أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


ماذا يجري في الوطن العربي ؟

بقلم : فهمي الكتوت
12-01-2013 12:22 PM

العرب اليوم - في ظل مناخ سياسي يغلب عليه التصادم والانقسام، وتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الناجمة عن سياسة التفرد وغياب الديمقراطية، واستشراء الفساد، وطغيان حالة التخلف والتبعية، وغياب المنهجية العلمية في التحليل والتفكير والممارسة، واختفاء التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهيمنة الاقتصاد الريعي، وتمركز الثروة واتساع مساحات الفقر، وارتفاع معدلات البطالة، وتهميش دور المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل هذه المناخات نستقبل العام الجديد عام 2013 ، بعد مرور عامين على الثورات الشعبية، وأكثر من ستة عقود على بدء رحيل الاستعمار الكولونيالي عن الوطن العربي. والمشهد العربي في هذه الأيام أكثر سوداوية من السابق... نستقبل عاما جديدا لا يحمل الجديد، مع ادراكنا أن الحركة مطلقة ' فالتاريخ يُعيد نفسه على شكل مهزلة ' مهزلة العرس الديمقراطي، والاصلاحات السياسية المزعومة ... وتحويل كل شيء الى ' سلعة ' تباع في الأسواق حتى أصوات الناخبين والمرشحين أفرادا وقوائم .
لعلنا نتذكر تجربة الشعوب العربية خلال النصف الثاني من القرن الماضي حين كان الاعتقاد السائد أن الطريق معبدة لبناء الدولة العربية المتحررة، الدولة العصرية الديمقراطية، والتصدي للتخلف الاقتصادي والاجتماعي، الا أن ما تعرضت له هذه البلدان من ضغوطات أجنبية بقصد افشالها أو احتوائها، وغياب الديمقراطية ومؤسساتها، وتورط الأنظمة بممارسة سياسات بوليسية معادية للحريات العامة، ونقل الصراع الى الداخل، وفرض نهج اقصائي أدى الى انفجار الصراع بين التيارات القومية واليسارية أسفرت عن هيمنة نماذج معادية للقضايا الوطنية، عقدت صفقات مشبوهة مع الكيان الصهيوني، وتحولت الى أنظمة فاشلة مفلسة سياسيا وأخلاقيا.
ما نخشاه تكرار المهزلة، والوطن العربي يمر بمرحلة جديدة، سمتها الأساسية الانتقال الى الديمقراطية، وللديمقراطية أصول ومبادىء وأسس ينبغي احترامها بعيدا عن التفرد والهيمنة، والاستفادة من التجربة الغنية والمريرة التي عاشها الوطن العربي، بتجنيب الأمة صراعات تناحرية تؤدي الى وأد الثورة، فاحتدام الصراع بين ثنائية جديدة في الوطن العربي 'التيار الاسلامي' و ' التيار القومي اليساري' يدفع المنطقة بأكملها نحو الجحيم، والنموذج السوري ماثل أمامنا، فقد سقطت سورية ضحية الاستقطابات الاقليمية والدولية ودوافع بعضهم في الانتقام من الدولة السورية رغم مشروعية مطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والتعددية السياسية، فالاقليم يشهد ثلاثة مشروعات تتصارع على المنطقة:
المشروع الأول: الصهيوني المتحالف مع الاحتكارات المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، الذي ابتلع فلسطين وأجزاء من البلدان العربية، ولم تقف أطماعه عند حدود معينة، ويسعى للوصول الى منابع النفط، والهيمنة الكاملة على المنطقة العربية.
المشروع الثاني التركي: برز هذا المشروع بعد نجاح الحركة الاسلامية بتثبيت أقدامها في تركيا، وفيه حنين للماضي باحياء 'الدولة العثمانية' التي هيمنت على الوطن العربي 400 عام.
وبعد فشل محاولاتها المتكررة في الحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي، وجدت بالأسواق العربية ملاذا لصادراتها مستفيدة من العلاقات التي أنشأتها مع الأقطار العربية، وتضامنها مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضد الحصار الصهيوني، وتحالفها مع الحركات الاسلامية في الوطن العربي وخاصة في سورية، وهي تضع قدمها الأولى في حلف الاطلسي والأخرى في الوطن العربي.
أما المشروع الثالث فهو الايراني ولد هذا المشروع بعد الثورة الايرانية ووصول التيار الاسلامي للحكم، وبعد الحرب الضروس مع العراق، استفاد من الاحتلال الامريكي للعراق بهزيمة خصمه ووصول حلفائه للحكم. وقد كان لموقف ايران المعادي للاحتلال الصهيوني ودعم المقاومة المسلحة بقيادة حزب الله في لبنان، وحركتي حماس والجهاد في فلسطين دور بارز بازدياد نفوذ ودور ايران في المنطقة وتوسيع قاعدة حلفائها، وقد تراجع هذا النفوذ في الآونة الاخيرة على خلفية استقطابات الأزمة السورية.
تتمحور المشروعات الثلاثة في ظل تغييب المشروع النهضوي التحرري العربي، وان كنا ننظر للمشروع الصهيوني الأكثر خطورة باعتباره نقيضا للمشروع العربي، فانني لا أعتبر المشروعين التركي والايراني كذلك الا بالقدر الذي تتناقض مصالحهما مع مصالح الأمة العربية، ولا ينظر لهما باعتبارهما اعداء للأمة العربية، بل يفترض أن يكونا شركاء وحلفاء بالقدر الذي تتوافق مواقفهما مع مصالح الأمة العربية، مع اظهار مواقف حازمة حيال أي أطماع توسعية على حساب الوطن العربي، فالثورة العربية يفترض أن تشكل مدخلا لاحياء المشروع العربي الحضاري، الذي يحتاج مناخا ديمقراطيا ورؤية تقدمية لمستقبل الوطن العربي.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-01-2013 05:18 PM

