأكيد ولدخلت السجن أيضا في الوقت الذي صمتت تلك الدكاكين النسائية التي تنادي بحقوق المرأة لان إغضاب الكيان الصهيوني يعني إغضاب صهاينة البيت الأسود الذين يمولون أغلب تلك الدكاكين ويريد منها أن تكون خنجرا في ظهر الأوطان وأن تكون الطابور الخامس لتنفيذ السياسة الصهيو ـ أمريكية وإلا لماذا هذا الصمت على مجرى ويجري للنائبة العربية الحرة حنين الزعبي وغيرها .

وبقي أن أقول أن حنين الزعبي هي رمزا قوميا نسائيا يفخر به كل عربي حر ، ولا عزاء للصامتين .

alrajeh66@yahoo