شكرا للكاتب على هذه الاطلالة بالحديث في الشأن العربي العام بعدما اختطف الانفصاليون والجهويون وقصيرو النظر الحديث واقتصروه على مشاريعهم الضيقة فامتلأت الاجواء بالضجيج والصفير والفحيح فاختلطت المفاهيم وضاعت الحقائق وبدلا من ان نجد منارات للعلم والعمل صرنا نجابه بفزاعات وتشكيك تجرنا الى التيه والاحباط وفقدان التوازن . في مثل هذا الوصف السهل الممتنع لوقع الامة العربية يبرز السؤال الذي يطرح نفسه على كل مواطن عربي شريف وهو - ما العمل ؟ لسال الله التوفيق للاجابة على هذا السؤال بحكمة وروية

2) تعليق بواسطة :
12-01-2013 10:52 PM

ابو فراس تحياتي الجغرافيا السياسيه لا
تعرف الثبات ولهذا تتميز المنطقه ومنذ
القدم بعجيج من المشاريع، نشرت لي دراسه
في الرأي بعنوان(التأهيل:اساس الاصلاح
السياسي والتنميه)وهي موجوده على
النت قد تجد فيها ما يفيدك،مع التحيه
ايها العزيز.

3) تعليق بواسطة :
14-01-2013 12:38 PM

السيد حليم مجالي تحية:
انني متابع لكل الاردن واقرأ تعليقات المعلقين بالذات ودائما أقرأ تعليقاتك ولا اجد فيها توجه أو معالم طريق ....حضرتك ما هو مشروعك وأين هي آثارك وإنجازاتك على الصعيد الوطني وفي ساحات النضال أو حتى في المجال السياسي؟، ألا تعتقد ان الإنسان ينحاز غريزيا وطبيعيا لقناعاته؟ ألا تعتقد أن التنازل يتم لمشاريع عملاقة لا أحلام ربات الحجال!؟.
من يقرأ لك يشعر بانك تقول للجميع توقفوا أيها المهرطقين جميعا في الوطن العربي وافسحوا المجال للسيد حليم المجالي فإنه قادم بسيف معتصم وعصى موسى!.
أنصحك بالإقلاع عن الفكر والقناعات التعطيلية واعلم بان الفيزياء تقول: بإن الإستدارة اثناء السرعة والتسارع قد تتسبب بإلإنزلاق والإنقلاب.
تحاول جاهدا ان تكون خارجا من وسط الركاوم تقود جماهير المحطمين تحت رايتك الفكرية وقناعاتك الغير مؤطرة ببرنامج فلا تريد لغيرك التقدم خطوة ولا تتقدم انت بنفسك،...أعذرني على نقدي لك ووسع صدرك كي لا يضيق بنقدك.
تحية للكاتب المحترم الدكتور فهمي فلقد سلسل الواقع بقلم عالم حصيف واعي.

4) تعليق بواسطة :
15-01-2013 12:20 AM

"
العرب اليوم - في ظل مناخ سياسي يغلب عليه التصادم والانقسام، وتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الناجمة عن سياسة التفرد وغياب الديمقراطية، واستشراء الفساد، وطغيان حالة التخلف والتبعية، وغياب المنهجية العلمية في التحليل والتفكير والممارسة، واختفاء التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهيمنة الاقتصاد الريعي، وتمركز الثروة واتساع مساحات الفقر، وارتفاع معدلات البطالة، وتهميش دور المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل هذه المناخات نستقبل العام الجديد عام 2013 ، بعد مرور عامين على الثورات الشعبية، وأكثر من ستة عقود على بدء رحيل الاستعمار الكولونيالي عن الوطن العربي. والمشهد العربي في هذه الأيام أكثر سوداوية من السابق... نستقبل عاما جديدا لا يحمل الجديد، مع ادراكنا أن الحركة مطلقة ' فالتاريخ يُعيد نفسه على شكل مهزلة ' مهزلة العرس الديمقراطي، والاصلاحات السياسية المزعومة ... وتحويل كل شيء الى ' سلعة ' تباع في الأسواق حتى أصوات الناخبين والمرشحين أفرادا وقوائم"
بعد رد التحية اود منك ان تعيد قراءة المقال للكاتب الذي سلسل الواقع بقلم عالم حصيف واع كما اشرت في تعليقك ,واود منك التركيز ومعرفة كم من نقيصة وعيب وضعها الكاتب في العرب وكم شتيمة قذفها في وجهي ووجهك ووجوه حكامنا ومفكرينا وقادتنا وشتيمة واحده تكفي لنخجل منها وهي اننا لانفكر بطريقة علمية بمعنى غوغاءيتنا وهمجيتنا .
اقتبس من تعليقي " في مثل هذا الوصف السهل الممتنع لواقع الامة العربية يبرز السؤال الذي يطرح نفسه على كل مواطن عربي شريف وهو - ما العمل ؟ لسال الله التوفيق للاجابة على هذا السؤال بحكمة وروية" انتهى الاقتباس كل ما قلته علينا الاجابة على سؤال مالعمل ؟ والحمد لله انني لجأت الى الله جلت قدرته وسألته التوفيق للاجابة على هذا السؤال ولم ازعم انني ساقود الامة تحت رايتي الفكرية وكما وصفت بل اكرر سالت الله العون لي وللجميع .
اما ما ذكرته عن صفات بعض الكناب فاعتقد ان الكاتب تجاوزني فيها كثيرا وعمم من الصفات على الامة ووصف ابنائها بما هو اشد وابلغ فوصفنا بسلعة تباع وتشترى ..ارجع الى الاقتباس .
نصيحه لغويه الكتابة الصحيحة " لاتنه عن خلق " وارجو منك بيان ماهو الخلق الذي نهيت عنه وجئت بمثله واكون لك من الشاكرين واتقبل نصيحتك بصدر واسع كما طلبت كما واطلب منك ان توسع صدرك وتقبل النصيحة فانا لم اجد في تعليقك ما يستحق الوقوف عنده ولن يمنعني احد من سؤال الله العون ودمتم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012